«أريد العودة إلى وطنى».. «عروس داعش»: «أندم وسأندم حقًا لبقية حياتى» (فيديو)
أدركت هدى مثنى، امرأة من ألاباما كانت غادرت منزلها في أمريكا للانضمام إلى تنظيم داعش في سوريا، بأن اختيارها الأخير لم يكن صائبا وأن انضمامها إلى الإرهابيين كان أمرا خاطئا بحسب فيلم وثائقي نشرته عبر موقع "يوتيوب"، تقول فيه إنها أدركت أنها كانت خاطئة وتطالب بمساعدتها للعودة إلى الولايات المتحدة.
وتعد هدى مثنى إحدى زوجات مقاتلي داعش، ممن تركوا بلادهم وعائلاتهم وانضموا في عام 2014 إلى التنظيم الإرهابي في سوريا، لتظهر في فيلم وثائقي جديد تشرح فيه سبب انضمامها إلى داعش ولماذا تريد الآن العودة إلى الوطن.
قالت عبر فيلمها المسجل: "عندما يتم غسل دماغك، لا تدرك ذلك حتى تخرج منه"، وطالبت "مثنى"، البالغة من العمر الآن 26 عامًا، عبر الفيلم الوثائقي الجديد "العودة: الحياة بعد داعش" مساعدتها هي وطفلها ليعودا لأمريكا، قائلة: لقد أخذت كل شيء سريعًا وعميقًا للغاية دون إدراك، لقد كنت صغيرة غير واعية، انسقت خلف الحب والوعود، ولم أرتكب أي أفعال إرهابية.
وكانت "مثنى" في العشرين من عمرها عندما تخلت عن عائلتها وهربت إلى سوريا، بعد عام من تخرجها في مدرسة هوفر الثانوية. درست فيما بعد إدارة الأعمال في جامعة ألاباما في برمنجهام.
ولم تكن هدى الوحيدة التي انضمت لداعش، بل قامت شقيقتها أروى مثنى، البالغة من العمر ٢٠ عاما، هي وزوجها بمحاولة الهرب إلى سوريا قبل أن تعتقلهما السلطات الأمنية من على متن سفينة شحن في نيو جيرسي بهدف الذهاب والقتال من أجل الجماعة الإرهابية بحسب الاتهامات التي وجهت لهما.
وذكرت السلطات أن آنذاك أن أروى وزوجها جيمس برادلي، وهو رجل من برونكس يبلغ من العمر 20 عامًا، ويعرف أيضًا باسم عبد الله، متهمان بمحاولة التآمر لتقديم دعم مادي لمنظمة إرهابية أجنبية.
وذكرت هدى، عبر الفيلم المصور، أن عائلتها لا تزال تعيش في هوفر، وأنها تنحدر من عائلة مسلمة لا تتبنى وجهات نظر متطرفة، وأنها هي من طورت تفسيرًا جهاديًا للإسلام من خلال القراءات على الإنترنت التي كانت ترسلها لها عناصر داعش قبل انضمامها لهم.
وأشارت هدى إلى أنها خدعت عائلتها للسماح لها بالذهاب إلى أتلانتا في رحلة ميدانية مدرسية، وبدلًا من ذلك سافرت إلى سوريا بطرق غير شرعية لمقابلة زوجها لاحقا، وهو أحد عناصر داعش.
وذكرت أنها، وبعد أقل من شهر من وصولها إلى سوريا، تزوجت من سوهان عبد الرحمن، الجهادي الأسترالي الذي توفى بعد بضعة أشهر فقط، كما تزعم، خلال غارات جوية أردنية بعد مقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة.
وأكدت أنها تزوجت مرتين أخريي،ن حيث لا يسمح للسيدات بعدم الزواج إذا ما قتل زوجها يتم تقديمها لزوج آخر بعد انقضاء العدة، بما في ذلك زوجها الثاني، وهو مقاتل تونسي أنجبت منه ابنها آدم، والذي قتل لاحقا في الموصل، وتزوجت من رجل سوري آخر، بحسب صحيفة الجارديان.
ويذكر أن هدى مثني، التي تطالب بالعودة عبر فيلم وثائقي، شهدت انتقادات ورفض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث إنها كانت قد احتفلت بحرق جواز سفرها الأمريكي ونشرت آلاف التغريدات العنيفة والمليئة بالكراهية تحت اسم أم جهاد ضد أمريكا، بما في ذلك أنها فعلت هاشتاج حفزت فيه العنف ضد أمريكا، وغردت عشرات التغريدات بأن داعش سوف ينشر الرعب في أمريكا حتى تخضع للشريعة وحثت المتطرفين على ارتكاب جرائم في احتفالات رأس السنة.
وكتبت وفقًا لما ذكرته صحيفة بيبول: "أريقوا كل دماءهم النجس، أو استأجروا شاحنة كبيرة واقتلوهم دهسا في إشارة إلى المحتفلين الأمريكان".
وتشير التقارير الرسمية إلى أن هدى مثني حاولت مرارًا العودة إلى الولايات المتحدة مع ابنها الصغير منذ عام ٢٠١٩، لكن قاضيًا فيدراليًا حكم حينها بأن الحكومة لا تعترف بها كمواطنة أمريكية بعد الآن وتم إسقاط الجنسية عنها.
وقالت "مثنى"، في رسالتها، إن قرار ترك عائلتها أدى إلى طريق حياة مروعة مؤكدة ندمها على سلوك ذلك الطريق قائلة: أندم وسأندم حقًا لبقية حياتي وليتني وأتمنى أن أمحوها".
يذكر أن "مثنى" موجودة في مخيم روج في سوريا حيث تتواجد هناك منذ استسلامها للأكراد في أوائل عام 2019.