نجيب محفوظ فى رمضان.. لا يكتب ويقضى لياليه على مقهى الفيشاوي
طقوس الكتابة والإبداع عند أديب نوبل خلال شهر رمضان الفضيل تختلف تمام الاختلاف عن باقى شهور السنة؛ منها أنه بحلول شهر رمضان الفضيل كان يتوقف صاحب "الثلاثية" عن الكتابة الأدبية تماماً من أجل التفرغ للروحانيات والعبادة والقراءة، إضافة إلى قضاء سهرات ليالى الشهر الفضيل على مقهى الفيشاوى حتى مطلع الفجر؛ وهو ما أشار إليه الكاتب الصحفي إبراهيم عبد العزيز فى كتابه «ليالى نجيب محفوظ فى شبرد» الذى تضمن سلسلة من اللقاءات الصحفية مع أديب نوبل.
كيف كانت أجواء رمضان فى روايات "أديب نوبل"؟
تناول أديب نوبل نجيب محفوظ شهر رمضان فى أكثر من عمل، مثل "الثلاثية، والمرايا، وخان الخليلي"؛ حيث تحدث فى الأولى عن عادات بعض أبناء الطبقة الأرستقراطية فى هذا العصر من الاحتفال الظاهرى بشهر رمضان دون الالتزام بتقاليده ولا عباداته، أما الرواية الثانية فقد تحدث محفوظ عن عادات الأطفال فى اللعب واللهو فى رمضان، أما فى الرواية الثالثة رصد "محفوظ" ملامح الحياة الاجتماعية الشعبية فى رمضان، حيث حرص على نقل أدق تفاصيل حياة الأسرة المصرية خلال الشهر الفضيل.
نجيب محفوظ عن الشهر الفضيل: الصيام طاعة ومحبة لله
فى السادس من أبريل 1957 كتب نجيب محفوظ مقالاً بعنوان «الصيام طاعة ومحبة لله» فى جريدة الجمهورية عن جوانب من فلسفة الصيام، وكان نصه كالتالى: «قالوا لى فى حكمة الصيام إنه فرض على المؤمنين ليخبروا فى أنفسهم آلام الجوع فتنعطف قلوبهم نحو الفقراء وأنه وسيلة تربوية لشحذ الإرادة واعتياد الصبر وأنه سبيل إلى تهذيب نوازع النفس وتطهير الروح، كل هذا حق، غير أن المؤمن لا يقبل على الصيام لداعٍ من هذه الدواعى بقدر ما يقبل عليه طاعة لله ومحبة فيه، وهو يجد فى هذا السعادة دون تعليل أو تأويل، وطاعة الله ومحبته تقتضيان واجبات روحية لعلها أخطر من الصيام نفسه، ولكن الصيام تذكرة لمن شاء أن يوجه ضميره نحو هذه الواجبات لتأملها والعمل على تحقيقها فليكن لنا من شهر الصوم فرصة طيبة لمراجعة النفس فى سلوكها حيال الحياة والناس على ضوء مبادئ الدين الخالدة».