كواليس مصرع نجل قائد استخبارات الحوثى فى ظروف غامضة (تفاصيل)
أعلن، اليوم، في صنعاء عن وفاة مفاجئة لنجل نائب رئيس ما يسمى «جهاز الأمن والمخابرات الحوثية»، اللواء عبدالقادر الشامي، وسط خلافات محتدمة وصلت إلى تصفيات داخلية بين أجنحة الميليشيا الحوثية.
وتناقل نشطاء حوثيون على صفحات التواصل الاجتماعي خبر وفاة علي عبدالقادر الشامي، عن عمر يناهز السابعة والثلاثين عاما، دون الحديث عن أسباب وطبيعة وفاته.
وأثار موته المفاجئ استغراب الأوساط الشعبية ودائرة معارفه، لاسيما وأن الوفاة لم يسبقها أعراض مرضية ولم يشكِ من أي اعتلال صحي، كما حدثت بعد ساعات قليلة من نشره منشورا مطولا على صفحته في «فيسبوك» كما هي عادته دون أن يلمح إلى تفاصيل صحية.
ووفاة نجل عبدالقادر الشامي أعادت إلى الذاكرة الإعلان عن وفاة ابن عمه اللواء زكريا الشامي ووالدته ووالده اللواء يحيى الشامي في توقيت زمني واحد، والذين أكدت مصادر حينها تعرضهم لتصفية من قبل الحوثيين أنفسهم، ضمن إطار الخلافات الداخلية المستفحلة.
وقالت مصادر مطلعة إن ظروف وفاة علي عبدالقادر الشامي شابهت تماما نفس ظروف مقتل يحيى وزوجته ونجلهما زكريا الشامي، وهو ما يزيد من تأكيد صحة الأنباء عن عمليات تصفية لآل الشامي الذين ينتمون لمحافظة إب.
وبعد تصفية يحيى الشامي، وضعت قيادة الحوثي رقابة مشددة على كافة أسرة الشامي، سواء كانوا من أصحاب المناصب في الجماعة أو أقارب المتوفين؛ خشية ردة أي فعل أو تحشيد، واستهدفت الرقابة المشددة تحديدا والد المتوفى حديثا اللواء عبدالقادر الشامي وكذلك عبدالله الشامي رئيس جامعة الحديدة، وهاشم الشامي ابن أخت اللواء يحيى الشامي، وغيرهم من المقربين من أسرة الشامي، والذين ظلوا يعيشون طوال الفترة الماضية حالة قلق ومخاوف من التصفية المتعمدة والسريعة لأكبر شخصيتين من أسرة الشامي.
وتصاعد دخان الخلافات مؤخرا بين علي عبدالقادر الشامي وأجنحة الميليشيا النافذة، وعبرت عن هذه الخلافات إلى حد ما مضامين المنشورات التوجيهية التي كان يكتبها المتوفى على صفحته في «فيسبوك».
وفيما لجأت جماعة الحوثي إلى تصفية يحيى الشامي وعائلته بذريعة كورونا، فإن الأنباء المتداولة تتحدث عن وفاة علي عبدالقادر الشامي بأعذار أخرى، لكن لم تكشف التفاصيل حتى ساعة كتابة الخبر.
وقالت مصادر مطلعة إن مقتل "علي الشامي" يأتي ضمن إطار التصفيات الممنهجة التي تتبعها جماعة الحوثي، خصوصًا بعد احتدام الصراع والمنافسة بين القيادات الحوثية، ويعتبر جناح آل الشامي من خارج صعدة ويمثل المرتبة الثانية أولوية بعد عبدالملك الحوثي، وهو الأمر الذي رفع من درجة الصراع بين الأجنحة الحوثية، حيث يشكل عبدالقادر الشامي الأب وابنه أبرز شخصيات آل الشامي بعد رحيل يحيى الشامي ونجله زكريا، كما يمثلان آخر هرم القوة في جناح صنعاء، والذي يسعى جناح صعدة لتصفيته وإخراجه من المسار، خاصة وعائلة الشامي تهيمن على عدد كبير من المناصب داخل الجماعة وتحظى بأهمية كبيرة.
وفي ظل تعدد المبررات و الذرائع فإن الحوثيين مارسوا خلال الفترة الماضية عمليات تصفيات ممنهجة بين أنصارهم، حيث قتلوا معظم المشايخ الذين مهدوا لهم دخول صنعاء، واغتالوا عددا ممن شاركهم في المجلس السياسي، وقتلوا قادتهم ووزراءهم، واليوم يعملون على تصفية الأسر التي عملت معهم من وقت مبكر من صعدة، وفقًا لمراقبين.