رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أمان» يحقق في استخدام التنظيمات الإرهابية العملات المشفرة (تقرير)

التنظيمات الإرهابية
التنظيمات الإرهابية للعملات المشفرة

قال مسئولون أمريكيين إن تنظيم «داعش» وجماعات إرهابية أخرى طلبت علنًا تبرعات بالعملة الافتراضية لأنها اعتقدت بالخطأ أن المعاملات ستكون مجهولة المصدر، ما دفع مسئولين لإيقاف تمويل غير مشروع للجماعات الإرهابية.

وأعلنت حكومة الولايات المتحدة أنها صادرت مليوني دولار من عملة البيتكوين وأنواع أخرى من العملات المشفرة من حسابات أرسلت أو تلقت أموالًا في خطط تمويل مزعومة لمنظمات إرهابية أجنبية (القاعدة وداعش وحزب الله).

وأكد مسئولو إنفاذ القانون أنهم حصلوا على أوامر قضائية لمصادرة حوالي 300 محفظة للعملات المشفرة بحوزة مؤسسات شبيهة بالبنوك، كما وضعوا في القائمة السوداء حسابات مملوكة للقطاع الخاص تحتوي على عدة ملايين من الدولارات الإضافية من العملات الافتراضية، مما سيجعل من الصعب على الأشخاص الذين يمتلكون هذه الأموال استخدام المؤسسات المالية لسحبها.

وأكد «جون ديمرز»، مساعد المدعي العام لقسم الأمن القومي بوزارة العدل، عبر حسابه على «تويتر»، أن الجهد متعدد الوكالات، حيث تم تجميع العديد من التحقيقات معًا من أجل إعلان مشترك، وكانت أولى الإجراءات عبر مصادرة مدنية مهمة للعملات المشفرة ضمن تحقيقات مكافحة تمويل الإرهاب.

وقال ديمرز: «حُرمت الجماعات من ملايين الدولارات التي طلبوها لشراء أسلحة وتدريب وتهريب إرهابيين من سوريا، ومن خلال زيادة العملة المشفرة على وسائل التواصل الاجتماعي، حاول هؤلاء الإرهابيون إدخال تمويل الإرهاب في العصر الحاليو لكن هذه الإجراءات تظهر أن إنفاذ القانون لا يزال يسبقهم بخطوة».

وأوضح محمد جاسم بون، الباحث في شئون الجماعات الإرهابية، رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، في حديثه لـ«أمان»، أن التحقيقات أشارت لوجود طلبات مفتوحة من قبل الجماعات الإرهابية على وسائل التواصل الاجتماعي بالتبرع لها عبر البلوك تشاين، لنقل العملة الافتراضية بشكل مجهول الهوية، وبالتالي لن يكون هناك حاجة لاتخاذ خطوات نموذجية تجعلها تحت وطأة التساؤلات أو الشك، بالإضافة إلى استخدامها تلك التقنية الحديثة لإخفاء هويتها والنية حول سبب تلقيها هذه الأموال الطائلة.

وتابع «جاسم»: إنهم يتظاهرون بجمع أموال إغاثية لجمعيات خيرية عبر العديد من الحملات الإلكترونية التي لاحقا تم خضوعها للتدقيق من قبل السلطات الفيدرالية الأمريكية وغيرها في أوروبا للكشف عن سبب تلقي هذه الجمعيات هذا الكم من الأموال وإرساله إلى شفرات إلكترونية غير مكشوفة.

وأكد أن المحققين الجنائيين في دائرة الإيردات الداخلية في أمريكا طوروا أدوات وتقنيات تواكب التطور المالي وتمكنهم من تحديد الأشخاص المتورطين فيما يسمى بمعاملات البلوك تشاين التي قد تستخدم في تمويل جهات إرهابية أو إجرامية.

وأوضح أن المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب والاستخبارات استطاع رصد أشخاص يتلقون تمويلات تحت شعارات الجمعيات الخيرية التي تعمل في أوروبا تصل لمليارات الدولارات.

وأشار إلى أنه عرفت كثير من الجمعيات الخيرية في أوروبا بأنها كانت أذرع دعم وتمويل لكثير من المنظمات الإرهابية.

وأشار المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب والاستخبارات إلى أن كثيرا من الداعشيات الأجنبيات في سوريا والعراق أقمن صفحات إلكترونية للحصول على تبرعات ونشر مقاطع مصورة لتعرضهن لحياة قاسية ومحاولة التملص من أنهن لم يرتكبن أي جرائم يحاسبن عليها سوى الزواج من عناصر داعش فقط.


حملة علنية للتبرع للإرهابيين
حسب مركز معلومات «روجافا» الكردي المختص بمتابعة تنظيم «داعش»، فإن جمع التبرعات في أوروبا حسب الأدلة خلال العام الماضي نما بشكل كبير لدفع تكاليف عمليات الهروب والتهريب خارج مخيم الهول، والتى بدأت عندما تم إطلاق عملية تسمى «العدالة للأخوات» في يونيو من عام 2019، بمساعدة وسيط في ألمانيا باستخدام حملة تمويل جماعي عبر الإنترنت تهدف إلى جمع الأموال من المتعاطفين الأوروبيين.

وأبلغ المركز عن حملة أخرى، مشيرا إلى أنه يتم جمع الأموال بشكل صريح عبر تطبيقي «باي بال» و«تليجرام» المشفرين للمساعدة في دفع أموال للمهربين النساء في معسكر هول على الفرار، وتتم تلك العمليات المالية عبر إرسال الأموال لحساب أحد الأتراك ومنه إلى المهربين الموالين لهم في سوريا والعراق، حيث لا يتم تتبع الشخص الراسل والمستلم، وسميت العملية بـ«هوني مون» لتجنب عمليات التتبع والإزالة من قبل شركات التواصل الاجتماعي أو الحكومات المختصة بمتابعة الإرهابيين.

وفي شهر يوليو عام 2020، شن نشطاء وحقوقيون حملة أطلقوا عليها اسم «اطلقوا سراح السجينات»، واستطاعوا جمع تبرعات وصلت لـ80000 ألف دولار، وأخرجوا 4 نساء وأطفالهن من المخيم تهريبا نحو تركيا ومنها لفرنسا وفيينا.

وأصدرت تلك الحملة ملصقا عبر وسائل التواصل جاء فيه أن إحدى السيدات ستدفع أي مبلغ لتهريب شقيقتها من مخيم الهول، وبالفعل وصلت شقيقتها لاحقا لفيينا بعدما أرسلت 4000 دولار لمهرب، تواصل معها عبر صفحتها على إنستجرام ومن ثم تليجرام، وطلب معلومات عن شقيقتها توصله إليهاها، وطلب أن يتم إرسال 2000 دولار كدفعة أولى والباقي لاحقا أثناء التهريب عبر أبلكيشن «بي بال».

وأشار المركز إلى أن إحدى زوجات عناصر داعش في مخيم الهول كشفت عن كيفية تحويل الأموال إلى النساء الأجنبيات في مخيم الهول، قائلة إنه يوجد مرافق يتم تحويل الأموال له كتبرعات لتوفير الاحتياجات الأساسية لداخل المخيم، وكثيرات يقمن بالتواصل معه تحت مسمى الحصول على أموال من أسرهن في الخارج من أجل شراء احتياجاتهن من الموردين، بالإضافة إلى أنه يمكن للمحتجزين الأجانب الحصول على أموال بمساعدة سوري يعيش في المخيم، وأضاف أنه يمكن لنساء داعش أيضًا إجراء ترتيبات غير مشروعة مع السوريين المحليين الذين يبيعون لهن الطعام والإمدادات الأخرى.

واكتشف مؤخرا المركز الدولي لدراسة التطرف العنيف أنه تم مؤخرا اكتشاف هاشتاج كتب بالألمانية تحت اسم «العدالة للأخوات» على إنستجرام، وبدا كأحد الحسابات التي تدار من مخيم الهول عبر هاتف غير مرصود وغير شرعي متواجد مع إحدى زوجات عناصر داعش بالداخل، وكتبت النساء المحتجزات في الهول، اللواتي ظهرن في نقاب كامل غير شفاف، أنهن بحاجة إلى 7500 دولار للهروب.. في حين كشف عن أن العديد من المنشورات مكتوبة باللغة الألمانية وتدل على وجود نقص في الكهرباء والماء والدواء، وأن أطفالهن في خطر خاصة بعد وفاة عدد منهم مما يتسبب في انتشار الفيروسات والأمراض بسرعة، وطالبت النساء بالمال.

وفي مايو 2019، أفادت الشرطة الإسبانية بأن مقاتلي داعش أنشأوا هيكلًا غير رسمي للدفع عبر الحوالة في سوريا لتقديم الدعم المالي للمقاتلين الأجانب الراغبين في العودة إلى أوروبا.

وحسب بيان الشرطة، فإن هذه العملية الأمنية هي جزء من محاربة الاستراتيجية الجديدة لداعش، الذي بعد أن فقد السيطرة على الأراضي حث عناصره على العودة إلى مواطنهم الأصلية، ويبدو أنه يتم جمع الأموال عبر Telegram وPaypal في أوروبا وتحويلها عبر هذه الحوالات، وتعد شبكات لمساعدة نساء داعش على الهروب.

وكشفت دراسات المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب عن أن كثيرا من الأجنبيات التابعات لداعش يقدمن حملات جمع التبرعات من خلال منصات وسائل التواصل الاجتماعي وتلقي الأموال عبر البلوك تشاين المشفر وليس الطرق المعتادة التي يتم استخدامها من قبل الجميع كالتحويلات البنكية أو ويسترن يونيون.

وشكلت الشركات العائلية نقطة اتصال في عمليات تمويل أنشطة داعش، خاصة في جنوب تركيا، حيث تم الكشف في 8 ديسمبر 2020 عن أكثر من (50) شركة في معظم عواصم العالم، ساهمت في توزيع منتجات استخدمها التنظيم في عملياته الإرهابية.

شبكات تمويل مالي مشفر
وكانت الاستخبارات الأمريكية قد كشفت مؤخرًا عن استخدام شبكة تابعة لتنظيم القاعدة طرقا سرية عبر باكستان وأفغانستان؛ لنقل 80 مليون جنيه إسترليني من أموال دافعي الضرائب إلى مقر إقامة زعيم تنظيم القاعدة السابق بن لادن، كما أن تلك الشبكة مولت أيضا مدارس ومخيمات تدريب وغيرها من الأنشطة الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة.

وأكد موقع «سكاي نيوز عربية» أن قيادات داعش تمتلك عملات بيتكوين تصل قيمتها لـ300 مليون دولار، خاصة مع امتلاك داعش والقاعدة ترسانة سلاح بعدما استوليا على أسلحة جيشي سوريا والعراق، تتضمن معدات حربية وأسلحة شاملة.

وكشفت وزارة العدل الأمريكية، في 13 أغسطس 2020، عن مصادرة 300 حساب للعملات الرقمية المشفرة، و4 مواقع على الشبكة العنكبوتية، و4 صفحات فيسبوك تابعة لتنظيمي "داعش والقاعدة"، تستخدم في جمع التبرعات والتمويل الخفي وغسل الأموال والأنشطة غير القانونية.

وأوضحت شبكة «سكاي نيوز» أن وزارة الخزانة الأمريكية أكدت، في 12 فبراير 2021، أن خلايا وشبكات تنظيم «داعش» لا زالت قادرة على الوصول لاحتياطيات نقدية قدرها 100 مليون دولار، وما زال التنظيم يتلقى تمويلات من شركاء يتمركزون في تركيا وسط تسارع عالمي لاتخاذ إجراءات شاملة لمكافحة الإرهاب والتطرف، وتتبع حركة الأموال عبر إقرار 5 قوانين لمكافحة غسيل الأموال، ومتابعة ومكافحة الذكاء المالي الذي يستخدم في التحويلات المالية المشبوهة.