بعد فضح الإخوان.. ماذا فعل قادة الجماعة للرد على عاصم عبدالماجد؟
حالة من الغضب سيطرت على قادة جماعة الإخوان الإرهابية، من عاصم عبد الماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية الهارب في تركيا في ظل هجومه المستمر عليهم على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وعلمت "الدستور"، من مصادرها داخل التنظيم أن هناك تحركات قوية من الجماعة للعمل على طرده من تركيا جزاء هجومه على التنظيم، هذا بجانب استمرار حرمانه من الظهور على أي من فضائيات الجماعة أو حتى الحصول على أي معونات شهرية كما يحصل عليها باقي أنصار المعزول محمد مرسي.
وقالت المصادر، إن إبراهيم منير نائب المرشد تواصل مع عدد من قادة الإخوان الهاربين في تركيا، لتهدئة الأوضاع مع المتحالفين مع الجماعة الإرهابية، ووقف أي هجوم على الجماعة خلال الفترة الحالية لتجهيز الأوضاع الداخلية لتنفيذ خطة التحريض الخاصة بيناير 2020.
وأوضحت المصادر، أن هناك جلسة خلال الأسبوع الحالي مع جميع المتحالفين مع الجماعة والهاربين منذ ثورة 30 يونيو إرضاءً لهم، وذلك من خلال منح الأموال والوظائف تعويضًا عن خسائرهم خلال السنوات الماضية، وأبرز هؤلاء عاصم عبد الماجد وسليم عزوز والمذيع الإخواني محمد طلبة رضوان.
سبب غضب الإخوان على عاصم عبد الماجد هو رفضه استياء الإخوان من انتقاد المعزول محمد مرسي في برنامج الشهادة بحجة أنه توفى، وقال: إذا كان الحديث عن رئيس راحل وتقييم فترة رئاسته يعتبر نبشا للقبور.. فإن الحافظ ابن كثير في كتابه البداية والنهاية نبش أكثر من عشرة آلاف قبر لملوك وسلاطين ووزراء ورجال دولة وعلماء وزهاد ووعاظ وأمراء وأثرياء، وقبله فعلها ابن جرير في كتابه تاريخ الأمم والملوك، وفعلها المقريزي وابن إياس والجبرتي وغيرهم وغيرهم من المؤرخين الكبار.
وأضاف: إذا كانت جماعة رئيس أو حزبه أو أسرته ترى أنها هي فقط المعنية بالحديث عنه فالأولى بهم أن يعتزلوا العمل العام ولا يتقدم أي منهم لشغل أي منصب عام..لأن الشعوب الجاهلة المفترية تعتقد أن من حقها أن تعرف وأن تتحدث وأن تنتقد وأن تكون هناك حرية تكفل ذلك كله وأن تكون هناك شفافية تتيح المعرفة وتمكن من المراقبة والمحاسبة وهذه كلها أي الحديث والمعرفة والنقد والمراقبة والمحاسبة والحرية والشفافية.. كلها أشياء مكروهة أو محرمة عند الجماعات العنصرية، لذا فالأسلم لهؤلاء أن ينكفئوا على ذواتهم، كنت أود أن أسمع وأقرأ روايات تاريخية تصحح أو تكمل الروايات الواردة في برنامج الشهادة.. لكني لم أستمع سوى لشتائم وسباب لا يليق بمن ينتسب للإسلام ولو انتسابا واهيا، لقد شعرت بأن هؤلاء قوم جاهليون لم يعرفوا شيئا قط عن أخلاق الإسلام!! وهم فوق ذلك على درجة عالية من الغباء، لأنهم خسروا معركة إسكات الأصوات وصار الناس الآن أكثر تشوقا لتدوين شهاداتهم ولسماع شهادات الآخرين.
واستطرد في نصريحاته قائلا: فيا أيتها اللجان الإلكترونية الحمقاء التي لا أحمق منك سوى من أرسلك لتعيثي في الأرض فسادا.. سيتكلم الناس رغم أنوفكم وسيتناقشون رغم أنوفكم وسيستمع بعضهم لبعض رغم أنوفكم وسيكتب التاريخ رغم أنوفكم وسيتم تقييم هذه الفترة رغم أنوفكم يكفيكم هذا.. فقد ورمتم أنوفكم ووجوهكم!!..
التصريح الثاني الذي أزاد من غضب الإخوان على عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية هو وصفه قادة جماعة الإخوان بالمبتدعة؛ بسبب هجومهم على أي شخص ينتقد فترة حكم المعزول محمد مرسي لمصر، حيث قال: الخصومة والتفرق شيعًا بسبب اختلاف وجهات النظر في تقييم بعض أقوال أو أفعال رجل من الأمة ولو كان رئيسا.. هذا ليس من صفات أهل السنة.. بل هي من صفات المبتدعة.. خاصة الرافضة منهم الذين يقدسون أئمتهم ويدعون لهم العصمة.
وتابع حديثه قائلا: أما أهل الإسلام والاعتدال فلا يتفرقون بسبب الخلاف في أن فلانا أخطأ أو أصاب، وقد اختلف المسلمون العلماء منهم والمؤرخون والساسة في تقييم أفعال من سبقوهم دون أن يدفعهم ذلك للتقاطع والتدابر، فضلا عن السب واللعن، وابن تيمية وغيره من كبار العلماء يقولونها صريحة: لسنا نعتقد عصمة الخلفاء الراشدين وإن كنا نعتقد فضلهم وأنهم خير من غيرهم.. هذا مع كونهم من المبشرين بالجنة.
كما كتب عبد الماجد في تدوينة: " العدل.. الإنصاف.. القسط والاعتدال.. كلها معان عظيمة تنسلّ من بين أيدينا للأسف الشديد.. فالمطلوب منك اليوم أن تكون معنا على الدوام وإلا فأنت عدونا اللدود، ساخرًا من أداء الجماعة بالقول: إما أن تنصرنا ليلا ونهارا.. سرا وجهارا.. وإما أن تكون خصمنا الذي نستبيح عرضه وربما استبحنا دمه".
وتابع قائلا في وصف حال الإخوان: نحن نطالبك بالانحياز الكامل لنا.. فنحن الحق المطلق الذي لا يتخلله باطل..وكل أحد سوانا هو الباطل المطلق الذي لا يتخلله صواب. هذه عقيدتنا في أنفسنا.
واستطرد عبد الماجد في سخريته بالقول: تبا لك سائر النهار.. العدل.. هل هذه كلمة تقال..دعوه فإنه من نابشي القبور.. يحلم بأن تتم كتابة التاريخ".
واختتم في راسلته الساخرة قائلا : كلمات التاريخ والشهادة والشهود كلمات مرفوضة عندنا إنها كلمات قبيحة.. كما أن العدل.. والإنصاف.. والتوسط.. والاعتدال.. هي الأخرى كلمات قبيحة".
يذكر أن عاصم عبد الماجد قد رفض كل محاولات الوساطة بينه وبين قادة الإخوان ليوقف الهجوم عليهم مصرا على سيره مما يجعل طرده من تركيا مسألة وقت.