«أسرار دولة الشيوخ الخاصة».. ما لم ينشر عن الدعاة الجدد والحرب الخفية بينهم (تقرير)
في كتاب "الإسلامجي"، يقتحم مؤلفه الكاتب الصحفي الدكتور محمد الباز٬ قارءه ولا يمهد له أو يمهد لموضوعه كما جرت عادة الكتّاب في توطئة ما يكتبون٬ إنما يصدمه في أوهام رُوّج لها طوال أعوام كثيرة بدعاوى "صحيح الدين" ولحوم العلماء المسمومة٬ المواجهة التي يطرحها "الإسلامجي" أشبه بصاعقة كهربائية عالية الفولتات تكشف وتعري هالة القداسة التي جبل المسلمون عليها ولم يعطوا الفرصة لعقولهم للوقوف قليلا ببعض التساؤلات والنقد للوصول إلى الحقيقة.
وهنا يقوم الكتاب بجزء منه بطرح الأسئلة الشائكة من نوعية مَن المستفيد؟٬ وما وجه الاستفادة من ظلامية العقول وسيرها في قطيع أشبه بنموذج "الأخ الأكبر" هذا كتالوجنا لا يسمح لك بمخالفة أيا من تعليماته التي أصكها أنا وحدي٬ ومن يخالفه تلاحقه تهم الكفر والإلحاد وازدراء الأديان؟.
يبدأ الكتاب بتعريف الإسلامجي بأنه ذلك الشخص الذي يتخذ من الإسلام مهنة يتكسب منها بل ويجني الثروات الفاحشة من متاجرته بالله: "عندما يتحول الإسلام إلى وظيفة وأكل عيش فأنت إسلامجي٬ الدين بالنسبة لك مهنة لا أكثر ولا أقل٬ وليس أن تكون داعية أن تكون أتقى الناس وأكثر طاعة لله".
ومن أخطر فصول الكتاب وأجرأها ذلك المعنون بـ"أسرار دولة الشيوخ الخاصة"، تناول فيه الكاتب الجانب الآخرــ ربما الإنساني بكل ما فيه من تناقضات البشر، أخطائهم وخطياهم ــ من حياة بعض شيوخ الفضائيات أو ما اصطلح على تسميتهم "الدعاة الجدد"٬ فمن خالد الجندي والحرب المستترة بينه وبين صفوت حجازي للفوز بأكبر نصيب من الشركات السياحية التي تنظم رحلات الحج والعمرة، وما تتضمنه هذه الحرب من ضربات تحت الحزام للدرجة التي تصل لإطلاق حملات التشهير بين بعضهم البعض.. ويصف "الباز" الجندي بأنه "آكل الذنوب" بتبريرات مقابل آلاف الجنيهات فيما يشبه صكوك الغفران.
ومرورا بــ محمد حسان النرجسي الذي يري أنه "فتنة" للناظرين خاصة النساء٬ وكيف ترك القناة التي يعمل بها وأنشأ لنفسه قناته الخاصة ليستأثر بحصيلة الإعلانات ولا تشاركه فيها قناة غريبة٬ وصولا إلى شيخ المطلقات والأرامل وكيف اغتصب سيدة منتقبة٬ وليس انتهاء بسجن الشيخين "عبدالقادر الفيل" و"عبدالفتاح سيف" القاضيين الشرعيين بتهمة تلقيهما رشوة جنسية نظير إصدار حكم قضائي لصالح من قدم الرشوة.
وعن تضخم ثروات دعاة الثروة والنساء والفضائيات الفاحشة٬ يشير إلى صراع البيزنس والشائعات والنساء بين نجوم الدعاة وثرواتهم المتضخمة، والتي استند فيها إلى تقرير مجلة "فوربس" العربية- وفقا لما ذكره الكتاب الصادر عن دار كنوز في العام 2015- فحسب التقرير، جا فى مقدمة القائمة الكويتي طارق السويدان٬ والسعودي عائض القرني٬ والمصري عمر عبدالكافي، وفي ذيل القائمة يأتي اسم السعودي سلمان العودة.
أرقام ثروات الدعاة لم تدخل في إحصائها الدخول الأخرى التي يتحصل عليها- مخضبو اللحي مذرفو الدموع أو الآخرون هامسو الأصوات بأداء يشبه ممثلي الأفلام الرومانسية المسمون زورا وبهتانا دعاة- هؤلاء من أوجه التجارة الأخرى التي يمارسونها باسم الدعوة إلى الله.
ويذكر الكتاب أن تقرير المجلة تجاهل مصادر دخل الدعاة من المشروعات الاستثمارية، سواء في العقارات أو غيرها من المصادر السرية التي يحرص هؤلاء التجار على إخفائها، مثل الجلسات الخاصة "دعوة بارتي" التي يعقدونها خصيصا لكبار الأثرياء والنجوم ويحصلون في نهايتها على عطايا تختلف حسب "الذنوب" ومساحتها.
الصراع والسباق المحموم بين الإسلامجية ليتصدروا قائمة الأعلى مشاهدة، وبالتالي الأعلى مبيعا للإعلانات، حولّهم إلى "موديلز دعاة" لا يختلف صراعهم ومنافساتهم عن تلك التي تجرى رحاها في الأوساط الفنية بين نجوم الغناء أو التمثيل٬ ولا يخلو هذا الصراع من الأساليب التى لا تتفق مع ما يعلنه الإسلامجية عن "خلوص" دعوتهم لوجه الله وإعلاء دينه.. إلخ، فمن إطلاق الشائعات على بعضهم البعض كتلك التى كان يطلقها صفوت حجازي على خالد الجندي٬ إلى قَسَم الداعية محمد الزغبي على المصحف كذبا.
الصراع والسباق المحموم بين الإسلامجية ليتصدروا قائمة الأعلى مشاهدة، وبالتالي الأعلى مبيعا للإعلانات، حولّهم إلى "موديلز دعاة" لا يختلف صراعهم ومنافساتهم عن تلك التي تجرى رحاها في الأوساط الفنية بين نجوم الغناء أو التمثيل٬ ولا يخلو هذا الصراع من الأساليب التى لا تتفق مع ما يعلنه الإسلامجية عن "خلوص" دعوتهم لوجه الله وإعلاء دينه.. إلخ، فمن إطلاق الشائعات على بعضهم البعض كتلك التى كان يطلقها صفوت حجازي على خالد الجندي٬ إلى قَسَم الداعية محمد الزغبي على المصحف كذبا.