رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فنزويلا بعيون مصرية


بدعوة كريمة من جمهورية فنزويلا البوليفارية شرفت بحضور الاحتفال بالذكرى العشرين لـ"يوم الإنقاذ الوطنى للكرامة"، والذى يعتبر يوم ذكرى تكريم الشعب الفنزويلى الذى نزل إلى الشوارع دفاعًا عن القائد الأبدى هوجو شافيز خلال الانقلاب الذى وقع فى 11 و 12 و13 أبريل 2002 (بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية)، الحدث الذى ميز إلى الأبد التطور التاريخى للثورة البوليفارية.
لقد سافرت إلى فنزويلا وحضرت هذه الاحتفالات الشعبية الرائعة بوجود 350 من الشخصيات من كل دول العالم الممثلة للقوى الوطنية والسياسية المناهضة للإمبريالية الأمريكية والفاشية والاستبداد والداعمة لفنزويلا شعبًا ورئيسًا ضد السياسات الرأسمالية المتوحشة والعقوبات الاقتصادية التى فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على دولة فنزويلا لتجويع وتركيع شعبها، وإخضاع رئيسها للتبعية لأمريكا التى تهيمن وتسيطر على مقدرات وثروات الدول لتحقيق مصالحها على حساب إفقار الشعوب ووقف التقدم والنهضة والبناء.
استمر الاحتفال على مدى ثلاثة أيام بالحوارات واللقاءات الفكرية الرائعة، هذا بجانب الاحتفالات الموسيقية والغنائية والفنية فى القاعات والساحات والشوارع، احتفالات تبهر العين بكرنفال الألوان الزاهية والأزياء الشعبية المبهجة، وتجذب الأذن للموسيقى بإيقاعاتها السريعة الحماسية. وتخطف القلب والعقل لذكريات الانتصار على الاستعمار، فى سنوات الثورات والتحرر والاستقلال والانتصارات.
ووسط حشد من هذه الوفود القادمة عبر آلاف الأميال من كل أنحاء المعمورة (دول أمريكا اللاتينية، وروسيا وجورجيا ودول قارة إفريقيا، وكوبا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، ودول عربية مصر وليبيا وتونس وفلسطين)، ومن الشعب والجنود الفنزويليين فى ساحة شعبية حضر الرئيس نيكولاس مادورو وقرينته للمشاركة فى الاحتفال، ولمعاهدة الشعب على الصمود وحل كل الأزمات، والسير على نفس مبادئ الثورة البوليفارية لتحقيق الرفاه والعدالة الاجتماعية والكرامة للشعب الفنزويلى. 
ولد سيمون بوليفار فى مدينة كاراكاس بفنزويلا فى 24 يوليو 1783 وهو الأب الروحى والفاعل الأساسى فى التحرر الأمريكى ضد الإمبراطورية الإسبانية لـ6 دول فى أمريكا الجنوبية (بوليفيا – كولومبيا – الإكوادور – بنما – بيرو – فنزويلا)، وكان قائدًا لخمس دول فى أمريكا اللاتينية، أسس جمهوريتى كولومبيا وفنزويلا وحاول توحيدهما مع الإكوادور وبنما تحت مسمى (كولومبيا الكبرى)، كما كان له الأثر الكبير فى تحرر الأرجنتين وشيلى وبيرو.
وسار الرئيس هوجو شافيز على نفس الطريق ووقف ضد هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية وسيطرتها على العالم من أجل السيطرة على المناطق النفطية والثروات والأسواق، وعمل من أجل تحقيق العدالة والمساواة لبناء عالم أكثر إنصافًا وإنسانية وأسس نموذجًا للديمقراطية التشاركية، واستطاع مع عدد من حكومات أمريكا الجنوبية من برجواى ونيكارجوا وبوليفيا والبرازيل مواجهة الاحتكارات البترولية مما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تضغط على حكومات أمريكا اللاتينية وتدعم المعارضة اليمينية لضمان مصالحها.
كما تبنى الرئيس الراحل هوجو شافيز القضايا العربية الهامة ومنها قضية فلسطين ضد الوحشية الإسرائيلية.
ولقد تبنى الرئيس الحالى نيكولاس مادورو نفس السياسات المعادية للسياسات النيو ليبرالية التى تتبناها الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الرأسمالية الكبرى، وحاولت أمريكا أن تدعم انقلابًا ضده ولكنها فشلت، واستمر مادورو فى قيادة البلاد فى ظل الظروف الحالية والصعوبات الناتجة عن تفشى فيروس كورونا.
وعندما فشل الانقلاب على الرئيس مادورو، فرضت أمريكا بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب حصارًا على فنزويلا وجمدت أموالها وأرصدة شركاتها البترولية فى الخارج، كما منعت وصول المستلزمات الطبية والدواء والغذاء وصادرت سفنًا محملة بالبضائع لفنزويلا، وبالرغم من الحصار استطاعت فنزويلا دولة وشعبًا الصمود ومواجهة الفيروس وتداعياته بمساعدة الصين وكوبا ونيكارجوا والأرجنتين وروسيا وإيران وعدد من الدول الصديقة.
وما زال الشعب الفنزويلى صامدًا بل واستطاعت حكومة الرئيس مادورو إجراء انتخابات للبرلمان والمحليات خلال العام المنصرم بكل شفافية، كما دعا الرئيس مادورو خلال العام الحالى لحوار وطنى مع كل القوى والأحزاب وفى القلب منها المعارضة من أجل التشارك فى وضع الخطط الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية لنهضة وتقدم البلاد.
لقد كان الاحتفال تظاهرة شعبية من كل شعوب العالم تحمل رسالة ضد الفاشية والإمبريالية، وتحمل رسالة تضامن مع الشعب الفنزويلى ضد العقوبات الاقتصادية الأمريكية الجائرة، وللحديث بقية.