رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قبل التفكير بما سيكون عليه العالم: أحلام سعيدة مسيو ماكرون!

 

…فوز ماكرون بالانتخابات الرئاسة الفرنسية للولاية الثانية. 
نسبة الأصوات تزيد عن 58٪،وهو رابع  رئيس فرنسي يفوز بولاية ثانية . 
إيمانويل ماكرون، سحق منافسته مارين لوبان. 
ماكرون من مواليد 21 ديسمبر 1977، سياسي فرنسي شاب، يتولى منصب رئيس الجمهوريّة الفرنسية، للمرة الثانية، فرنسا الدولة القوية، النووية، العضو الدائم في مجلس الأمن، وهو، هذا الشاب الذي شغل الولاية الأولى منذ 14 مايو 2017.
*دلالة الفوز.. دلالة فرنسا الجديدة.

ماكرون، مهد للفوز في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية،  فقد استطاع تحطيم تداعيات، اهتزازات وتجاذبات السياسة الفرنسية- الاوروبية، والفرنسي - حلف الناتو، فقد اشغل دبلوماسية هادئة، في وقت  كانت لفرنسا، خيارات ها ودلالات كل خيار، اذا كان الرئيس ماك ون، يعي ما تعيش عليه أو وبا قوة الناتو، من دلالة الفوز لفرنسا ماكرون ضد فرنسا لوبان، وهنا تظهر الأبعاد المختلفة لاضطرابات وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.
.. وفق مدلول القوة والجرادة، والدبلوماسية الفرنسية الناعمة فاز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية، بعد خوض تحد تاريخي أمام المرشحة اليمينية مارين لوبان خلال جولة الإعادة، التي أسست مخاض عسير الأحزاب اليمينية واليسارية، وقوى المهاجرين واللاجئين في فرنسا، التي بات رئيسها، معنيا منذ اليوم بميلاد سياسة فرنسية تأخذ مكانتها على الطاولة الأمنية والعسكرية والسياسية والاممية.

*ماكرون صنيعة تلفزيون فرنسا وراديو فرنسا.

تلفزيون فرنسا وراديو فرنسا، قوة إعلامية خطيرة فعلا في الشارع الفرنسي، وفي الاتحاد الأوروبي، عدا عن قدرتها عل& صياغة الرأي العام الفرنسي، 
هذا الإعلام المتَكن، استطاع فرز مسبق لقوة الرأي العالم، وأعلنوا، قبل بدئ الاقتراع، ان المتوقع أن يحصل ماكرون على[ 58.2٪] من الأصوات مقابل 41.8٪ لوبان، وفقًا لتحليل بيانات التصويت من قبل منظمي استطلاعات الرأي أجري لصالح تلفزيون فرنسا وراديو فرنسا، في الشارع تم ذلك وبه أصبح 
ماكرون رابع رئيس فرنسي يُعاد انتخابه منذ اعتماد الدستور الحالي في عام 1959، وسيكون أول من يفوز بإعادة انتخابه منذ 20 عامًا.

*ماكرون.. وأوكرانيا

منذ نهاية الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية، كان ماك ون يقع بين نارين:
*نار الداخل الفرنسي الغاضب من اللاجئين والتضخم وإلغاء. 
*نار العلا مع حلف الناتو واشترا آت الدعم الدفاعي الأمني العسكري المقاومة الأوكرانية، بكونها تخوض حربها التي أجبرت عليها، بعد غزو بوتين وتورطه فب حرب طويلة المدى مع أوكرانيا وحلف الناتو، والولايات المتحدة.. وأحلاف أخرى. 
قبل الحرب الأوكرانية، لم تكن قوة روسيا تضع حواجزها على خارطة أوروبا، مع أوكرانيا، طرحت أسئلة كثيرة، مغايرة مثل:
لماذا يبدو فوز ماكرون مهما للولايات المتحدة وأوروبا؟
.. ومهما لأوكرانيا  تحت الحرب. 
.. و كثيرا ما تردد، خلال الأيام الماضية، من أن ماكرون، هو الشخصية السياسية الفرنسية-الأوروبية، التي قيل عنها أنها شخصية سياسي يمتلك رؤية خاصة(...) قد تقوضحلف  "الناتو"، (كيف؟) لكنه، بالنسبة لفرنسا والمجموعة الاو وبية، أفضل من اليمين التشدد، الذي يخطئ في قراءة الخارطة العسكرية والامنية لمرحلة ما بعد الحرب الروسية الأوكرانية. 
   *دبلوماسية شخصية فرنسا الشرق.. والغرب أيضا. 
ماكرون زار لبنان، العراق، فلسطين، دول الخليج العربي، تركيا، روسيا، مصر والأردن، دول المغرب العربي، شمال وغرب أفريقيا، قاس الأزمات التي شكلت، منحنيات طريق حكمة، رسم خط الدبلوماسية الفرنسية، بطرق متعددة، ونجح خلال ولايته الأولى، ما جعل كبا. الجهات الأمنية والسياسية الاو وبية والاميركية والصينية ،  تؤشر وتشير إلى أن فوز الرئيس إيمانويل ماكرون، يمكن اعتباره ضمن سياق السياسات الاستراتيجية المستقبلية، فبات الفوز، حالة أوروبية-أميركية، وقيل ان رئاسة ماكرون الثانية، قضية( بالغة الأهمية)، وتعزز جهود الولايات المتحدة، مع حلف الناتو بإتجاه  رؤية موحدة، تعيد توحيد المواقف مع أوروبا. 
بين الشرق والغرب، يقف ماكرون داعما إلى حد ما للإصلاح السياسي والاقتصادي في لبنان، وفي العراق وفي سوريا، ويعني الفوز محطة جيوسياسية ، مستقبلية بدرجة أكبر  أمنية عسكرية، للأوروبيين أنفسهم بسبب تداعيات وأفاق  حرب روسيا، أوكرانيا.

*فرنسا التقليدية،.. خروج من القمقم.

العالم، في أوروبا والولايات المتحدة والصين واليابان ودول الخليج العربي وتركيا، وصولا إلى دول المنطقة، بات يعنيهم ماكرون فرنسا التقليدية، وخيار الدبلوماسية  المغلفة ب " ورق السوليفان المذهب" . 
.. إلى لحظة اعلان النتائج، كان ما يثير قلق   الدوائر السياسية الأمنية، في كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وقيادات حلف الناتو ومجموعة الفرانكوفونية على حد سواء، هو انقلاب الشارع الفرنسي نحو التطرف، وبالتالي اتخاذ مواقف عسكرية بفعل ضغط الشارع ضد الحروب. 
ما حدث، ان العالم اشتغل على فرنسا الشباب، ليس حباً في ماكرون وسياساته الخارجية تجاه بروكسل(مقر أمن أوروبا والناتو) ولا واشنطن،(مقر الحلف العسكري النظام لمسارات الحرب ودعم أوكرانيا العسكري والأمني والسياسي) إنما خشية منمنافسته " لوبن" التي أعلنت  عزمها اتباع سياسة مخالفة تماماً لأوروبا وحلف الناتو وبالتالي للسياسة التي اتبعتها فرنسا على مدى أجيال، وليس وقوفا عند حد الأوضاع الأمنية والعسكرية التي لها ضغوطها،اذا ما علمنا ان " لوبن" كشفت انها  تقود كتلة يمينية، سرية العمليات، متشددة متعاطفة مع روسيا والرئيس فلاديمير بوتين، وانها، بغباء أمني عسكري، كانت تعتقد أنها يمكن  سحب القوة النووية الوحيدة في الاتحاد الأوروبي من تشكيلة  هيكل القيادة المتكامل لحلف "الناتو"، بحجة  منع   فرنسا  من الدخول في  صراعات عسكرية ليست  مع حرية الأمة الفرنسية، الأمر الذي  هدد بالفعل، بتفكيك الوحدة الاوروبية، الغربية ضد روسيا، وبالتالي ضد المشاركة في الحرب، تحت أي مستويات عسكرية او لوجستية .

*شخصية مختلفة


عمليا ومنذ عام 2017،كان ماكرون أسطورة سياسية شابة، وبرز ذلك من خلال إدارته لملف  تولي  فرنسا رئاسة الاتحاد الأوروبي، التي جعلت جل نركيز ماكرون على الأمن، ودعا إلى تقارب أكبر في السياسات الخارجية والدفاعية بين دول الاتحاد، وضرورة تحوُّل قارة أوروبا من مرحلة التعاون فما بين دولها إلى أوروبا القوية على مستوى العالم، صاحبة القوة والسيادة الكاملة، وعند اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وتدفُّق اللاجئين الأوكران على الدول المجاورة أعلن إيمانويل ماكرون أن بلاده نصيبها من هؤلاء اللاجئين، في الوقت الذي كان فيه مرشحو اليمين المتطرف الفرنسي مثل "إريك زمور" يرفضون سياسات الهجرة، و"مارين لوبان" تدعو إلى وضع قيود على عمليات الهجرة.
عمليا، لم يناقش ماكرون في فرض العقوبات الاقتصادية الغربية على روسيا، وشارك كذلك في طرد عدد من الدبلوماسيين الروس من بلاده؛ من أجل كل ما تقدم فإن إيمانويل ماكرون، مرحليا وفي المستقبل، يعد الأفضل بالنسبة للغرب بقيادة  الولايات المتحدة، وحلف الناتو، وذات الأمر بالنسبة للشرق ولبلدان المنطقة والشرق الأوسط، خصوصا في أزمات لبنان والعراق وسوريا وتونس، وايضا الموقف من الاعتداءات والتجاوزات الإسرائيلية الصهيونية التي تشتعل إلى اليوم. 
..أحلام سعيدة مسيو ماكرون.. بنسوار.