العلامة أحمد البسيوني شيخ الحنابلة بالأزهر الشريف
شيخ السادة الحنابلة ومفتيهم، عضو المجلس الأعلى للأزهر، العالم العامل والملاذ الكامل فرع الشجرة النبوية السيدالشريف أحمد بن علي بن محمد البسيوني العلواني الإدريسي الحسني الهاشمي.
جده العارف بالله سيدي سليمان البسيوني المتوفى 735هـ، وهو صاحب المسجد والضريح المعروف ببسيون محافظة الغربية والمتصل نسبه بالمولى إدريس مؤسس دولة الأدارسة بالمغرب العربي، نسبه كاملاً: سليمان بن عثمان بن علوان بن يعقوب بن عبدالمحسن بن عبد البر بن محمد وجية الدين بن موسى بن حماد بن دواد أبي يعقوب بن تركي بن قرشلة بن أحمد بن علي بن موسى بن يونس بن عبدالله بن إدريس بن إدريس بن عبدالله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه والسيدة البتول فاطمة الزهراء بنت سيد العالمين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطيبين الطاهرين.
درس بالأزهر الشريف وقام بتدريس الفقه الحنبلي، وانعقدت لجنة امتحانه للعالمية في 15 جمادى الثاني 1303هـ/19 فبراير 1886م، فنال العالمية من الدرجة الثانية، بحضور سبعة من العلماء الأكابر أحدهم حنبلي، تحت رئاسة حضرة الأستاذ الأكبر.
تتلمذ على يد العلامة الشيخ يوسف البرقاوي النابلسي الحنبلي (المتوفى 1318/1901م)، عُرف عنه الورع والتقوى مقتديًا بالسلف الصالح، تصدر للتدريس في رواق الحنابلة وحاز على كسوة التشريف العلمية من الدرجة الثالثة في 28 ربيع أول 1317هـ الموافق 6 أغسطس ١٨٩٩م، ثم الدرجة الثانية، والدرجة الأولى عام ١٩١١م.
لما مرض الشيخ شمس الدين الأنبابي شيخ الأزهر، وأنتدب الشيخ حسونه النواوي وكيلًا للأزهر عام ١٨٩٤م، صدر قرار بتشكيل لجنة لمعاونته في إصلاح شئون الأزهر مكونة من خمسة مِن كبار العلماء هم: محمد عبده، َعَبَد الكريم سلمان، محمد أبو الفضل الجيزاوي، سليمان العبد وصاحب الترجمة أحمد البسيوني.
عُين شيخاً للسادة الحنابلة بالأزهر الشريف خلفاً للشيخ يوسف النابلسي الحنبلي الذي توفي في 19 شوال 1318هـ/9 فبراير1901م، وصدر الأمر الملكي بتعينه عضواً بمجلس إدارة الأزهر يوم 13 ذي القعدة 1318هـ/4 مارس 1901م، فدعم مشروع الإصلاح الذي بادر به الإمام محمد عبده، وخير دليل على ذلك أن استقال من مجلس الأزهر عام ١٩٠٥م، رفقه محمد عبده وَعَبَد الكريم سلمان بعد ان تقدم شيخ الأزهر السيد علي الببلاوي في تلك الفترة باستقالته للخديوي بعدما فشل مشروعهم الاصلاحي بالأزهر الشريف.
ولما تألفت هيئة كبار العلماء في عام ١٣٢٩هـ/١٩١١م، وهي أكبر هيئة للتدريس بالأزهر لأنهم يقومون بالتدريس للعلماء اختير عضوًا حنبليًا وحيدًا بها حيث تكونت من ثلاثين عالمًا اختصاصيًا، وقد روعي التمثيل المذهبي في الهيئة بقدر الانتماء المذهبي داخل الأزهر، فخصص للسادة الأحناف أحد عشر كرسيًا، وللسادة للشافعية تسعة كراسي، وللسادة المالكية تسعة كراسي، وللسادة الحنابلة كرسي واحد.
كان مرتب أعضاء الهيئة ٢٠ جنيهًا شهريًا إلا أنه كان يخصم منه مبلغ قدره ٢،٩٩٠ جنيهًا هو راتب درس كان يلقيه الشيخ البسيوني بجامع قلاوون بسبب قانون عدم الجمع بين مرتبين القائم بالأزهر في ذاك الوقت، واستمر في إلقاء الدروس بجامع قلاوون بشارع المعز لدين الله الفاطمي حتى وفاته رحمه الله في ٧ جمادى الثاني عام ١٣٣٧هـ/ 9 مارس عام ١٩١٩م وهو يوم اندلاع ثورة ١٩١٩.
وعندما أنشئت مدرسة القضاء الشرعي عام ١٩٠٧م لتخريج القضاة والمفتين وأعضاء المحاكم، كان الشيخ من أعضاء اللجنة التي تمتحن الطلاب للتخرج من المدرسة والحصول على البيورلدي العالي وكانت اللجنة تضم سليم البشري شيخ الأزهر و بكري الصدفي مفتي الديار المصرية.
من أشهر خريجي مدرسة القضاء الشرعي التي لم تستمر طويلًا حيث أنشئت عام ١٩٠٧م وتوقفت عام ١٩٣٠م، محمد أبو زهرة وأمين الخولي وأحمد أمين ومحمد الخضري .
واجتمع بإمام المغرب الفقيه الشهيد أبو الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني (توفي١٣٢٧هـ / ١٩٠٩م) مؤسس الطريقة الكتانية في أثناء زيارته لمصر عام ١٣٢١هـ / ١٩٠٣م.
كما تتلمذ على يده الكثير من الطلاب منهم العلامة محمد سبع الذهبي البسيوني الحنبلي (المتوفى 1942م)، والذي عُين شيخًا للسادة الحنابلة بالأزهر بعد وفاه شيخه، وقد شهد صاحب الترجمة على عقد قران الشيخ الذهبي في عام 1910م بحكم القرابة التي جمعت بينهم حيث ينتمون لعائلة الأشراف ببسيون، وهو أيضاً عم المحدث الفقيه أمين الشيخ (المتوفى 1942م) عضو هيئة كبار العلماء، وجميعهم أجداد كاتب هذه السطور.
ولعل من أبرز تلاميذه بالشام العالم العلامة محمد بن حسين بن أبو زيد الدمشقي الحنبلي والذي اجازه البسيوني اجازة عامة بالمعقول والمنقول.
وللشيخ البسيوني تقريظ على كتاب "شواهد الحق على من أنكر التوسل بسيد الخلق" للعلامة يوسف النبهاني، كما قرظ كتاب "العقد النضيد شرح هداية المريد" في علم التوحيد للشيخ أحمد مختار بن عبدالباقي الحنبلي الأزهري البحراوي.