رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف استقبل السودانيون إزالة بلادهم من قائمة الإرهاب الأمريكية؟ (تقرير)

السودانيون
السودانيون

بعد ما يقرب من 30 عامًا تتحرر السودان أخيرا من تصنيفها دولة إرهابية، حيث نشرت السفارة الأمريكية بالخرطوم عبر صفحتها على موقع الفيسبوك، فى الأيام الماضية، منشورا تقول فيه إن ال 45 يومًا القانونية لشطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب قد انقضت، وذلك منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للكونجرس الأمريكي إشعارا بنية شطب الخرطوم من تلك القوائم، لذلك على حد قولهم يمكن الآن أن يدخل إعلان السودان كدولة حليفة حيز التنفيذ

أضيف السودان إلى القائمة لأول مرة في عام 1993، بعد أن قالت الولايات المتحدة إن السودان قدمت المساعدة للجماعات الإرهابية، وقدمت ملاذًا آمنًا لأسامة بن لادن وتورطت في التفجيرين المزدوجين لسفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998 ثم في تفجير المدمرة الأمريكية كول عام 2000.

ولكن مع الانتفاضة الشعبية السودانية التي اندلعت في العام الماضي والتي أطاحت بالحكومة الإسلامية لعمر البشير، وعادت القيادة التي حلت مكانها بعصر جديد للبلاد، ما جعل خروج السودان كدولة راعية للإرهاب أولوية، ليس فقط لأن ذلك سيسمح للسودان بالعودة إلى المجتمع الدولي، ولكن أيضا لكونه سيوفر فرصا للخروج من أزمة اقتصادية عميقة أثرت بشكل مطول وكبير على الاقتصاد السوداني ما أثر على المواطن وأوضاعه المادية. 

كما أن التقارير السودانية تشير إلى أن جميع أنحاء السودان أدى نقص النقد الأجنبي فيه إلى ندرة الوقود، لذلك يصطف الناس للحصول في طوابير للحصول عليه، وفي العاصمة الخرطوم يقف السكان ساعات أمام المخابز في انتظار الخبز، ما قد يفتح أملا جديدا للسودانيين.

يقول إسماعيل ياسين وزوجته سلمى عبد الله، إنهم يمتلكون قطعة أرض صغيرة مهجورة على ضفاف النيل يقيم فيها هو أسرته وعائلته، ولضيق الحال قام بإنشاء مقهى صغير لمن قد يسير عبر الطريق من شاحنات وغيره إلا أنه في الأعوام الأخيرة كانوا يعيشون أسوأ حالة حيث لم يبق لهم يوميًا سوى البكاء من شدة ضيق الحال والوضع المذري.

وأشار في حديثه لموقع "أمان" إلى أن أغلب السودانيين رغم كم الثروات والخيرات يعيشون في فقر وحاجة وهرب وهجرة بسبب الوضع الاقتصادي السيئ حتى أصبح الحصول على لقمة الخبز أمرا صعبا للغاية، قائلا: "إذا مرض طفلي فإن الله وحده هو من سيساعدنا حيث لا مشفى قريب ولا منجى ولا مال".

وتابع: لقد سمعت بالأمس الحكومة السودانية تقول إن خروجها من قائمة الإرهاب سيساعدها في التعامل مع هذه الأزمة الاقتصادية. ويقولون إن الشطب من القائمة سيجلب الاستثمار الأجنبي ويفتح الباب لمساعدة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لم أفهم كل ما قالوا لكنني فهمت أننا لن نبقى في فقر بعد الآن وأن هناك مساعدات ستعيد السودان إلى وضع اقتصادي جيد.

وأوضح أنه يأمل أن يكون هذا الأمر جيدا يحسن الوضع المادي والحياة في السودان فيعود لها كل من هاجروا من أشقائنا وعائلاتنا.

وفي سياق متصل، قال عبد الله أحد المواطنين السودانيين عبر الفيسبوك: "في الوقت الحالي صعب تصديق كل تلك الوعود حيث إننا نعاني منذ سنوات لنعيش حياة كريمة نحصل فيها على أبسط حقوقنا من خبز وعلاج وتعليم ولكننا نشعر بالأمل منذ استطعنا أن نسقط ونطيح بدولة استبدادية دامت ثلاثة عقود".

فيما أشار محمد شمس، الخبير في الشأن السوداني، إلى أن نظام البشير المخلوع أضر بالسودان لمدة 27 عامًا، وخسائر مادية فادحة وصلت بحسب السلطات السودانية لما يقرب من 500 مليار دولار أمريكي، مؤكدا أن هذه الخطوة جاءت بعد مفاوضات عدة ما بين السودان وبين واشنطن تكللت بالنجاح أخيرا وتم رفع السوان من قائمة الإرهاب الأمريكية.

ولفت إلى أن ردود الفعل كانت تاريخية حيث إن وزير الخارجية السوداني قال إنه يوم تاريخي لوضع العلاقات السودانية الدولية، ورحب بالأمر أيضا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد الغيط الذي هنأ السودانيين على هذا القرار الذي يدعم صالح السودان.

واستكمل قائلا إنه لاتزال هناك خطوة مهمة تستكمل هذه الأحداث الجيدة وهي إعادة السيادة السودانية للسودان وعدم محاسبة السودان ومعاقبتها لأفعال النظام السابق بجرائمه الإرهابية.

وتابع أن هذا القرار سيعيد للسودان وضعها الاقتصادي المتقدم الذي سيرفع من حياة المواطن ويعيد عشرات الآلاف من السودانيين الذين هاجروا بسبب فقر وضيق الحال.

وكان قد غرد رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك عبر تويتر قائلا: " لقد تحرر السودان اليوم من الحصار العالمي الذي فرضه سلوك النظام المخلوع، اليوم نعود بكل تاريخنا وحضارتنا وعظمة بلادنا وحيوية ثورتنا للمجتمع الدولي. ورفع مقطع فيديو يروج للمستقبل الاقتصادي المشرق للسودان".