انتشار لظاهرة التسول مع قرب حلول شهر رمضان.. وعالم دين: أغلبهم «مسجلين خطر»
مع قرب حلول شهر رمضان المعظم بدأت مافيا "المتسولين" فى الانتشار بشوارع القاهرة والمحافظات، مستغلين كون هذا الشهر الكريم هو أكثر الشهور التي فيها يكثر الوعظ لدى المسلمين بإخراج الصدقات والزكاة، فيخدع هؤلاء المتسولين كل من يحاول التقرب إلى الله بهذا الشهر الكريم بحيل إدعائهم الفقر والعوز.
تواصلت "الدستور" مع بعض من ضحايا "مافيا" هذا التسول الموسمي.
"م.م" ربة منزل أوضحت أنها العام الماضي وقبل حلول شهر رمضان كانت تستقل إحدى عربات المترو، وصعدت إلى العربة سيدة حزّمت إحدى قدميها ببعض الأربطة، وظهر على القدم الأخرى أثار احمرارًا شديدًا ادعت أنه نتيجة إصابتها بمرض السكري، بالإضافة إلى إدعائها معاناتها من مرض الاستسقاء الذي تسبب في زيادة حجم بطنها.
كما قصت تلك السيدة المتسولة حسب رواية "م.م" على ركاب العربة قصة مفتعلة بأنها لا تجد مأوى للعيش هي وأطفالها موضحة أن زوجها طردها وتحتاج مبلغ من المال لإعانتها على التغلب على هذا الأمر واحتضان أولادها مرة أخرى بعد تركها لهم عند أحد الجيران نتيجة ظروفها الاقتصادية الصعبة، مستجدية الركاب لفعل الخير بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم.
أكملت"م.م" أنها تأثرت برواية السيدة المتسولة حينها بشدة وأعطت لها مبلغًا من المال، كما أعطت لها رقم هاتفها في حال احتاجت أيًا من المعونات الأخرى، وتابعت"م.م" أنها فوجئت بتوالي الاتصالات عليها من قبل تلك السيدة والتي فيها تطلب بكل مرة مبلغًا من المال، مما كان يضطرها إلى مساعدتها ظنًا منها أنها بالفعل تحتاج إلى تلك المساعدات.
إلى أن جاء يوم واتصلت فيه السيدة المتسولة ب"م.م" في ساعة متأخرة من الليل وفاجئتها أنها اكتشفت كونها حامل وأن زيادة حجم بطنها كان بسبب ذلك، كما طالبتها المتسولة بالحضور لها في إحدى المُستشفيات الحكومية التي ستلد بها، فهي لم تتمكن من دفع أجرة "سائق التاكسي" الذي أوصلها إليه- حسب ادعائها.
تكمل "م.م" أنها بالفعل ذهبت للحاق السيدة، وأثناء وجودها في المستشفى تفاجئت بقول الأطباء لها بأن السيدة المتسولة لا تعرف من والد الطفل، وهو ما يعكس الحالة الأخلاقية لتلك السيدة ، كما تبين أن الأحمرار الذي كان على قدم تلك السيدة حسب الأطباء أنه ما هو إلا حنة قد صبغتها لخداع الناس والعطف عليها، بالإضافة إلى ذلك أخبر الأطباء "م.م" أن تلك السيدة تبين كونها مدُمنة شرهه لعدد من المواد المخدرة، كما نصحوها بالابتعاد عنها، وهكذا أكدت "م.م" أنها منذ تلك الواقعة أصبحت لا تتعاطف مع أكثر هؤلاء المتسولين بالشوارع، وأصبحت تتحرى بشدة كبيرة أين تضع صدقاتها وأين توضع قائلة "الواقعة دي كانت درس اتعلمته.
بدوره يقول الشيخ ربيع الجهيني من علماء الأزهر الشريف أن المتسولين ينتهزون فرص قدوم شهر رمضان المبارك لاستعطاف المسلمين في إخراجهم الزكاة، والمتصدقين، للاستيلاء على أموالهم بطرق غير شرعية، موضحًا أنه مع الأسف ينجح الكثيرون منهم في ذلك، وتابع أن هذا المتسول يكذب على نفسه أولًا قبل أن يكذب على الناس.
وذكر أنه لابد من التكاتف الاجتماعي لمحاولة القضاء على هذه الظاهرة المُشينة، بتوعية المواطنين بضرورة توخي الحذر لمواقع صدقاتهم وإدراك أين هي ولمن، فلا يعطونها إلا لمن يتأكدوا من أحقيته لتلك الصدقات.
وأضاف أن هؤلاء ما هم إلا عصابات أغلبهم مسجلين خطر، ومدمنين ، وخاطفي أطفال، موضحًا أنه يجب تذكير المواطنين أن بمساعدتهم لهؤلاء هم بذلك يساعدون انتشار هذا الإجرام بالبلاد.
وفي تصريح للواء فاروق المقرحي مساعد وزير الداخلية الأسبق، أكد خلاله أن المتسولين يستغلون الحالة الدينية للمسلمين فى شهر رمضان، للنصب عليهم والاستيلاء على أموالهم، مؤكدا أنهم مُدلسين يحترفون هذا التسول وجمع الأموال ويُمثلون مافيا كبيرة من السيدات والأطفال، وأضاف أن هناك البعض منهم من يوزعهم ويشغلهم مقابل نسبة يوميًا كما أكد أن أغلبهم أغنياء لا يحتاجون أيًا من المُساعدات وهم فقط يدعوا المرض والإصابة.
لذا حذر الخبير الأمني من مساعدتهم وطالب المواطنين بعدم التعاطف معهم سواء بشهر رمضان المُبارك أو بغيره من شهور العام.