الأنبا رافائيل: استشهاد القمص أرسانيوس جعلنا نشعر جميعاً بالوجع.. ونشكر أجهزة الأمن
قال الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة، إن "استشهاد القمص أرسانيوس وديد، جعلنا نشعر جميعاً بالوجع"، مضيفا: “نشكر أجهزة الدولة الأمنية على سرعة تقديم المتهم للعدالة.. أننا بالفعل نعيش في جو آمن واستقرار أمني لم نشعر به على مدى عقود”.
وتابع الأنبا رافائيل في بيانه: “يتضح من هذا الحادث الإرهابي أن الحل الأمني غير كاف، ولابد من تغيير ثقافة شعب، ونتكاتف جميعا لتحقيق هذه النقلة النوعية، ونحتاج كلنا ثقافة قبول الآخر بالرغم من الاختلاف”.
وأضاف: "لا مانع من أن يتمسك الإنسان بإيمانه ويدافع عنه، لكن ما المانع أن احترم الآخر المختلف عني، ولماذا لا يعيش هذا الآخر بمواطنة كاملة، وهل قتل الناس هو شهامة ونصرة ونبل أخلاق؟"، متابعا أن الإرهاب يبدأ ليس من مرحلة الإمساك بالسلاح لقتل الآخر، بل يبدأ من الازدراء بالآخر وتحقيره وحرمانه من بعض الوظائف أو حتى العضوية في نادي رياضي على خلفية الهوية الدينية، مما يعبّر عن عقدة نقص، واستغلال للسلطة في التمييز بين الناس بدون مبرر.
وأكد أن "التعريف بالآخر بصورة حقيقية غير مشوشة وغير مشوهة، هو بداية لاحترام الآخر وقبوله، ونحن المسيحيين لسنا كفرة، ولا عباد للصليب، ولا مشركين بالله، ولا شرابي خمر، وليس ذنبي أن الآخر يجهلني ويشوه صورتي، ويتحاشى معرفتي"، مضيفا أن هذه مسئولية مشتركة ما بين الجامع والكنيسة والمدرسة والجامعة والتليفزيون والميديا، وإلا سيستمر المسلسل بلا نهاية.
وأشار إلى أن شعوب كثيرة سبقتنا في هذا المضمار وتقدمت عنا بعشرات السنين بسبب التخلي عن جهل التعصب والإرهاب وثقافة القتل.
واختتم بيانه قائلاً: "سلام وسلامة وتقدم هذا الوطن يستحق أن نبذل جميعنا الجهد من أجل مستقبل أفضل؛ فالأرض تتسع لنا جميعًا".