«حتى موته كان ساخرا».. محمد عفيفى أستاذ جيل أكرم حسنى وأحمد مكى
نعى الكاتب الساخر محمد عفيفي نفسه قبل وفاته، قائلًا: «عزيزى القارئ: يؤسفنى أن أخطرك بشىء قد يحزنك بعض الشىء، وذلك بأننى قد توفيتُ، وأنا طبعًا لا أكتب هذه الكلمة بعد الوفاة (دى صعبة شوية) وإنما أكتبها قبل ذلك، وأوصيتُ بأن تُنشر بعد وفاتي، وذلك لاعتقادي بأن الموت شىء خاص لا يستدعى إزعاج الآخرين بإرسال التلغرافات والتزاحم حول مسجد عمر مكرم، حيث تقام عادة ليالي العزاء، وإذا أحزنتك هذه الكلمات، فلا مانع من أن تحزن بعض الشىء، ولكن أرجو ألا تحزن كثيرًا".
والكاتب محمد عفيفي، هو الكاتب الذي كان يسدد الجمل والكتابات الساخرة لصدر المجتمع أملًا في التقويم والتعديل، وفي كتبه الساخرة التي لا زالت تقرأ بعض العبارات التي تصلح لكل عصر، ناقشها بأسلوب ساخر كان يخصه وحده، وبها ضمن التواجد في عقول قراؤه، وبها نعى نفسه وصبرهم على رحيله، وهكذا حتى وداعه كان عبارة عن سخرية.
ومن كتاباته: "يسألونك عن الفلاح، قل هو ذلك الذي يشقى لترتاح أنت ويجوع أحيانًا لتشبع ويتعرى لتلبس ويصحو من النجمة لكي تنام أنت إلى الظهيرة ثم تصحو وتشرع - متثائبًا في البحث عن تعريف للفلاح"، هكذا كان يكتب محمد عفيفي، والذي خرج الآن جيل جديد يحمل نفس تيمات السخرية الخاصة به، وهو الأستاذ الحقيقي لأكرم حسني، وأحمد مكي، وهو الملك للإيفيهات القصيرة التي تستخرج الضحك وبقوة.
محمد عفيفي هو كاتب مصري ساخر، ولد في قرية الزوامل بمحافظة الشرقية بمصر، وحصل على ليسانس الحقوق عام 1943، ودبلوم الصحافة عام 1945، وتزوج في نفس يوم عيد ميلاده عام 1950 من السيدة اعتدال الصافي، وأنجب ثلاثة أبناء هم الدكتور (عادل) طبيب، والمهندس (نبيل)، و(علاء) المحامي، وتوفى في يوم 5 ديسمبر 1981 م، بعد صراع ساخر مع المرض الخطير.
أنتج عفيفي العديد من الكتب التي وجدت لها قراء في كل مصر، وكان ساخرًا معروفًا واستاذًا للعديد من الشباب الذين سلكوا نهجه، وهو صاحب "ابتسم من فضلك"، وابتسم للدنيا"، وضحكات عابسة، وضحكات ساخرة، وللكبار فقط".
وهو التائه في لندن، وهو صاحب ترانيم في ظل تمارا، وهو الذي ضمن بقاؤه وخلوده بفضل جيل جديد اتبع نفس النهج والمسلك، وأسس لكوميديا جديدة بطلها الإيفيه القصير المركز، وهو الذي تواجد بقوة في رمضان هذا الموسم كما في مسلسل "الكبير أوي"، و"مكتوب عليا رمضان".
ومن أشهر إيفيهات محمد عفيفي:
لو أن الذباب والناموس وسائر الحشرات سلع للتصدير لبدأنا تقديم القروض للدول المصدرة للبترول.
هل لك أن تخبرني من أي يحصل الناس على الفلوس بدون أن يونوا نساء.
قبل أن تنجب طفلًا وجه إلى نفسك هذا السؤال: هل يحتاج المجتمع حقًا إلى معذب جديد.
دخول الحمام كما يقولون ليس كالخروج منه، ولا دخول الأتوبيس طبعًا.
يسألونك عن الأنثى قل هي ذكر بالمقلوب.
للرجل عقله وللمرأة عقلها، ليس ثمة فرق بينهما إلا في مكان تواجد هذا العقل.
محاولتك التفاهم مع امرأة تبكي أشبه شئ بمحاولتك تقليب أوراق الصحيفة أثناء العاصفة.
يؤكد صديق لي أنه لم يعرف طعم الحياة إلا بعد الأربعين.. أربعين زوجته.
لا أحبذ زواج الرجل في سن الأربعين، فلست من أنصار الزواج المبكر.