الاختيار 3 الحلقة 9.. دور «الإخوان» الإرهابية فى انتشار الجهادية السلفية حول العالم
ظهرت السلفية الجهادية التي خرجت من رحم جماعة الإخوان الإرهابية وكانت نواة تكوين تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين خلال الحلقة 9 من مسلسل الاختيار 3، والتي تضمنت أحداثها حول تتبع أجهزة الأمن للإرهابي الذي يدعى "الغراب" والذي سعى لإدخال شحنة من الأسلحة والمتفجرات إلى شمال سيناء بالتعاون مع القيادي الإرهابي صفوت حجازي.
كما تمكنت أجهزة الأمن خلال أحداث الحلقة من تفكيك خلية مدينة الإرهابية والمكونة من مجموعة من الجهاديين التابعين لحركة الجهادية السلفية.
وتعود جذور الحركات السلفية الجهادية إلى أواخر السبعينيات، وهدفت لمحاربة الأنظمة الحاكمة في البلدان ذات الغالبية المسلمة والقوى العالمية الداعمة لها.
وتعتبر جماعة الإخوان الإرهابية التي أسسها حسن البنا، في عام 1928، واحدة من أقدم التنظيمات الإسلامية في مصر وأكبرها، وكان لها تأثير كبير على الحركات الإسلامية في العالم، وكانوا أساس تكوين القاعدة بأفغانستان، حيث هربوا إليها أعضاء الجماعة بعد اغتيال الرئيس المصري محمد أنور السادات في عام 1981.
وبعد استقرار أعضاء الإخوان في أفغانستان تحولت إلى ساحة "جهادية"، وظهرت بعد سنوات قليلة من وصولهم أفغانستان تنظيم القاعدة، والذي يُعد جزءا لا يتجزأ من تنظيم الإخوان، بل هو أحد إفرازاته.
وتمكن الاخوان أيضًا من تجنيد بعض الطلاب الأفغان الذين قدموا للدراسة في جامعة الأزهر، كان من بينهم قادة أفغان كبار لاحقاً مثل برهان الدين رباني وعبد رب الرسول سياف. لكن العلاقة اتسعت أيام الحرب ضد السوفييت؛ إذ لعب «الإخوان» دوراً ضمن «دعوات الجهاد»، سواء في مجال التدريب والقتال أو في الإغاثة، ولعبت شخصيات مثل كمال السنانيري وعبد الله عزام وكمال الهلباوي وعبد المنعم أبوالفتوح دوراً كبيراً في هذا الشأن.
ولم تكن علاقة تنظيم القاعدة بجماعة الإخوان مجرد تكهنات بل اعترف زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، بأنه سافر إلى أفغانستان بدعم من تنظيم الإخوان، الذي كان يعمل معه في القاهرة.
وفي كتاب الظواهري الذي حمل اسم "فرسان تحت راية النبي" كتب أن سفره لأفغانستان جاء بترشيح الإخوان له للسفر إلى هناك.
ويقول الظواهري: "بدأت صلتي بأفغانستان في صيف 1980، بترتيب قدري حينما كنت أعمل بصفة مؤقتة مكان أحد زملائي في مستوصف بالسيدة زينب، تابع للجمعية الطبيّة الإسلامية، بأحد أحياء القاهرة، وهي أحد أنشطة الإخوان ففي إحدى الليالي كلمني مدير المستوصف، وهو من الإخوان المسلمين، عن رأيي في السفر إلى باكستان للعمل في المساعدة الجراحية للمهاجرين الأفغان، فوافقت على الفور، إذ وجدت في هذا العرض فرصة ذهبية للتعرف على ميادين يمكن أن تكون رافدا وقاعدة لهم في مصر والعالم العربي، قلب العالم الإسلامي، حيث تدور معركة الإسلام السياسي بين المسلمين ورؤوس الحملة الصليبية الجديدة، أمريكا واليهود والمنفذين لسياساتهما".
ولم يخرج تنظيم القاعدة فقط من رحم الإخوان بل خرجت داعش أيضًا باعتراف يوسف القرضاوي في تسجيل صوتي على موقع "يوتيوب".
وحين نشأت «طالبان» على أرض باكستان جعلت من ضمن أهدافها الاستيلاء على الحكم في أفغانستان، بعد أن فشل «المجاهدون» في إدارة البلاد عقب خروج السوفييت ودخلوا في حرب أهلية.
ولم يكن هذا يروق لـ«الإخوان» الأفغان، الذين كانوا يحاولون السيطرة على البلاد، ولذا ناصبوا «طالبان» العداء، وتحركوا عقب الغزو الأميركي لأفغانستان للعب دور مجدداً على الساحة السياسية الأفغانية، وأصبح لهم أعضاء في برلمان 2004.
وعاد «الإخوان» إلى تنظيم صفوفهم في ربوع أفغانستان من خلال المؤسسات الاجتماعية والدعوية، لاسيما «الجمعية الأفغانية للإصلاح والتنمية الاجتماعية»، التي تتخذ من كابول مقراً لها، وتنتشر فروعها في أكثر من ثلاثين ولاية أفغانية. وقد بنى «الإخوان» علاقة جيدة بالرئيس كرازاي، مكنتهم من تجنيد مزيد من الأنصار، والتسلل بقوة إلى مجال التعليم والثقافة والعمل الاجتماعي الخيري، الذي يعول «الإخوان» عليه دوماً في بناء مجتمع عميق.