مع احتفال الكنيسة بسبت لعازر.. ما هي علاقته بأسبوع الآلام والبصخة؟
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، بسبت اليعازر، والذي يعتبر تمهيد الدخول إلى أسبوع الآلام، والذي يبدأ مساء الغد، عقب انتهاء مراسم الاحتفال بأحد الشعانين، حيث ارتبط اليعازر وسبته بكونهما مدخل لأسبوع الآلام.
ما هي علاقة اليعازر باسبوع الالام والبصخة؟
يقول القمص تادرس يعقوب ملطي، راعي كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس للأقباط الأرثوذكس، بحي اسبورتنج بمحافظة الإسكندرية، في كتاب “قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية”، إنه يروي الإصحاح الحادي عشر من إنجيل القديس يوحنا قصة إقامة السيد المسيح للعازر من الأموات، الذي كان من بيت عنيا وشقيق مرثا ومريم، وكانوا جميعًا أصدقاء للسيد المسيح الذي كان يحبهم.
لا يروي لنا الكتاب المقدس شيء عن حياة لعازر بعد ذلك، ولكن بعض الروايات غير المؤَكَّدة تقول إنه تبع بطرس الرسول إلى سوريا، إلا أن تقليد الكنيسة الشرقية يروي عنه أن يهود يافا وضعوه هو وشقيقتيه وآخرين في سفينة بها تسرب ماء قاصدين إغراقهم، ولكن بقوة إلهية رست السفينة بسلام في جزيرة قبرص، حيث أقيم لعازر أسقفًا على كتيون (لارناكا)، وهناك تنيّح بسلام بعد نحو ثلاثين عامًا. وفي عام 890 م. بنى الإمبراطور لاون السادس في القسطنطينية كنيسة ودير على اسمه، ونقل جزءً من رفاته إليها من قبرص.
هناك أدِلّة وفيرة على أن ذكرى القديس لعازر كانت تُكرَّم في الأيام الأولى في أورشليم، ثم بعد ذلك في الكنيسة كلها. فتروي السيدة إثيريا (إيجيريا) التي ذهبت لزيارة الأراضي المقدسة سنة 390 م. عن موكب احتفالي في اللعازرية -حيث أُقِيمَ لعازر من بين الأموات- وذلك في يوم السبت السابق لأحد السعف، وقد تأثرت إثيريا بسبب الجمع الغفير الذي ملأ المنطقة كلها. وفي ميلان بإيطاليا كان أحد البصخة يسمى Dominica de Lazaro، وفي أفريقيا كما نتعلم من القديس أغسطينوس كان إنجيل إقامة لعازر من الموت يُقرأ في عشية ليلة أحد السعف.
وحاليًا تقيم أغلب الكنائس الأرثوذكسية تذكارًا لإقامته في يوم السبت السابق لأحد الشعانين، أي حوالي أسبوع قبل عيد الفصح المسيحي.