بطريرك الكاثوليك في قداس القيامة: نصلي لأجل وطننا الغالي
ترأس الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الكنيسة الكاثوليكية بمصر، مساء اليوم صلوات قداس عيد القيامة بمشاركة الأنبا باخوم النائب البطريركي.
قال الأنبا إبراهيم، خلال العظة التي ألقاها في قداس عيد القيامة “بعد مسيرة الصوم الأربعيني وأسبوع الفصح المقدس، نحتفل هذا المساء بعيد قيامة الرب يسوع من بين الأموات، هذا الحدث الأهم فى الإيمان المسيحي. فالمسيح القائم هى قلب الإيمان المسيحي والحياة الروحية وهى محور الترتيب الطقسي فكل يوم أحد هو عيد قيامة أسبوعي وكل قداس إلهي هو استمرار وتحقيق لها، مضيفًا: “بالقيامة يتحقق الخلاص الذي شاء الرب أن يتممه بتجسده وصلبه إنها برهان خلاصنا، لذلك فهي الركيزة الأساسية للبشارة المسيحية، وقد كان الرسل قبل كل شىء شهود المسيح القائم”.
وتابع بطريرك الكاثوليك: "يأتي احتفالنا هذا وسط أحداث عالمية: الحروب والأوبئة وتدهور الاقتصاد، وأحداث كنسيّة وخبرة السينودسيّة التى تعيشها الكنيسة الكاثوليكية، تحضيرًا لسينودس الأساقفة سنة 2023، أي "السير معًا كشركة و مشاركة ورسالة، وأيضًا وسط ظروف عائلية وشخصية ما أشبه حياتنا بحياة تلميذي عمواس اللذين التقى بهما يسوع القائم وأخذ يسير معهما أحداث مؤلمة و أخرى مفرحة فيها نختبر المسيح حياَ.”
أضاف "أتامل معكم انطلاقاً من لقاء المسيح القائم بتلميذي عمواس الوارد في إنجيل القديس لوقا. يتحدث التلميذان بشأن ما حدث ليسوع من الألام و الموت ، و كم خاب رجاءهما في امكانية تدخل الله "كنا نرجو"، مؤكدا أن لم يغيّر يسوع الأحداث و لا الظروف بل حوّل التلميذين: من عيون مقفلة عمياء إلى عيون مستنيرة من الجهل الى المعرفة بالاختبار، من الشك الى الايمان من اليأس والإحباط الى الرجاء والانطلاقة، فمهما كانت الأحداث و الظروف فهى لا تمنع خبرتنا بأن الرب حي، إنما هى فرصة كي نعلن أنه حي و نحن به نحيا ونتحرك و نوجد والتجربة كبيرة أن نفكر فى القيامة و كأنها مجرد حقيقة لا هوتية نظرية بعيدة عنا."
أوضح:“هكذا فكما أدخل يسوع تلميذي عمواس يدخلنا نحن أيضاً فى شركة جديدة معه ، بها ننتصر وننضم الى شهود القيامة و الرجاء ونحمل إلى إخوتنا وعائلاتنا وجماعاتنا ومجتمعنا رسالة فرح ورجاء بلقاء الرب القائم”.
وأشار بطريرك الكاثوليك: "لنرفع صلاتنا متحدين مع قداسة البابا فرنسيس وسائر إخوتنا البطاركة والأساقفة وكل المحتفلين بعيد القيامة، داعين أن يبسط القائم من بين الأموات سلامه على عالمنا المثقل بالحروب والمعاناة، و يعمق الرجاء فى قلوب البشر جميعاً، ولنصلّي من أجل العائلات المكافحة الأمينة، والعائلات المجروحة قلوبهم و المتألمين بكل نوع.”
واختتم الأنبا إبراهيم إسحق كلمته قائلاً “نصلي معاً من أجل وطننا الغالي مصر خاصة في هذه الأيام المباركة التي نعيش فيها معاً عيد القيامة المجيد وشهر رمضان المبارك حتى تكون فرصة لاسترداد مزيد من السلام والرجاء والعمل من أجل بناء و نشر ثقافة الحياة، ونصلي من أجل رئيس الجمهورية وكل المعاونين له فى خدمة الوطن وقيادته، لكي يؤيد الرب مسعاهم و يكلل جهودهم بالنجاح و التوفيق لبناء مستقبل أفضل لكل المصريين، مضيفًا: “ختاماً نصلي أيها المسيح القائم، أقمنا معك لحياة جديدة، أقم عقولنا الى نور الايمان العامل بالمحبة، وارادتنا الى طريق الخير والرجاء وقلوبنا الى الشركة والمشاركة حتى نصير رسلاً وشهود للقيامة والحياة والرجاء ويكون هذا العيد لخلاص نفوسنا و تقديسها”.