هل صداقة الرجال والنساء على مواقع التواصل حرام؟.. أستاذ بالأزهر يجيب
قال الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، إن صداقة الرجال والنساء على مواقع التواصل الاجتماعي، هي مثلها في عالم الواقع، فالصداقة لا تكون بين الرجل والمرأة الأجنبيين، وإنما قد تكون زمالة في الدراسة أو العمل، بشرطها المشروع، وشتان بين الصداقة والزمالة،والأصل في علاقة الرجل بالمرأة الأجنبية التحفظ والتصون، لا الترخص والتساهل.
وتابع "العشماوي" عبر صفحته الرسمية قائلا: إنما قلنا بأنه لا تكون صداقة بين الرجل والمرأة؛ لأن للصداقة آثارا مترتبة عليها، كالخلوة والمصافحة وإفشاء الأسرار الخاصة ونحو ذلك، ولا يجوز أن تكون هذه الآثار بين الرجل والمرأة؛ لأنها محظورات شرعية، وتأسيسا على ما تقدم فإنه ينبغي للرجل والمرأة ألا يرسل أحدهما إلى الآخر - على مواقع التواصل - طلب صداقة، وألا يوافق عليه، ما داما أجنبيين، ولم تدع ضرورة إلى ذلك، فإن كان بينهما صلة بوجه من الوجوه كأن يكونا قريبين مثلا فلا بأس بطلب الصداقة وقبولها - في الحدود المشروعة.
وأما الضرورة فكأن يكون الرجل داعية أو عالما أو مقصودا من الناس بوجه من الوجوه، بحيث تكون صفحته صفحة عامة لجميع الناس، وكذلك المرأة؛ فلا بأس في هذه الحالة بالإضافة إلى قائمة الأصدقاء، رجاء النفع والانتفاع، فقد زال المحذور.
وأضاف "العشماوي": أعرف امرأة صالحة أكبر مني، تربطنا جبها علاقة جوار قديمة، وقد درست لها في مدرسة القرآن الكريم التي أنشأتها في مسجد كنت أخطب فيه قديما؛ أخبرتني أنها ليس على صفحتها صديق من الرجال سوى رجلين أنا أحدهما، وأعرف امرأة صالحة أخرى من بيت صالح، وهي أخت أحد كبار مشايخنا في التربية الروحية، وله منزلة عظيمة في قلبي، وله مقام ظاهر يزار؛ هي من أكثر متابعي صفحتي وأكثرهم تعليقا على المنشورات، وغالب تعليقاتها أنوار وأسرار ونفحات وبركات ودعوات مباركات، دون أن ترسل إلي طلب صداقة، فتعجبت من ذلك، لكن زال تعجبي حين عرفت أنها أخت شيخي، والشيء من معدنه لا يستغرب.
وتابع: تذكرت الإمام أحمد بن حنبل - رضي الله عنه - حين سألته امرأة: هل يحل لها أن تغزل في ضوء شعاع المشاعل التي تمر بهم ليلا؟، فتعجب من سؤالها، فسألها: من أنت يرحمك الله؟، فقالت: أنا أخت بشر الحافي، فبكى الإمام أحمد، وقال: من بيتكم يخرج الورع الصادق، لا تغزلي في شعاعها، ولعلها لو كانت غير أخت بشر؛ لأفتاها بالجواز، فالخطب هين.