«الصلح خير» عبارة اقتبستها الحارة من القرآن الكريم

الدين في مفردات الحارة المصرية. أن قالوا لك الشعب المصري متدين بطبعه فصدقهم ولا تصدق من ينكروا ذلك. فهناك رابط متين بين المصريين والدين ظهر حتى في مفرداتهم اليومية. حيث جاء العديد من الأمثال المصرية مقتبسا من بعض الٱيات الكريمة أو من الأحاديث النبوية الشريفة. في هذه السطور ستتناول عبارة "الصلح خير" التي تعد من الأمثال الشهيرة والأصيلة في الحارة المصرية. وتربطها بالٱية الكريمة التي جاءت فيها العبارة نصا.

الصلح خير في القرآن 

قال تعالى "وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ ۚ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (128) صدق الله العظيم.

يبين المولى سبحانه وتعالى في الآية الثامنة والعشرين بعد المئة في سورة النساء، أن الصلح خير بين الزوجين المتخاصمين، والآية هنا تخص الزوجة التى تخشى نشوز زوجها لعلة ما قد يكون كبر في السن أو دمامة. 

 وهذا ما تقر به الحارة المصرية حين تستخدم نفس العبارة الصلح خير، والتي اقتبستها من القرآن الكريم.

فإذا ما حدث خلاف بين الزوج وزوجته يتدخل أهل الخير من الأقارب أو الأصدقاء للصلح بينهما نسمع عبارة "الصلح الخير". كما تقال عبارة الصلح من قبل أهل الحارة وقت الرغبة في حل المشكلات والمنازعات بين المتخاصمين. وللعلم يقول هذه العبارة أهل الحارة من المسلمين والمسيحيين.

 ليست عبارة الصلح خير وحدها التي اقتبستها الحارة المصرية من القرٱن الكريم. بخصوص الصلح بين الزوج وزوجته. فإذا ما حدث الخلاف بين الزوجين وتوجهت الزوجة إلى بيت أبيها غاضبة يقول المصلحون من أهل الحارة “ياعم واحد من هنا وواحد من هنا يحلوا المشكلة”. أب أحد أقارب الزوج وأحد أقارب الزوجة، أو “هاتوا الكبار يحلوا”، والكبار هنا أيضا العدول من الطرفين، وهذا يتفق مع الٱية الخامسة والثلاثين من سورة النساء.

قال تعالى

“وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35)".