«تأمين الغذاء».. مجمعات «حياة كريمة» الزراعية: توعية وإرشاد وخدمات
فى سبيل الحفاظ على الرقعة الزراعية حرصت مبادرة «حياة كريمة»، التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، على إنشاء مجمعات للخدمات الزراعية، وإعادة توظيف المبانى والأراضى المملوكة لوزارة الزراعة.
وتقدم هذه المجمعات جميع الخدمات الزراعية لأهالى القرى، وتضم وحدات بيطرية وجمعيات زراعية ومراكز إرشاد زراعى وتجميع ألبان، ومن المقرر إنشاء ٣٢٠ جمعية زراعية و٣٠٥ مراكز إرشاد زراعى و٣١٦ وحدة بيطرية و٤٦ مركز تجميع ألبان، بتكلفة إجمالية نحو مليارىّ جنيه، فى ٢٠ محافظة و٥٢ مركزًا و١٤١٣ قرية وتابعًا.
«الدستور» تواصلت مع سكان عدد من قرى «حياة كريمة»؛ لرصد مدى تأثير هذه الجهود على حياتهم، وكيف استفادوا من خدمات المجمعات الزراعية.
سامح عبدالرحيم: إمداد الفلاحين بالأسمدة.. والإجابة عن التساؤلات الفنية
سامح عبدالرحيم، من قرية المراشدة التابعة لمركز الوقف بمحافظة قنا، قال إن قريته تشتهر بزراعة القصب والقمح، مشيرًا إلى أن المجمع الزراعى الذى أنشأته «حياة كريمة» ساعد المزارعين ووفر جميع احتياجاتهم وحل مشكلاتهم.
وأوضح «عبدالرحيم» أن المجمع يضم جمعية زراعية ومركز إرشاد، كما أن المهندسين الزراعيين يحرصون على الإجابة عن جميع تساؤلات المزارعين.
وواصل: «المجمع يقدم أيضًا خدمات توعوية، ويوضح للمزارعين أهمية الرقعة الزراعية، وأن تبوير الأرض بغرض البناء عليها أمر يضر الدولة بأكملها»، مشيرًا إلى أن المزارعين عرفوا الطرق الصحيحة لمواجهة الآفات الزراعية.
وواصل: «يعمل المجمع على حصر الأراضى الزراعية وكميات المحصول المتوقعة ويجرى صرف الأسمدة على هذا الأساس».
صالح غانم: توفير الرعاية البيطرية بعد سنوات من العناء
أكد صالح غانم، رئيس قرية كومير التابعة لمركز إسنا بالأقصر، أن الفلاحين استقبلوا أعمال بناء المجمع الزراعى الجديد بفرح شديد، لأنهم عانوا لسنوات طويلة من نقص الخدمات، وفى مقدمتها الخدمات البيطرية، مشيرًا إلى أن المجمع الذى تبنيه مؤسسة «حياة كريمة» على مساحة ٣٤٧ مترًا يتكون من دورين، ويضم جمعية زراعية ووحدة بيطرية ومكتب إرشاد زراعى.
وقال «غانم» إن أعمال بناء المجمع بدأت فى فبراير الماضى، وتم الانتهاء من أعمال الأساس كاملة، مضيفًا: «سيتم الانتهاء من المبنى بكامل تشطيباته وتجهيزاته خلال ٦ أشهر، ليقدم كل الخدمات للمزارعين، من شراء أسمدة وبذور وعناية بيطرية، فى مكان واحد».
وأشار إلى أنه كان بقرية «كومير» جمعية زراعية بدائية مبنية بالطوب الأبيض ومُعرشة بالصاج، ولم يكن بها أى خدمات تلبى احتياجات المزارع، موضحًا أن المزارعين كانوا يضطرون للذهاب إلى مركز أرمنت للحصول على الأسمدة، لأن وضع المخزن «سيئ جدًا».
وذكر أن مبادرة «حياة كريمة» تنفذ فى محافظة الأقصر ١٣ مجمعًا زراعيًا، منها ٩ مجمعات بمركز إسنا، فى قرى: الشغب والدير والحلة والكيمان وأصفون والنجوع وتوماس والنمسا وكومير، و٤ أخرى فى مركز أرمنت، بقرى: الرزيقات والمحاميد والرياينة والسلام. وأكد أن الخدمات البيطرية لم تكن متوافرة بالقرية، وأقرب وحدة بيطرية كانت فى قرية العضايمة التى تبعد ٤ كيلومترات، لذا كان المزارع يضطر للذهاب إليها ويؤجر سيارة لتنقله وماشيته، أو يأتى بالطبيب إلى بيته، وفى كل الأحوال كانت هذه الرحلة تكلفه فوق طاقته، كما لم يكن هناك أى مكتب للإرشاد الزراعى.
عبدالنعيم مدنى: عودة للاستثمار فى الأرض
ذكر عبدالنعيم مدنى، رئيس الوحدة المحلية لقرية «توماس وعافية» بأسوان، أن العمل بدأ بالفعل فى إنشاء مجمع الخدمات الزراعية، وسيضم مركزًا لتجميع ألبان ووحدة بيطرية.
وقال «مدنى» إن المجمع يساعد المزارعين على تلبية احتياجاتهم والحصول على الأسمدة المطلوبة، كما يسهم فى توفير الألبان والجبن والسمن.
وأضاف: «تقديم هذه الخدمات يشجع المزارعين على الاستثمار فى أراضيهم بدلًا من البناء عليها، كما كان يحدث فى السابق، وحاليًا توجد رقابة شديدة لمنع البناء والحفاظ على الرقعة الزراعية».
وأكد أن العمل يتم حاليًا على قدم وساق للانتهاء من المجمع فى أسرع وقت، وتقديم الخدمات للمزارعين فى القرية التى تشتهر بزراعة القصب. وتابع: «تم تخصيص دور كامل للإرشاد الزراعى داخل المجمع، بهدف تقديم الإرشادات للمزارعين ومساعدتهم فى الحصول على كل ما هو جديد فى الزراعة، بهدف زيادة إنتاجية الفدان».
محمد ربيع: تضم مراكز تجميع ألبان وفروعًا للبنك الزراعى.. وانتهى عصر المبانى المتهالكة
كشف محمد ربيع، المسئول عن برنامج «حياة كريمة» بمحافظة المنوفية، عن أن المحافظة انتهت من تنفيذ ١٤ مجمعًا زراعيًا فى المرحلة الأولى، ومن المقرر الوصول إلى ٢٠ مجمعًا، ١٤ فى مركز أشمون و٦ بمركز الشهداء.
وأشار «ربيع» إلى أن بناء المجمعات لاقى استحسانًا كبيرًا من المواطنين؛ لأنه سيوفر خدمات حيوية فى مكان واحد، لافتًا إلى أن وضع الجمعيات الزراعية القديمة فى أغلب قرى المنوفية صعب، فالمبانى متهالكة ولا توجد بها أماكن جيدة لتخزين الأسمدة.
وأضاف أن المجمع يشمل مكتب إرشاد زراعى وجمعية زراعية ووحدة بيطرية، وفى بعض المجمعات ستكون بها مراكز تجميع ألبان أو فرع للبنك الزراعى، وسيتم توزيع هذه الخدمات حسب احتياجات كل قرية.
وأشار إلى أن ردود الأفعال التى تلقوها من الفلاحين منذ البدء فى تنفيذ هذه المجمعات إيجابية للغاية، لأنها ستوفر وقتًا ومجهودًا كبيرًا.
واختتم: «كان الفلاحون يواجهون صعوبة فى تلقى الخدمة البيطرية لعدم توافر الوحدات البيطرية فى كل القرى، وكانوا يضطرون للانتقال من قرية إلى أخرى للحصول على هذه الخدمة، أما المجمعات الجديدة فهى مطورة ومزودة بمعدات تساعد على إنجاز الخدمات».