حكاية مسجد| السيدة عائشة «عروس آل البيت» التي توفيت عام دخولها مصر
يعد مسجد ومقام "السيدة عائشة" بالقاهرة واحدًا من أهم المزارات في قلوب المحبين لآل البيت، ليس فقط من المصريين، ولكن من الدول العربية والإسلامية أيضًا، رغم أن البعض لا يعرف تاريخها ولا شخصها.
يقع مسجد السيدة عائشة في واحد من أهم الأماكن الحيوية في القاهرة الكبرى، في شارع وميدان يحمل اسمها، فهو يصل بين منطقة المقطم والقلعة بوسط القاهرة.
تعرض مسجدها ومقامها للكثير من التشكيك مثلها مثل العديد من أضرحة آل البيت بمصر، إلا أنه مقامها واحد من أهم المقامات التي حظيت بإجماع تاريخي على دفنها بمصر، لكن السؤال الأهم من هي السيدة عائشة، أو عائشة النبوية كما يعرفها المصريون؟.
هي السيدة عائشة بنت جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب "سبط رسول الله"، وشقيقة الإمام موسى الكاظم، والملقبة بـ"فاطمة النبوية"، وقد كان والدها الإمام جعفر الصادق عميد آل البيت بعد استشهاد زيد بن علي زين العابدين بن الحسين، والمدفون أيضًا بالقاهرة في مسجد يحمل اسم والده علي زين العابدين، وكان والدها جعفر الصادق يحذر عمه من نفاق وكذب المباعين بالكوفة، مذكرًا بما حدث للإمام الحسين بن علي، ورغم اقتناع زيد بن على زين العابدين، لكنه لم يستطع الصمت على ممارسات بني أمية، ولم يجد جعفر الصادق أمامه سوى السير على نهج من سبقوه من آل البيت، وأجمع الناس على حبه، وعاشت وتربت عائشة في ذلك البيت مع أبيها الذي رفض أن يتولى الخلافة بعد سقوط الدولة الأموية، وقد توفيت في مصر عام 145 هجرية، ودفنت في منزلها الذي كان مفتوحًا للزوار المتوافدين من شتى بقاع مصر للتبرك بواحدة من نساء آل البيت، وقد لقبت بعروس آل البيت فقد توفيت في سن صغير، وفي نفس العام الذي جاءت خلاله إلى مصر ولم تمكث في مصر سوى 10 أشهر قبل وفاتها.
وقد أجمع المؤرخين على قدوم السيدة عائشة النبوية إلى مصر مع بداية بزوغ عصر الدولة العباسية، وبالتحديد في عهد أبي جعفر المنصور، هربًا من بطشه بآل البيت، ويقول شيخ القراء والأدباء المؤرخ أبو الحسن السخاوي في كتابه"تحفة الأحباب وبغية الطلاب في الخطط والمزارات والتراجم والبقاع المباركات"، أن السيدة عائشة النبوية مدفونة في مصر وأنه عاين قبرها في تربة قديمة على بابها لوح رخامي مدون عليه "هذا قبر السيدة الشريفة عائشة من أولاد جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام على زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه".
وظل قبر السيدة عائشة النبوية على حالته حتى القرن السادس هجرية، يتكون من حجرة مربعة تعلوها قبة، حتى عصر صلاح الدين الأيوبي، الذي أمر ببناء مدرسة ومسجد بجوار الضريح، بعدما أحاط القاهرة بسور خوفُا من هجمات الصليبيين.
ومثل العديد من مساجد وأضرحة آل البيت أمر الأمير المملوكي عبدالرحمن كتخدا بهدم المسجد القديم وتوسعته في عام 1762 ميلادية، ليتم هدم المسجد مرة أخرى وأعيد بناؤه مرة أخرى عام 1971، عقب بناء كوبري السيدة عائشة.