فى ذكرى ميلاد ملك العود.. سر حب الرئيس عبد الناصر لفريد الأطرش
تحل اليوم الذكري الخامسة بعد المائة على ميلاد ملك العود، الموسيقار الكبير فريد الأطرش، والذي ولد في مثل هذا اليوم من عام 1917 في بلدة "القريا"، بجبل الدروز في سوريا.
وفريد الأطرش مطرب وملحن وفنان سينمائي، جاء مع شقيقته المطربة أسمهان إلى مصر قبلة الفنانيين العرب وهوليوود الشرق، حيث لم تكن نجومية أي فنان أو مبدع لا تتحقق إلا من القاهرة.
غنى فريد الأطرش ولحن للعديد من المطربين والمطربات، بداية من شقيقته أسمهان وإسماعيل ياسين، مرورًا بصباح، وفايزة أحمد، وشادية، وثريا حلمي، ومها صبري، وصولًا إلي وردة الجزائرية، ونازك، ونور الهدى، ومحرم فؤاد، وغيرهم.
قدم الفنان فريد الأطرش إلى شاشة السينما العديد من الأفلام السينمائية، نذكر من بينها أفلام: "حكاية العمر كله، حبيب العمر، تعالي سلم، عهد الهوي، عاوز أتجوز، آخر كدبة، لحن حبي، عفريتة هانم، الخروج من الجنة، ودعت حبك، لحن حبي" وغيرها.
السادات يغني لجيهان أغنية "ياريتني طير وأنا أطير حواليك"
في آخر أيامه عاني الفنان فريد الأطرش مرض القلب، فسافر إلى للندن للعلاج، وفي طريقه إلي بيروت بعد رحلة علاجه الأخيرة في عاصمة الضباب، جاء إلى القاهرة ليسجل فريد الأطرش أخر أحاديثه ولقاءاته التليفزيونية في أوائل ديسمبر 1974 قبل عودته إلي بيروت، حيث تدهورت حالته الصحية وتوفي في 26 ديسمبر من نفس العام، أثناء العرض الأول لفيلمه الحادي والثلاثين والأخير "نغم في حياتي"، عن عمر ناهز الثالثة والستين، عاش منها خمسة وخمسين عامًا في القاهرة، بدأت عندما جاء مع والدته "علياء المنذر"، وهي درزية لبنانية تحمل الجنسية السورية، ومعها شقيقه الأكبر "فؤاد"، و وأخته "آمال" أو أسمهان، أولاد علياء المنذر من الأمير "فهد الأطرش"، ابن عم سلطان باشا الأطرش قائد ثورة جبل العرب، التي اندلعت في سوريا لمدة عام، مما اضطر عائلة الأطرش للهرب إلى مصر، خوفًا من قوات الاحتلال الفرنسي التي كانت تريد اعتقالهم لكسر شوكة آل الأطرش، التي كانت تقود حربًا شرسة ضد الاحتلال.
وعندما وصلت السيدة علياء المنذر وأولادها إلى القاهرة، سكنوا في باب الحديد، وبدأ فريد الأطرش يغني في مسارح شارع عماد الدين، واستمع الجمهور لأغنيته الأولي "بحب من غير أمل"، وغيرها، حتى جاءت شهرته الحقيقية عام 1936 بأغنيته الخالدة "ياريتني طير وأنا أطير حواليك"، وقيل إن هذه الأغنية غناها الرئيس محمد أنور السادات لجيهان السادات، خلال فترة خطبتهما في السويس وهو هارب من البوليس السياسي.
وفي كتابه "حكايات العمر كله"، يشير الفنان سمير صبري إلي أن الزعيم جمال عبد الناصر كان يحب فريد جدًا، وكان يعتبره أحسن عازف عود في العالم العربي كله، حتى أنه حضر العرض الأول لفيلم "عهد الهوي"، بناء على طلب فريد الأطرش، رغم تغيب فريد نفسه عن العرض بسبب مرضه، وكانت لفتة جميلة من الرئيس جمال عبد الناصر لفريد الأطرش.
فريد الأطرش يوصي بدفنه في القاهرة
ويضيف سمير صبري في كتابه "حكايات العمر كله": خلال الحوار مع فريد، تحدث عن فضل مصر عليه، وقال :"لن أنسى فضل مصر، وأنا أوصيت بدفني في القاهرة، بجوار أختي أسمهان" وتم تنفيذ الوصية، ودفن بجوار شقيقته بعد جنازة حاشدة، حيث تجمع الناس خارج مسجد عمر مكرم، لدرجة أدت إلي إخراج الجثمان من باب خلفي، ليواري الثري من مدافن البساتين، وسط هتافات هيستيرية من الجماهير المحتشدة، تقول: "مع السلامة يا فريد".