رغم اللقاحات.. لماذا تستمر إصابات كورونا حول العالم؟
في الوقت الذي اتخذت فيه بعض الدول قرارات بالتخلي عن الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا مع تراجع أعداد الإصابات والوفيات لديها منذ فبراير الماضي، وعلى رأسها بعض دول أوروبا مع تمكنها من تلقيح أكثر من 75% من مواطنيها باللقاح، ارتفعت أعداد الإصابات بصورة كبيرة في الكثير من الدول الأخرى.
وكانت الصين - أولى مناطق اكتشاف الفيروس- من الدول التي سجلت ارتفاعات كبيرة وغير مسبوقة للإصابات منذ الموجة الأولى لانتشاره في 2020، وواصلت العديد من الدول تسجيل عشرات الآلاف من الإصابات يوميًا.
وانتشر فيروس كورونا حتى الآن في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة بالصين في ديسمبر2019.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية عودة ارتفاع الإصابات في العالم منذ منتصف مارس في الوقت الذي اكتشف فيه العلماء هجينا جديدا من فيروس كورونا، أطلقوا عليه اسم "دلتاكرون"، كونه يمزج بين متحوري"دلتا" و"أوميكرون".
أسباب استمرار الإصابات
خلال السطور التالية نسلط الضوء على آراء الخبراء والمتخصصين في فهم أسباب استمرار الإصابات حول العالم.
يرجع محمد أبو عامر أستاذ علم المناعة بجامعة المنوفية، زيادة أعداد الإصابات بفيروس كورونا حول العالم إلى وجود العديد من المتحورات الخاصة بالفيروس آخرها الهجين الجديد لمتحورات كورونا “دلتا كرون”، والذي نتج عن متحوران: أوميكرون ودلتا واللذان انتشرا منذ منتصف العام الماضي وحتى الآن، وتسببا في زيادة أعداد الإصابات والوفيات بسبب متحور دلتا الذي كان أشرس متحورات كورونا فيما كان أوميكرون أكثرهم انتشارًا.
وقال أبو عامر إن عمليات اللقاح الجارية عالميًا لن تقلل أعداد الإصابات لأن اللقاح لا يمنعها ولكنه يقلل أعراض الإصابة بحيث لا تتحول للخطورة التي تستدعي العناية المركزة، موضحًا أن زيادة أعداد الوفيات مرتبط أكثر بالدول التي لم تصل بتطعيمات سكانها لحد مناسب وستكون أغلبها في فئة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
ورصدت منظمة الصحة العالمية ارتفاع إصابات كورونا على مستوى العالم بنسبة 7 في المئة في منتصف مارس الجاري، مشيرة إلى حدوث أكثر من 12 مليون إصابة أسبوعية جديدة وأقل من 33000 حالة وفاة، وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 23 في المئة في معدل الوفيات.
وشهدت الإصابات بفيروس كورونا تراجعا مطردا في جميع أنحاء العالم منذ يناير، لكنها عادت للارتفاع مرة أخرى في منتصف، بسبب متحور أوميكرون الأكثر عدوى، وتعليق بروتوكولات كوفيد-19 في العديد من دول أوروبا وأميركا الشمالية وأماكن أخرى.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من تخلي العديد من البلدان عن برامج الاختبار، يعني عدم رصد الإصابات الجديدة، وفقما نقلت "الأسوشيتد برس".
الصين تواجه موجة جديدة
تواجه الصين حاليًا موجة شرسة من الإصابات لم تشهدها منذ الموجة الأولى، وفي متصف مارس أعلنت بكين تسجيل أول حالتي وفاة بكورونا منذ أكثر من عام، وذلك في مقاطعة جيلين بشمال شرق البلاد التي تشهد ارتفاعا كبيرا في الإصابات، مما دفع السلطات إلى فرض إجراءات إغلاق أو قيود صارمة في مدن عدة.
وهما أول حالتي وفاة بالفيروس يتم الإبلاغ عنهما في البرّ الرئيسي للصين - باستثناء هونغ كونغ وماكاو - منذ 26 يناير 2021.
وقد اتخذت السلطات عبر البلاد إجراءات متنوعة لمواجهة الموجة الأخيرة. فاختارت بعض المدن الإغلاق التام وبينها شنجن المركز التكنولوجي الكبير في جنوب البلاد والبالغ عدد سكانها 17,5 مليون نسمة، ولجأت شنجهاي إلى التعليم عبر الإنترنت وفرضت فحوصات جماعية متجنبة بذلك الإغلاق التام.
ورأي محمد سباعي أن ارتفاع أعداد إصابات كورونا حول العالم يرجع إلى تخلي الكثير من الدول عن اجراءاتها الاحترازية مما يتسبب في انتقال العدوى بين المواطنين بصورة أكبر خاصة أن اللقاحات لا تمنع الإصابة ولكنها تمنع وتقلل الوفيات فقط.
ونوه إلى ضرورة التزام المواطنين بالاجراءات الاحترازية على الرغم من تراجع الأعداد لأن ذلك ما سيمنع من دخول مصر في موجة سادسة من الفيروس مع استمرار عمليات التلقيح.