الإليزيه ينتظر سيده.. كل ما تريد معرفته عن جولة إعادة الانتخابات الرئاسية غدًا
يواجه الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، ومنافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان، بعضهما البعض مرة أخرى في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية المقررة غدا.
ويرصد «الدستور» في التقرير التالي ماذا سيحدث غدا خلال عملية التصويت، وتوقعات الاستطلاعات والمحللين الغربيين بشأن جولة الإعادة لانتخابات رئاسية تاريخية:
عملية التصويت غدًا
وإذا كان الفوز من نصيب ماكرون، فسيصبح أول رئيس حالي يفوز بإعادة انتخابه منذ 20 عامًا.. من ناحية أخرى، فإن فوز لوبان من شأنه أن يجعل قصر الإليزيه موطنًا لأول امرأة تتولى رئاسة فرنسا في تاريخها.
ووفقا للبيانات، فإن حوالي 48.7 مليون ناخب مؤهل للتصويت في هذه الجولة، حيث يُسمح لأي مواطن فرنسي يزيد عمره على 18 عامًا بالتصويت في الانتخابات.
وسيبدأ التصويت غدا الأحد في الساعة 8 صباحًا بالتوقيت المحلي لفرنسا ويستمر حتى الساعة 7 مساءً، ولكن المدن الكبرى مثل باريس سيكون لديها لجان اقتراع مفتوحة حتى الساعة 8 مساءً.
وستعلن النتائج النهائية صباح الاثنين، وعادة ما يكون الفرق بين النتائج الأولية والنهائية حوالي 1% إلى 2%، وفقا لتقارير وسائل الإعلام الفرنسية.
ماكرون الأقرب للفوز
ويظل ماكرون الأقرب للفوز، حيث إنه يحظى بنسبة قبول حوالي 45% خلال الأشهر الماضية، وهي نسبة أكبر مما حظى بها سلفاه اليساري فرانسوا أولاند واليميني الوسط نيكولا ساركوزي، حيث حصل كلاهما على تصنيفات أقل قرب نهاية فترة رئاستهما الأولى والوحيدة، حيث كان حصل أولاند على نسبة قبول وصلت إلى 20%، بينما حصل ساركوزي على حوالي 35%، ولم يتم إعادة انتخاب ساركوزي، بينما لم يسع أولاند لولاية ثانية.
وستشهد فرنسا غدا إعادة تشبه إعادة انتخابات 2017 التي فاز فيها ماكرون بهامش ضخم بلغ 66.10% مقابل 33.90% للوبان، ومع ذلك، تشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أن الفجوة أضيق هذه المرة، حيث توقعت الاستطلاعات أن يحصل ماكرون 57.5% من الأصوات ولوبان 42.5%.
توقعات المحللين لجولة الإعادة
وفي هذا الصدد، قال أنطوان جاردين، أستاذ العلوم السياسية الباحث في مركز الدراسات الأوروبية بمدينة بو الفرنسية، إن التحدي الأكبر الذي يواجه ماكرون لم يعد عدد الأصوات الذي ستحصل عليه لوبان نفسها"، بل بالأحرى قدرته على محاربة أي ميل بين الناخبين الذين دعموه في عام 2017 للتخلي عن التصويت هذه المرة.
وأشار «جاردين»، في تصريحات لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إلى أن هناك اتجاهين متضاربين من الناخبين الفرنسيين، الأول هو الأجيال الشابة التي هي أكثر اهتمامًا بالقضايا العرقية والقضايا الجنسانية والحرية الشخصية والجنسية من الناخبين الأكبر سنًا، وهم أقل احتمالًا لأن يفكروا في التصويت لمارين لوبان، حيث إنهم ينظرون لها على أنها شخص عنصري يميني متطرف أكثر من الناخبين الأكبر سنًا.
ولفت «جاردين» أيضا إلى أن هناك شريحة مهمة من الناخبين الفرنسيين ربما يمتنعون عن التصويت، وهم ذوو الميول اليسارية، فهم لا يريدون أن تصبح لوبان رئيسًا من جانب، ولكن يريدون أن يفوز ماكرون بهامش فوز ضئيل حتى تجبر نتيجة الانتخابات ماكرون على اتخاذ مواقف أكثر ملاءمة لتوجهاتهم على مدى السنوات الخمس المقبلة.
لكن «جاردين» أكد أنه إذا فاز ماكرون بهامش أوسع مما كان متوقعًا، فسيكون من السهل على ماكرون تنفيذ ما يريد خلال فترة ولايته الثانية.
فيما رأت سيلفي كوفمان، مديرة التحرير في صحيفة «لوموند» الفرنسية، أن فرنسا أمام خيار مهم وهو ما سيحدد مستقبلها بين ماكرون أو لوبان.
وأوضحت، في تصريحات لراديو «إن بي آر» الأمريكي، أن استطلاعات الرأي ترجح فوز الرئيس إيمانويل ماكرون بولاية ثانية غدا، لكن الفجوة ستكون أقرب بكثير مما كانت عليه قبل خمس سنوات في انتخابات 2017، عندما هزم مارين لوبان، لأن هذه المرة أعادت الشعبوية اليمينية صخبها وحصلت على الكثير من الدعم.
على جانب آخر، لا يزال الانتصار المفاجئ للوبان محتملاً، حيث تخطت الاستطلاعات النهائية هامش الفارق بنحو تسع نقاط مئوية قبل خمس سنوات، ويمكن أن تلعب عملية الإقبال دورًا حاسمًا في تصويت غدٍ.