محمد العون بضيافة قصر ثقافة مصر الجديدة لمناقشة «ممر الشاى الهندى»
يحل الكاتب الروائي محمد العون، في ضيافة قصر ثقافة مصر الجديدة، في لقاء مفتوح لمناقشة روايته “ممر الشاي الهندي”، والصادرة عن دار فضاءات للنشر والتوزيع، وذلك في التاسعة من مساء اليوم الثلاثاء.
ويتناول الرواية بالنقد والتحليل كل من: الناقد دكتور إيهاب عبد السلام، والروائية شاهيناز الفقي.
والكاتب الروائي محمد العون، سبق وصدرت له العديد من الأعمال الروائية من بينها: "سراديب الذهب، عطر الغرام، مولانا، ليلة التحرير، سجن الطاووس، الملك ينزل المدينة، مراكب الليل"، بالإضافة إلى المجموعة القصصية "فانوس مكسور".
وفاز محمد العون بجائزة اتحاد كتاب مصر فى الرواية لعام 2014 عن رواية "سجن الطاووس".
ومما جاء في رواية “ممر الشاي الهندي”، للكاتب الروائي محمد العون نقرأ: "هبطت عليه الفكرة بشكل مباغت بعد أن انتهي من كتابة السطر الأخير، كتب عدة أسطر فقط، لم يكن في أحداث اليوم سوي القليل الذي يستحق التسجيل.
تدوين يومياته إحدي هواياته الأثيرة، يشعر براحة بعد أن يسكب ما في قلبه علي الورق، يتخلص من الضغوط وشحنات المشاعر السلبية التي يصارعها خلال اليوم، يبتسم بينما يغلق الكراسة ذات المائة صفحة ثم يضغط رأس القلم ناظرا إلي السن وهو يختفي في لمحة راجعا إلي مجراه.
متحدث لبق، سريع البديهة، حاضر الذهن، يستمع إلي الناس وعلي وجهه ابتسامة خافتة بشوشة، الناس عادة يحبون من يجيد الاستماع إليهم، يتركهم يفضفضون معه ويصبر علي سماع حكاياتهم أو حتي شكواهم، ويفعل هذا ببراعة .. خاصة مع النساء، وبعكس ما يبدو علي ملامحه الشاردة لا ينسي كلمة مما يسمعه، يختزن في ذاكرته كل الحكايات ويختفظ بأصغر التفاصيل في عقله المنظم مثل أرشيف مصلحة حكومية، قد يظهر للعيان عند أول وهلة في حالة فوضي وإهمال، لكن لا تضيع منه ورقة داخل ملف، يستطيع الموظف المختص أن يأتي بها في لحظات عند الحاجة.
ــ حكاية السيدة الشقراء
وفي موضع آخر من رواية “ممر الشاي الهندي”، يقول الكاتب الروائي محمد العون: سيدة شقراء زرقاء العينين ضخمة الجسد فى بداية الأربعينيات، شعرها قصير "ألاجارسون"، طويلة القامة ممتلئة القوام بعض الشىء ذات صدر فخم عظيم الحجم، على قدر لا بأس به من الجمال، وجهها مبتسم وملامحها لطيفة وإن كان بها شىء من الغلظة خاصة الأنف الكبير نوعا ما والوجنتين البارزتين، قسمات توحى بالعزم والجدية وبأنها امرأة قوية، أحيانا تهمل إزالة الزغب الذى ينمو كثيفا عند السوالف على جانبى وجهها، فيبدو شكلها منفرا بالنسبة لرامز، تتردد على القاهرة منذ سنوات وتقيم لشهور طويلة فى وسط البلد٬ متخصصة فى إدارة الأعمال والموارد البشرية، درست كذلك اللغة العربية والتاريخ وتجيد الحديث بالعامية المصرية إلى حد كبير لكن تغلب عليها الفصحى، وعلى عكس طبيعة الخواجات سيدة رغاية وكثيرة الكلام إلى حد الإزعاج، لا يعرف بالضبط طبيعة عملها فى القاهرة، برغم كلامها الكثير الذى يتناول موضوعات شتى منها ما يمس حياتها الشخصية، التى تتحدث عنها بلا تحفظ، فإنها لا تتكلم عن عملها من قريب أو بعيد !
التقى بها للمرة الأولى أمام مصعد العمارة، تراجع خطوة مفسحا لها الطريق لتدخل قبله، شكرته بحرارة وقتها على تصرفه المهذب وقالت له بالعربية أنت رجل جنتلمان، شكرها متوقعا أن ينتهى الحوار عند هذا الحد لكنها انفتحت فى الكلام حتى وصل المصعد إلى الطابق الثالث فسكتت مضطرة وحيته قبل أن تخرج، تكلمت باللغة العربية وبلهجة مصرية ولم يدهشه هذا، كثير من الخواجات المقيمين فى وسط البلد يتكلمون العربية بدرجات متفاوتة.