«الذباب الملون».. جيوش إلكترونية على مواقع التواصل تثير الجدل فى تونس
أثارت الجيوش الإلكترونية المعروفة بـ"الذباب الإلكتروني" الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في تونس، عقب اتهامات وجهها أمين عام اتحاد الشغل لشقيقة زوجة وزير مباشر بالحكومة.
وأعادت تصريحات أمين عام اتحاد الشغل في تونس نور الدين الطبوبي حول "الذباب الإلكتروني" الجدل حول الصفحات الاجتماعية التي تستخدمها أطراف سياسية للنيل من خصومها عبر بث الشائعات.
وخلال اجتماع للاتحاد خاطب الطبوبي الأطراف السياسية بقوله "مهما كان ذبابكم لضرب الاتحاد، نحن صامدون وثابتون"، مشيرا إلى أنه "بعد الثورة قام الذباب الأزرق (النهضة) بشيطنة الاتحاد واليوم هناك ذباب آخر يُشيطن المنظمة"، في إشارة لأطراف داخل الحكومة التونسية.
واتهم الطبوبي شقيقة زوج أحد أعضاء الحكومة بتخصيص موقع إلكتروني وصفحات اجتماعية لشتمه مع نقابة الصحافيين على خلفية مواقفهم المدافعة عن حرية الإعلام والتعبير.
وقبل أشهر اتهم غازي الشواشي من سماهم بـ"الذباب الأصفر" (أنصار الرئيس التونسي) بالعمل على تشويه كل من يخالف آراء الرئيس قيس سعيد.
وكتب على صفحته في موقع فيسبوك "كنا نعاني من "الذباب البنفسجي" (أنصار نظام بن علي) و"الذباب الأزرق" (النهضة) اليوم أصبحنا نعاني كذلك من "ذباب الحشد الشعبي" باسم "الشعب يريد"، والشعب براء من هؤلاء المرتزقة الذين يتفنون ويتلذذون بتشوية الناس والافتراء عليهم والتهجم اللا خلاقي ونشر الإشاعات وبث الفتنة بين صفوف الشعب الواحد".
وأضاف: "سنلاحقهم أمام القضاء وسنكشف من يقف وراءهم ومن أين تأتي الأوامر والتمويلات لتوظيف هذه الماكينة الخبيثة".
وقال عصام الشابي الأمين العام للحزب الجمهوري لـ"القدس العربي": "الصراع السياسي في تونس غالبا ما يخرج عن إطاره السياسي، وقبل أزمة 25 يوليو هناك في تونس ما نسميه نحن "الذباب الإلكتروني مختلف الألوان"، الذي يعمل على الانحراف بالنقاش السياسي، ويعتمد كثيرا على الافتراء والتشويه، وأغلبية القوى الرئيسة في البلاد استعملت هذه الأداة التي كانت وبالا على الحياة السياسية في تونس، ونزلت بالصراع السياسي إلى الحضيض".
وأضاف: "واليوم يقع استعمال فضاء التواصل الاجتماعي، من أجل تسديد كل الضربات غير الأخلاقية وغير المتاحة في الصراع الديمقراطي من أجل إضعاف الخصوم".
من جهته صرح رياض الشعيبي مستشار رئيس حركة النهضة: "اليوم يقع استعمال وسائل الإعلام التقليدية وشبكات التواصل الاجتماعي لبث الشائعات ولخوض حرب اتهامات متبادلة بين كل الأطراف".
وأفاد: "ربما من حق كل طرف أن يكون له جهاز إعلامي يقدم عبره مشروعه للتونسيين، لكن أن يستعمل هذا الجهاز لتشويه الخصوم ونشر الشائعات وتلقي تمويلات مشبوهة، فهذا علامة على عمق الأزمة السياسية وتجاوزها لكل الضوابط الأخلاقية والسياسية".
وأكد الشعيبي أن تونس تحتاج بالإضافة إلى تفعيل القانون، إلى مدونة أخلاقية وسلوكية تحد من هذه التجاوزات وتعزل كل ممارسة مسيئة للحقيقة وللذوق العام.