مؤسسة الملتقى تناقش القيم الروحية والأخلاقية بالدار البيضاء (صور)
نظمت مؤسسة الملتقى، التابعة للطريقة القادرية البودشيشية، بمدينة الدار البيضاء بالمغرب ندوة فكرية، تخللتها مأدبة إفطار، حول "القيم الروحية والأخلاقية ودورها في ترسيخ ثقافة التعايش والسلام"، بمشاركة علماء ومفكرين وخبراء من داخل المغرب ومن خارجه، إضافة إلى حضور عدد من المسؤولين.
افتتحت الندوة بتلاوة آيات بينات من القرآن تلاها القارئ سعيد مسلم وكانت الكلمة الافتتاحية لرئيس مؤسسة الملتقى د. مولاي منير القادري، الذي أشار خلالها الى أن الإِنْسَانِيَّةُ اليوم تواجه تَغَيُّرَاتٍ وَتَحَدِّيَاتٍ َاجْتِمَاعِيَّةً و سِيَاسِيَّةً وَاقْتِصَادِيَّةً وَدِينِيَّةً؛ وأنها تحمل في طياتها و أصلها أزمة أخلاقية؛ وأنها فقدت بوصلة الاخلاق و القيم وغرقت في النزعة الاستهلاكية والليبرالية المتوحشة والنزاعات الطائفية والمذهبية ، وأوضح أن للأخلاق دور حاسم في التطور الفكري والتقدم الحضاري للأمم، وأنها تلامس كل مظاهر الحياة الإنسانية، و تمثل الجانب المعنوي والروحي في الحضارة الإنسانية كما تمثل جزءا أصيلا من بنية هويتنا الإسلامية.
بين أن القيم الاخلاقية بأبعادها الاجتماعية والعملية تعتبر أحد أهم المكونات الأساسية للشخصية الإنسانية وأنها معايير وأهداف تمثل ضرورة اجتماعية ويشمل تأثيرها سلوك الأفراد واتجاهاتهم، وعلاقاتهم وهى بذلك توفر إطارا مهما لتوجيه وتنظيم سلوك الأفراد والجماعات وأردف أنها تقوم بدور المراقب الداخلي الذي يراقب أفعال الفرد وتصرفاته، واعتبر أن القيم الأخلاقية " تحفَظ للمجتمع تماسكه، وتحدِّد أهدافه ومُثلَه العليا ومبادئه الثابتة لممارسة حياة اجتماعية سليمة، كما تعطي الأفراد إمكانية تحقيق ما هو مطلوب من خلال بناء شخصيتهم بناءً متوازنًا سويًّا، في إطار نفسي وفكري يمدهم بأنماطًا سلوكية سليمة ويُحقِّق الانسجام والتكامل بين بناءِ شخصيتهم الفردية وترسيخ القيم الأصيلة لديهم؛ حتى يصبح الإنسان المتحلي بالقيم فاعلًا في مجتمعه، قادرًا على الدفاع عن حقوقه ووطنه وإثبات هُوِيَّته، متكيفًا مع إكراهات حاضره، ومستعدًّا لتحديات مستقبله..".
فيما كانت المداخلة الثانية للدكتورة أسماء المرابط، طبيبة بيولوجية، رئيس كرسي المرأة والديانات بالمؤسّسة الأوروبية العربية بجامعة غرناطة بإسبانيا التي اعتبرت أن موضوع القيم الروحية والأخلاقية أصبح يطرح نفسه بقوة حاليا أمام تصاعد العنصرية ونقاش الهوية، وأنه ليس هناك تدافع بل هناك تكامل بين القيم الروحية و القيم الكونية.
أضافت أن مختلف القيم الكونية ليست وليدة فراغ ثقافي او ديني، بل نتاج تطور المجتمعات و الديانات، وزادت أن دمج القيم الروحية والكونية ليست ترفا، بل ضرورة ملحة في عالم اليوم.
أما د. ميشال طاوشان، مفكر ورئيس ومؤسس مجموعة "التفكير حول القضايا الأممية" فاعتبر أن الأعياد والمناسبات الدينية كشهر رمضان وعيد الفصح تشكل فرصة ومثالاً للعيش المشترك، بجانب هذه المداخلات كانت هناك مداخلة كل من الدكتور سعيد بيهي رئيس المجلس العلمي المحلي بالحي الحسني، وأمين لغيدي، رئيس المكتب الجهوي بالرباط لجمعية المصدرين بالمغرب و خبير في الدبلوماسية، والدكتور محمد اشتاتو، أستاذ جامعي بالجامعة الدولية بالرباط التي أجمعت على أهمية القيم الأخلاقية ودورها في نشر السلام.