شباب الإخوان في السجون يستعدون لإطلاق حملة انشقاقات واسعة
يستعد مجموعة من شباب جماعة الإخوان الإرهابية المحبوسين على ذمة قضايا عنف وإرهاب والانضمام إلى جماعة محظورة، تنفيذ أكبر حملة انشقاق كبرى داخل السجون، وذلك عقب الخسائر التي تطيح بالجماعة والاختلاسات المالية التي قام بها قادة الجماعة، بالإضافة إلى المراجعات الفكرية التي قاموا بها على مدى السنوات المالية.
وقالت مصادر مقربة من جماعة الإخوان الإرهابية، إن مجموعة من شباب الجماعة المحبوسين في عدة سجون سيطلقون خلال الفترة المقبلة أكبر حملة انقلاب على الجماعة، وذلك تلبية لدعوة المراجعات الفكرية التي نادى بها شباب الجماعة قبل 3 سنوات في سجن الفيوم، لافتة إلى أن الشباب بدأت في إعداد الشبهات التي خلصت عن دراسة داخلية للجماعة لمنهجهم وكشف الانحرافات الفكرية التي تنتهجها الجماعة.
وأضافت المصادر، أن الأفكار التي تعتمد عليها الجماعة داخل السجون خلال السنوات الماضية، هي منهج المظلومية، حيث يقوم كل مسئول إخواني عن غرف الحبس داخل السجن، بتلقين الشباب بأن الجماعة مضطهدة وحالات التضيق الأمني هي السبب في الأساس وليس الانحرافات التي تقوم بها الجماعة خلال السنوات الماضية، معللين هذه الانحرافات بأن "الجميع إنسان وأحيانا يخطأ وكثيرًا ما يصيب".
وأكدت أن الحملة التي يستعد الشباب لإطلاقها تشمل مئات من شباب الجماعة المحبوسين الذين انقلبوا على الأفكار، مشيرة إلى أن قادة الجماعة من الصف الثاني والثالث داخل السجون بدأوا في الاعتداء على الشباب وتهديدهم بوقف الدعم الذي يصل إلى أسرهم في الخارج.
وسبق وأن بدأت أزمة الانشقاقات الداخلية في الجماعة، في مايو 2017، وذلك بعدما أقدم 360 من رموز وأعضاء جماعة الإخوان الإرهابية بمحافظة البحيرة، محاضر رسمية وجماعية، في الأجهزة الأمنية، يتبرئون فيها من الجماعة وقياداتهم، مبررين ذلك بأن الجماعة تحولت من دعوية إلى جماعة تدعو إلى العنف والإرهاب والتخريب.
وكان قائد هؤلاء الشباب هو عماد على عبدالحافظ، والذي قال في تصريحات سابقة، إنه كان ضمن القيادات الشبابية للإخوان في محافظة الفيوم، وتم سجنه في قضية تظاهرات والانضمام لجماعة محظورة، وقد أُفرج عنه مؤخرًا.
وأوضح أنه، وخلال وجوده بالسجن، حدث له ولغيره من الشباب التابع للإخوان "تغير فكري نابع من نقاشات عديدة ومراجعات متعددة كشفت لنا زيف فكرة الجماعة ومبادئها، وعدم توافق أفكارها مع أفكار الإسلام وتعاليمه، وعندما ثبت لي ولزملائي زيف الفكرة أعلنت انشقاقي وخروجي عن الجماعة".
واعتبر عبدالحافظ أن "جماعة الإخوان المسلمين وكافة الحركات الإسلامية تنطلق من وعاء فكري واحد، ومن رحم واحد هي رحم الجماعة التي أسسها حسن البنا في العام 1928"، مؤكدًا أنه قام وزملاؤه بطرح مراجعات فكرية خلال تواجدهم في السجون للخروج من الجماعة ومراجعة أفكارها، وإقناع الشباب الملتحقين لها بـ"عدم جدواها كحركة إسلامية لها علاقة بفكرة الخلافة".
وأوضح أنه لم يقم وزملاؤه بالمراجعات "من منطلق إخواني"، بل أعلنوا هذه الأفكار بعد خروجهم فعليًا من "عباءة الجماعة".
وشدد على أن "المراجعات الفكرية تختلف جذريا عن مبادرات شباب الجماعة داخل السجون، والتي يطالبون فيها بالإفراج عنهم مقابل اعتزالهم العمل السياسي وسداد مبلغ مالي للدولة كتعويض عما أحدثوه من أضرار وعمليات تخريب".