رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفجير مزدوج.. إليكم أحدث طريقة لداعش في لفظ أنفاسه الأخيرة (تقرير)

تفجير مزدوج
تفجير مزدوج

المطّلع والمتابع لما يحدث وما حدث على الساحة العراقية، يذكر جيدا بدء جهاز مكافحة الإرهاب في العراق، في 19 نوفمبر 2020، بتنفيذ عمليات من شأنها نفض تراب داعش وما تبقى منه في العراق.. وقد كتب "أمان" تقريرا في هذا الموضوع.

جاء رد داعش على تلك العمليات التطهيرية التي قام بها الجهاز بتفجير مزدوج حدث في الـ21 من يناير للعام الجاري 2021، وهما تفجيران متتاليان، حدث أحدهما بعد الآخر مباشرة، نتج عنهما 35 قتيلا وما يقارب الـ100 جريح في وسط العاصمة بغداد، مما يذكر المتابع بالحوار الذي أجراه "أمان" مع الباحث المتخصص في الجماعات الجهادية والإسلامية، مصطفى أمين عامر، في 17 يناير 2021، والذي توقع أن تنظيم داعش "في 2021- 2022 قد يشهد صحوة، وربما يقوم بموجات من العمل الإرهابي خلال 2021- 2022"، وكان هذا ما حدث بالفعل.

واعتبر الكثير أن ذلك التفجير المزدوج هو فشل للاستخبارات العراقية، لكن سرعان ما أتى الرد من القوات الأمنية، التي قامت بإطلاق المرحلة الأولى من عملية "ثأر الشهداء" ردا على عملية استهداف المدنيين في ساحة الطيران ببغداد، حسب بيان صدر عن جهاز مكافحة الإرهاب في العراق لملاحقة المسلحين من تنظيم داعش في محافظة الأنبار، وكركوك، وصلاح الدين.

تلك العملية تمكنت في مرحلتها الأولى من القضاء على والي تنظيم داعش في العراق، أبوياسر العيساوي، وغيره العشرات من العناصر، واعتقال المزيد منهم بمشاركة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة؛ الأمر الذي يعطي أملا كبيرا في تلك العملية لإنهاء تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ونفض غباره عن العراق الذي لطالما ولا يزال يعاني من استبداده وظلمه وراديكاليته.

لم تكتف القوات الأمنية بتلك العملية وحسب كردة فعل، بل استمرت في العمليات الأمنية التي كانت قد بدأت في نوفمبر من العام الفائت، وأعلنت خلية الإعلام الحربي يوم الأربعاء، 10 فبراير 2021، عن انطلاق عملية أمنية مشتركة واسعة في مناطق غرب بغداد وجزيرة الكرمه وشرق بحيرة الثرثار، وبتنفيذ من قيادات العمليات الموجودة في كل من بغداد وسامراء والأنبار مدعومة بالقوة الجوية لضبط وإحكام الحدود الفاصلة بين تلك المناطق.

ويرى كثيرون من باحثي مجال الإسلام السياسي أن تنظيم داعش يلفظ أنفاسه الأخيرة، وقد يوهم البعض بأنه لا يزال قويا بعمليات ضخمة كالتي حدثت في 21 يناير، وكما أشار الباحث المتخصص في الجماعات الجهادية والإسلامية، مصطفى أمين عامر، في حوار سابق معه، لكن هذا لا يخفي حقيقة أن التنظيم يضعف شيئا فشيئا، بل وصل إلى مرحلة الموت البطيء، فأصبح كقلب يحاول ضخ الدم بقوة هائلة في محاولة بائسة لإحياء جسد ميت.