ما هى سيناريوهات الإخوان المتوقعة بعد انتفاضة تونس ضدهم؟.. خبراء يجيبون
بعد انتفاض الشعب التونسى واستجابة الرئيس قيس سعيد، لهم بالإطاحة بجماعة الإخوان الإرهابية من سدة العمل السياسى، وتجميد أعمال البرلمان لمدة شهر، وإعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشى من مهامه وتولى الرئيس بنفسه السلطة التنفيذية، فضلًا عن إعفاء وزير الدفاع ووزير العدل، ووزيرة الوظيفة العمومية من مهامها، وإعفاء العديد من المسئولين من وظائف عليا بالحكومة ومن بينهم الكاتب العام بالحكومة، ومدير ديوان رئاسة الحكومة والمستشارين لديها.
كان من الطبيعى أن يكون لجماعة الإخوان الإرهابية المتمثلة فى حزب النهضة التونسى، رد فعل مدافع عن ما جنوه من مكاسب مالية وسياسية بالأرض الخضراء، فهاجمت حركة النهضة رئيس الدولة التونسية قيس سعيد وطلبت منه التراجع عن قراراته وإلا سيحل الخراب والدماء على البلاد داعين الرئيس التونسى إلى الحوار لتسوية النزاع.
- سيناريوهات الإخوان وردود أفعالهم المتوقعة
لكن، ما هى السيناريوهات الفعلية المتوقع حدوثها من الجماعة الإرهابية فى تونس خلال الفترة المقبلة؟ هل سينفذون تهديدهم بالخراب والدمار بالفعل؟ أم سيلجأون إلى طرق أخرى؟ هل سيظلون فى البلاد أم سيحاولون الهرب لدول أخرى خوفًا من الملاحقات الأمنية؟ وما هى الدول التى من المحتمل أن يذهب إليها فلول الحركة فيما بعد؟
كل هذه الأسئلة يجيب عنها خبراء ومنشقون عن الجماعة الإرهابية لـ«أمان».
فى البداية قال عمر فاروق، الباحث فى شئون الجماعات الإرهابية لـ«أمان»، إن «قرارات الرئيس التونسى قيس سعيد قد جاءت فى مرحلة هامة للغاية فى إطار التحولات السياسية التى تحدث فى المنطقة العربية ككل فى ظل انسحاب قوات أمريكا من أفغانستان والتلويح بانسحابها نهاية العام من العراق وهو ما سيفتح الباب لزيادة حركة الجماعات الإرهابية والأصولية فى المنطقة.
وأضاف الباحث فى شئون الجماعات الإرهابية، فى ظل الصراع الحاصل بين أمريكا والصين فمن المتوقع أن يتم توظيف هذه الحركات فى أزمة المسلمين المشتعلة فى الصين، وأيضًا سيكون هناك نشاط واضح لتنظيم القاعدة كما سيتم إنتاج نسخة جديدة من تنظيم داعش فى آسيا وبعض مناطق المغرب العربى وإفريقيا».
- حركة النهضة لا تختلف عن إخوان مصر
وتابع « أما فيما يخص السيناريو المتوقع من إخوان تونس، فهم لا يختلفون نهائيًا عن إخوان مصر أو غيرهما من الفصائل الإخوانية فى الدول المختلفة. الإخوان هم الإخوان بجميع دول العالم فالمورد الفكرى والثقافى لهم واحد وثابت، لذلك فمن المتوقع بالتأكيد طبقًا للأدبيات التى يقتنعون بها وينفذونها أن تتجه حركة النهضة إلى العنف لكن بطريقة مختلفة إلى حد ما، فسوف يظهر العنف فى تونس من قبل الجماعات الإرهابية الداعمة لحركة النهضة فى منطقة المغرب العربى وليس من إخوان تونس بشكل مباشر، أى سيتم طرح ما يسمى (المعركة بالوكالة) خاصة بعدما خرج إخوان ليبيا والجزائر والمغرب ببيانات تدين قرارات قيس سعيد وتصفها بـ الانقلاب عن الشرعية».
- الإخوان سيضعون قائمة اغتيالات وقد يكون الرئيس التونسى على رأسها
وأشار «فاروق»، إلى أن حركة النهضة ترتبط بحركة أنصار الشريعة الجناح المسلح لتنظيم القاعدة، وهو ما يؤكد ظهور موجة عنف شديدة فى تونس بالفترة المقبلة بشكل مباشر من الحركة مثل الاغتيالات والتفجيرات وأول من سيوضع على قائمة الاغتيالات الإخوانية، سيكون الرئيس التونسى نفسه ثم بعض القيادات السياسية مثل عبير موسى، أو الاعتماد على الميليشيات المسلحة للحركات الإرهابية الأخرى مثل داعش والقاعدة».
واستطرد حديثه قائلًا «الأخطر هنا أن الجماعة الإخوانية انغمست على مدار سنوات حكمهم فى القطاع الأمنى والعسكرى بشكل كبير، يجعلها قادرة على الحصول على كافة المعلومات والتفاصيل والتحركات عن الرموز السياسية والأمنية والعسكرية المعادية لهم وهو ما يسهل من عملية اغتيالهم وتفجيرهم».
- محاولة إنشاء اعتصام فى أحد ميادين تونس
وتابع «كما سيتم محاولة إنشاء اعتصام فى أحد ميادين تونس الخضراء لاستقطاب أنصارهم، من كل مكان من أجل تصدير حالة للرأى العام الدولى أن هناك فريقين يتصارعان على السلطة ولديهم شعبية على أرض الواقع».
وفى هذا السياق، أكد إبراهيم ربيع، أحد المنشقين عن الجماعة الإخوانية لـ(أمان) أن «إخوان تونس هم إخوان مصر هم إخوان أي دولة أخرى فـ«الإخوانية» لديهم هى ديانة وجنسية أى أنه منفصل عن موطن إقامته حتى وإن كان يديرها، فالتنظيم الإخوانى ما هو إلا تنظيم إرهابى تمت صناعته ليكون انعكاس لإرادة المستعمر».
وتابع «ربيع»، أن نجاح القرارات التى تم اتخاذها فى تونس من قبل الرئيس التونسى قيس سعيد فى تحقيق أهدافها، مرهون بالدعم الداخلى للرئيس وعلى رأسه الجيش التونسى واتحاد الشغل وكافة مؤسسات الدولة، فإذا لم يحدث هذا الدعم بالشكل الكافى سوف يحدث نوع من المساومة بين الحكومة التونسية وحركة النهضة».
- حركة النهضة تحاول التواصل إنجلترا وأمريكا للضغط على الرئيس
وأشار لـ(أمان) أنه «نظرًا لاستمرار حركة النهضة فى العمل السياسى بتونس لمدة 10 سنوات، فإنهم لن (يتهوروا) مثلما فعلوا فى مصر، أى أنهم يحاولون الآن التواصل مع إنجلترا وأمريكا وألمانيا للضغط على الرئيس التونسى من أجل التراجع فى قراراته أو تقليل الآثار التى اتخذها فى 25 يونيو. كما أننى أتوقع أن تجميد البرلمان ونزع الحصانة لمدة شهر يعنى أن البرلمان لن يعود ثانية وسيتم الدعوة لإجراء انتخابات برلمانية جديدة».
- التلويح باحتمالية الحرب الأهلية
أشار المنشق عن جماعة الإخوان لـ«أمان» إلى أنه «لا يتوقع سيناريوهات أخرى من قبل حركة النهضة لأنه يتوقع عدم رضوخ الرئيس قيس سعيد إلى الحوار والتفاوض السياسى،لأن الأخير لديه رؤية واضحة لإنهاء وجود الحركة فى أى مفصل من مفاصل الدول خصوصًا مع حالة الغضب والالتحام الشعبى والسياسى ضد الجماعة الإخوانية فهناك رفض تام لهم فى الشارع التونسي».
لكنه أضاف أنه من المتوقع أن تبدأ حركة النهضة فى دعوة أنصارها بهم إلى الخروج للشارع التونسى لإرسال رسالة إلى المسئولين، باحتمالية دخول تونس فى حرب أهلية من أجل التقليل من حدة الاحتقان.
وفى هذا السياق أضاف «ربيع»، إذا خسرت حركة النهضة الجولة فإنها ستتبع أسلوب (علىّ وعلى أعدائى) وستقحم تونس فى دائرة دموية، وهزات اقتصادية قوية خاصة أنهم استمروا فى السلطة لمدة 10 سنوات كاملة وهو ما جعل لهم علاقات قوية بالجماعات الإرهابية المحلية والإقليمية وبعض الدوائر المشبوهة».
- هل هروبهم متوقع؟
وأضاف «فاروق»، أن اللعبة ما زالت مفتوحة ومن الطبيعى توقع عدة سيناريوهات، فمن الوارد أن يشرع قيس سعيد فى محاسبة رموز الحركة قانونيًا على جرائمهم أثناء وجودهم فى السلطة، وأظن أنه خلال الساعات المقبلة سيتم الإعلان عن قرارات للقبض على بعض رموزهم ومحاكمتهم قضائيًا، وما يبرر ذلك أن الرئيس التونسى قد نصب نفسه مشرفًا عامًا على النيابة العامة فضلًا عن إطاحته بوزير الدفاع ووزير العدل لأن هناك حالة من استمالة حركة النهضة لهم».
واستكمل حديثه قائلًا «أنه فى ظل العنف والاغتيالات التى ستشهدها تونس فى الفترة المقبلة فلن يكون على الحكومة التونسية سوى استخدام العنف المضاد، وهو ما أكده الرئيس التونسى بأنه فى حالة إطلاق الرصاص على أى مواطن تونسى فلا يتعين عليه سوى الرد من قبل رصاصات القوات المسلحة التونسية».
وحول إذا ما كان من الممكن أن يهرب قادة حركة النهضة والإخوان فى تونس، أجاب إبراهيم ربيع لـ(أمان) عن هذا السؤال قائلًا «إنه من المتوقع هروب عناصر منهم إذا خسروا كل شىء».
وأشار إلى أنه على الأرجح لن يخرج عناصر الجماعة الإخوانية من تونس، لكنهم إذا اعتزموا ذلك فمن المتوقع أن يذهبوا إلى لندن أو كندا خاصة بعد تخفيض الأخيرة شروط اللجوء السياسى من 13 شرطا إلى 4 تقريبًا».