هل كان «منشر غسيل» سببًا فى كشف مخبأ أسامة بن لادن؟ كتاب يكشف القصة
كشف كتاب «الصعود والسقوط لبن لادن» للكاتب بيتر بيرجن تفاصيل جديدة عن مخبأ أسامة بن لادن، والذى حسب الكتاب، أن ملابس عائلته المعلقة على حبل الغسيل كانت سببًا فى كشف مكانه.
قائمة عقارات بيل إير المهجورة لعائلة أسامة بن لادن بـ28 مليون دولار استغلها جاسوس وكالة المخابرات المركزية الذى طارد بن لادن للتحقيق فى «متلازمة هافانا» الغامضة.
غالبًا ما كان أسامة بن لادن يقول: «لا أفهم لماذا يتزوج الناس بزوجة واحدة فقط». لكن يبدو أن تعدد الزوجات والأبناء والأحفاد كان سببًا فى نهاية الإرهابى الأكثر طلبًا فى العالم حتى يوم مقتله.
فحسب الكتاب، كانت حياة أسامة منذ طفولته مشتتة، فقد كان والده الثرى محمد بن لادن يقوم بممارسة تعدد الزوجات الذى يسمح للرجل بالزواج من أربع زوجات، لكن والده لم يكتف بذلك بل تزوج على مدار حياته ما يقرب من 20 فتاة أنجبن له 54 طفلًا كان من بينهم أسامة بن لادن الذى ولد عام 1957 من عليا غانم البالغة من العمر آنذاك 15 عامًا، وكانت واحدة من ضمن 20 فتاة صغيرة كان قد تزوجها محمد بن لادن، والد أسامة، الذى أصبح لاحقا أحد الأشخاص الأكثر خطرا فى العالم.
ذكر الكتاب طفولة أسامة، فقد طلق والده والدته وهى لم تتجاوز الـ 18 عامًا ونجلها أسامه فى عامه الثالث وكان طفلها الوحيد.
وذكر ان والدة أسامة بن لادن المدعوة علياء غانم تزوجها والده وهو أكبر منها بنحو 40 عامًا، وطلقها بعد بضع سنوات، وكان أسامة طفلها الوحيد وكان فى الثالثة من عمره عندما ترك محمد والدته.
وسرد الكتاب تفاصيل أخرى يقول فيها الكاتب إن أسامة بن لادن كان يحاول التواصل مع والده، لكن كثيرا ما كان يقول له إنه ابن محظية وليست زوجة قانونية، وإنها مجرد ملكة يمين، وعلى الرغم من حياة والده لم يكتف أسامة بن لادن بزوجة واحدة بل تعدد فى زيجاته، وتزوج 3 منهن واحدة فى سن الـ17 من عمرها.
فحسب كتاب زا رايز اند فول، الصعود والهبوط لبن لادن، كان يعتقد أسامة أنه حتى يكون الإنسان مسلمًا حقيقيًا عليه أن يتزوج 4 زوجات فقط، كما يقول الإسلام، وأن يتم معاملتهن جميعًا معاملة عادلة.
وزعم المؤمن المتطرف أن هذا كان أفضل بكثير من ممارسة والده فى خوض الزوجات من خلال طلاقهن باستمرار، والزواج من زوجات جدد.
ووصف الكتاب بن لادن بأنه سيد الإرهاب، ومع ذلك ظل مختبئا وفارًا، حيث كان يعيش فى مجمع سرى كان قد شيده خصيصًا فى باكستان لزوجاته الثلاث وأطفالهن، وأنه وعلى الرغم من أن عائلته لم تخرج أبدًا، إلا أن حارسًا شخصيًا رصده مخبر أمريكى، قاد وكالة المخابرات المركزية عن غير قصد إلى المنزل.
وبحلول الوقت الذى حرض فيه بن لادن على هجمات 11 سبتمبر عام 2001 كان بن لادن الذى كان آنذاك فى الـ44 من عمره، يعيش فى أفغانستان مع ثلاث زوجات - خيرية صابر 52 وهى إخصائية نفس أطفال متدينة تخلت عن مهنتها للزواج منه، وسهام الشريف 44 عامًا وكانت شاعرة حاصلة على درجة الدكتوراه فى النحو القرآنى، وكانت تقوم بعمل خطب تحاول خلالها تقريب الناس منه، وإلقاء تصريحات تدافع فيها عنه وتقوم بتشجيع خططه للجهاد العالمى فتزوجا لاحقًا، أما الثالثة فكانت أمل السادة يمنية الأصل ذات الـ 17 عامًا، والتى لم تكن معروفة بسبب عدم خروجها من المجمع السكنى الخاص ببن لادن، باستثناء مرتين لتلد تحت اسم مستعار.
وكتب بيتر بيرغن: «لقد كان بن لادن يشرب مشروب طاقة يدعى أفينا، وهو شراب مصنوع من الشوفان، يدعى أن له تأثيرات شبيهة بالفياجرا وأكل كميات وفيرة من الزيتون، والذى اعتقد أنه أدى إلى نتائج مماثلة ليكون قادرًا على ممارسة حياته الزوجية بشكل عادل مع زوجاته الثلاث.
وفى أعقاب أحداث الحادى عشر من سبتمبر فى عام 2001، والتى أودت بحياة 2977 شخصًا بعد سقوط برجى التجارة العالمى بمدينة نيويورك الأمريكية، تشتتت أسرة أسامة الممتدة فى مهب الريح، وفى غضون ذلك اختبأ الجهادى الذى أسس القاعدة لشن الجهاد على الغرب فى الجبال الأفغانية وفى شمال باكستان هربًا من القتل، وكانت زوجاته كل واحدة فيهن تختبئ فى مكان مختلف مع أطفالها، وكان قليل من الناس فى الأرياف الأفغانية يعرفون حقيقتهن بأنهن زوجات بن لادن، وتم مساعدتهن من قبل عناصر القاعدة حتى لا يتم كشف حقيقتهن للعامة فيتم اعتقالهن من قبل القوات الأمريكية فى أفغانستان أو تسليمهمن للحكومة الأفغانية.
إلا أن قرر بن لادن أن يوجه حارسه الشخصى إبراهيم سعيد أحمد عبد الحميد وهو من أكثر المطلوبين فى العالم، وأمره بشراء قطعة أرض فى باكستان وتوظيف مهندس معماري، وبناء حصن كبير بما يكفى لإيواء الأسرة كاملة بزوجاته الثلاث وأبنائه حيث كان ينوى جمع شملهم مرة أخرى فى مدينة أبوت آباد بباكستان.
ذهب إبراهيم إلى العمل، ووضع صفقة شراء عقار بقيمة 50 ألف دولار باسمه، وصمم منزلًا وفقًا لمواصفات رئيسه، وكان يتكون المنزل الرئيسى من ثلاثة طوابق يحتوى كل طابق على أربع غرف نوم فى الطابق الأول وأربع غرف نوم أخرى فى الطابق الثانى ولكل منها حمام خاص. بينما احتوى الطابق الأخير على غرفة نوم واحدة وحمام ومكتب وشرفة وكانت تلك يجلس فيها بن لادن أثناء عمله، وفى عام 2005 بدأ أفراد الأسرة فى الانتقال الى المنزل المحصن بشكل هادئ على فترات.
وتم بناء منزل ملحق لحارسه الشخصى إبراهيم ولعائلته، حيث كان المبنى العقار مكتوبا باسمه، وعاش فيه هو شقيقه أبرار وزوجاتهم وأطفالهم.
اتبع أسامة وعناصره إجراءات أمنية عملياتية صارمة للحفاظ على سرية المعلومات. استخدموا أكشاك الهاتف العامة فى المدن الكبيرة لإجراء مكالمات مهمة وأخذوا البطاريات من هواتفهم المحمولة حتى لا يمكن تتبعهم إلى قاعدتهم الرئيسية.
وكان نادرًا ما غادر آل بن لادن المجمع باستثناء أمل التى ذهبت مرتين إلى مستشفى محلى لتلد تحت اسم مستعار وبأوراق هوية مزورة وكانت تتظاهر بالصمم لتجنب الأسئلة.
كشف المخبأ
قامت إحدى زوجاته بنشر الملابس المغسولة على حبل الغسيل خارج المجمع وهو الدليل الذى كشف مكان وجود بن لادن لمدير وكالة المخابرات المركزية السابق ليون بانيتا، حيث أبلغ مخبر باكستاني أجهزة المخابرات الأمريكية أن هناك مجمعا كبيرا عليه علامات استفهام كبيرة.
وبدأت عملية الرصد فى عام 2010 بعدما حصلت وكالة المخابرات المركزية على رسائل كشفها مخبر باكستانى فى مدينة بيشاور بأنه شاهد رجلًا يعتقد أنه إبراهيم الحارس الشخصى لبن لادن.
وفى أغسطس 2010 قادت سيارة الجيب البيضاء التابعة لإبراهيم، وكالة المخابرات المركزية إلى جدران المبنى التى يبلغ ارتفاعها 18 قدمًا والمكسوة بالأسلاك الشائكة، تم رصد المجمع ووجد أنه ممتلئ بزوجات بن لادن الثلاث وثمانية من أطفاله الصغار وأربعة من أحفاده، بينهم أطفال تتراوح أعمارهم بين عامين و3 أعوام
كان المجمع بدائيا رغم كافة ملامح التحصين التى رفعت مستوى التأكيد أن بن لادن يعيش بداخل ذلك المكان، حيث كان من الغريب أن منزلا بهذه الضخامة لا يمتلك سكانه وسائل اتصال، لا ملامح للاتصال بالإنترنت، ولا الهواتف العمومية ولا التلفاز حيث كشف لاحقا أن عناصره كانوا يقومون بتسجيل كل شيء وهو يشاهدها لاحقا على أقراص مدمجة على جهاز دى فى دى.
كان للعقار العديد من المميزات غير العادية التى جعلت محللى وكالة المخابرات المركزية يتساءلون، لماذا وعلى الرغم من حقيقة أن من قام ببناء هذا المجمع لابد أنه ثري بما يكفى لتحمل مثل هذه الضروريات. كان للمنزل الرئيسى الكبير عدد قليل من النوافذ، وكانت شرفة الطابق العلوى فى الهواء الطلق محاطة من جميع الجوانب بجدار عال.
وأوضح الكاتب أن المخابرات الأمريكية أقامت منزلًا خفيًا بالقرب من المجمع الغامض لإجراء دراسة على نمط الحياة على من كان يعيش بداخله.
فوجد أنه بينما كان سكان المنطقة يضعون نفاياتهم فى مكب القمامة بانتظام، كانوا من بداخل المجمع يقومون بحرق جميع النفايات الخاصة بهم فى مقلب نفايات داخل المجمع.
واحتوى المجمع من الداخل على فدان من الأرض المحاطة بالجدران بها مزرعة تنتج التفاح والخضروات والعنب والعسل وتأوى الدجاج وحتى الأبقار والماعز.
لكن الدليل الأخير الذى كشف وجود أسامة بن لادن داخل هذا المجمع كانت حبال الغسيل التى كانت ترفرف كل يوم بملابس النساء والأطفال وأشياء بسيطة لرجل واحد تشبه ملابس السعوديين أكثر منها ملابس الباكستانيين.
وبعد أكثر من تسع سنوات فى الاختباء تعرض أسامة بن لادن للخيانة بفضل محاولة زوجاته رعاية منزلهم.
وعلى الرغم من أنه لم يتمكن العملاء أبدًا من التقاط صورة واضحة ورسمية لبن لادن لإثبات أنهم اكتشفوا أخيرًا مكان اختبائه، قال بيرغن: لم يجدوا أبدًا دليلًا يؤكد فكرة أنه كان يعيش هناك.
لكن باراك أوباما كان مقتنعًا بكلام الوكاله بأمر البحرية الأمريكية بالبدء فى التخطيط للعملية التى من شأنها فى النهاية فى 1 مايو 2011 القضاء على زعيم الإرهاب الأعلى وهو فى سن الـ54 من عمره، وهو قرار لم يكن ليتخذ أبدًا إذا كان أسامة بن لادن قد فكر فى شراء غسالة تجفيف لزوجاته بدلا من نشرهم للغسيل فى الخارج حسب الكاتب.