«الإفتاء» توضح الخلاف حول صلاة التراويح: سنة مؤكدة
جدل كبير أثاره الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، بعد ما نفى وجود دليل يثبت عدد ركعات التراويح التي كان يصليها النبي محمد، قائلًا إن «رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ذات ليلة في المسجد، فصلى بصلاته ناس، ثم صلى من القابلة، فكثر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة، فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبح قال قد رأيت الذي صنعتم ولم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم وذلك في رمضان».
وتابع: «التراويح صلاة نافلة، لو هناك أطباء وتجار وقتهم ضيق، فنحن نفتح المجال لهم، أقول لهم إنهم لو صلوا ركعتين في الليلة، فإن صلاة القيام يتم إجزاؤها ولهم الثواب»، مؤكدًا أن الله أمر عباده بالاجتهاد في العبادة، وكل حسب قدرته واستطاعته.
وعن الحكم الشرعي لصلاة التراويح، قالت دار الإفتاء المصرية، إن التراويح، جمع ترويحة، أي ترويحة للنفس، أي استراحة، من الراحة وهي زوال المشقة والتعب، والترويحة في الأصل اسم للجلسة مطلقة، وسميت الجلسة التي بعد أربع ركعات في ليالي رمضان بالترويحة للاستراحة، ثم سميت كل أربع ركعات ترويحة مجازًا، وسميت هذه الصلاة بالتراويح؛ لأنهم كانوا يطيلون القيام فيها ويجلسون بعد كل أربع ركعات للاستراحة.
وأكدت الإفتاء عبر موقعها الإلكتروني، أن صلاة التراويح في رمضان سنةٌ مؤكدة، وهي سنة نبويةٌ في أصلها عُمَرِيَّةٌ في كيفيتها، بمعنى أن الأمة صارت على ما سَنَّه سيدُنا عمرُ رضي الله عنه مِن تجميع الناس على القيام في رمضان في جميع الليالي، وعلى عدد الركعات التي جمع الناسَ عليها على أُبَيِّ بنِ كَعب رضي الله عنه، وهي عشرون ركعةً مِن غير الوتر، وثلاث وعشرون ركعة بالوتر، وهذا ما عليه معتمَد المذاهب الفقهية الأربعة المتبوعة؛ فمن تركها فقد حُرِم أجرًا عظيمًا، ومَن زاد عليها فلا حرج عليه، ومَن نقص عنها فلا حرج عليه، إلا أن ذلك يُعَدُّ قيامَ ليلٍ، وليس سنةَ التراويح.
كان الدكتور سعد الدين الهلالي قال خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «الحكاية»، الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب عبر فضائية «MBC مصر»، أمس الإثنين، إن الحد الأدنى من صلاة التراويح ركعتان مثلما قال ابن تيمية وجلال الدين السيوطي، لافتًا إلى أن سيدنا عمر بن الخطاب جمع الناس في رمضان على 23 ركعة.
وأشار إلى أن «الإمام مالك ذكر أن سيدنا عمر بن عبدالعزيز زاد عدد ركعات التراويح إلى 36 ركعة، ويستحيل مع مقامه الأخلاقي والديني أن يزيد دون دليل»، موضحًا أن سيدنا عمر بن الخطاب، عندما جمع الناس على إمام واحد لصلاة التراويح، واستجابوا لدعوته في اليوم التالي، قال: «نعم البدعة هذه»، أي (بدعة حسنة).