رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قوة الكلب


جوائز الاوسكار لعام 2022 لافضل مخرج جين كامبيون ، افضل مونتاج، افضل تصوير سينمائي، افضل اقتباس وافضل ممثل وممثل مساعد، افضل صوت بالاضافة الي جوائز الجولدن جلوب

ربما لا يكون بينديكت كومبيرباتش الممثل الأول الذي يتبادر إلى الذهن عند التفكير في اختيار بطل لفيلم غربي او رعاة البقر ولكن تحت إشراف جين كامبيون في دراماه الرائعة "The Power of the Dog" ، التي استحق عنها جائزة افضل ممثل، حيث بدا مغطى الجسد من الرأس إلى أخمص القدمين بالأوساخ لمعظم وقت الفيلم من خلال تجسيده شخصية في أزمة ذكورية لديه حاجة مستمرة لإثبات أنه أقوى وأقسى قائد في مجموعة الذئاب من رعاة البقر، ربما لإخفاء عشقه وعاطفته للرجل الراحل الذي علمه أكثر من مجرد ركوب الخيل. يهيمن في/كومبيرباتش على الحضور في أي مكان يتواجد فيه من خلال الملاحظات القاسية وعدم الاحترام تجاه السلطة. عيناه باردتان مثل هواء الجبل. وجهه واجهة حجرية مقابل العالم. لسانه حاد مثل ناب الأفعى. لقد ولت الشخصيات الملتوية والمحببة التي لعبها كومبرباتش في الماضي. هنا ، ملفوفًا مثل حيوان مفترس في الانتظار ، ربما يكون كومبرباتش أكثر رعبا من الأشرار الذين يتمتعون بصوت عميق في "The Hobbit" و "Star Trek Into Darkness". إنه يتحرك في الفيلم مثل سكين غير مغلف ، يجرح أي شخص سيئ الحظ يقترب. يحاول شقيقه جورج /جيسي بليمونز  عندما يكون فيل قاسيًا ولئيمًا ، يكون جورج ألطف وأكثر رقة في الكلام ، وغالبًا ما يكون ممتلئ برغبة إغاظة أخيه.  ففي مطعم الارملة روز/ كريستين دونست التي يسخر فيل منها بشدة حيث انها تدير المطعم بمساعدة ابنها بيتر/كودي سميت ماكفي  الذي يتنمر فيل حتى يترك بيتر وظيفته ويترك والدته تبكي وحيدة جراء قسوة فيل الفجة،  يمد جورج يده يربت كتفها وينتهي به الأمر بالوقوع في حبها. هذا يغضب فيل، الذي يشعر بخسارة شقيقه من اجل امرأة ويبدأ  بشكل سيء في مضايقة المرأة وولدها منذ اليوم الاول انتقلا فيه للعيش معا بمنزل عائلة فيل وجورج حيث بدأ  يصعد من تخويفه لروز وبيتر ، مثل زيادة الحرارة باستخدام عدسة مكبرة.  والتشويش علي عزف البيانو عن طريق اثارة حرب وترية من الة البلاليكا التي يجيد فيل العزف عليها، حتى حاول بيتر قضاء المزيد من الوقت مع فيل. تفتح الصداقة الحميمة غير المتوقعة عددًا من الأسرار والنوايا الخفية، وتغير علاقة الجميع ببعضهم البعض.
من خلال اختيار المخرجة والكاتبة جين كامبيون لرواية توماس سافاج التي تحمل عنوان الفيلم نفسه لنيوزلاند-موطن المخرجة- ومونتانا في عشرينيات القرن الماضي لتبرز صورة جمالية فخمة كخلفية لشخصيات الرعاة الذين يعيشون حياة قاسية بالرغم من الثراء الذي حظيت به عائلة جورج وفيل الا ان الحياة في زرائب الماشية كما فيل جعلت منه هذا الشخص القاسي الذي تعلم كيف يخفي رغباته جيدا، استحق الفيلم بفضل هذا الاختيار عدة جوائز تخص الصورة والاضاءة الي جانب جائزة افضل اخراج.
عند الحديث عن الموسيقى، يحتوي فيلم "The Power of the Dog" على  أفضل عناصر الموسيقى في أفلام هذا العام. يؤكد عمل جوني غرينوود على توافق واتساق ومدي الانسجام بين الصورة والموسيقي تلتف مؤلفات الأوتار وتدور بشكل حاد مثل حبكة الفيلم مثل تيار خفي مسنن يسحب مشاعرنا في اتجاهات معينة. تتأجج أصوات الكمان الحلو بينما تنتفخ النغمات الناعمة إلى موجات قوية  في تنقلات سريعة في إشارة إلى الديناميكيات المتوترة بين الأخوين والأرملة وابنها. تستخدم العديد من الأغاني الأوتار المقطوعة لخلق جو من الترقب المضطرب كما لو كان يتجه نحو الخطر. تنضم صفوف من آلات الكمان لزيادة هذا الشعور المزعج مما يوقظ تقريبًا رد فعلنا على القتال أو الطيران. لا تبتعد الموسيقى كثيرًا عن الصوت الغربي النموذجي ولكنها تضيف هذه الطبقات الإضافية من النذير طوال الوقت لتضع المشاهدين في حال كمن ينتظر خبر ما لن يكون الافضل.