الثقوب السوداء تلتهم الإخوان وموجة الانشقاقات تكشف اهتراء الجماعة من الداخل
ضربت موجة جديدة من الانشقاقات جماعة الإخوان "الإرهابية"، بخروج عدد من قادتها ومناصريها الهاربين خارج مصر، وإعلان التبرؤ منها والانفصال عنها، بسبب الخلافات الكثيرة التي تعاني منها الجماعة حاليا، وتعد هذه الانشقاقات ضربة قاصمة للجماعة الإرهابية، لأنها هذه المرة كشفت الكثير عن حقائق الانقسامات والفساد الذي لحق بالجماعة عقب ثورة 30 يونيو.
ومؤخرًا، أعلن القيادي البارز بالجماعة، عمرو دراج، تبرُّءه رسميًا من الجماعة للمرة الثانية، كاشفًا عن أن الأوضاع داخل الجماعة الإرهابية مرتبكة ومليئة بالمشكلات والأزمات.
ولم يكن خروج القيادى الإخواني البارز عمرو دراج ليتبرأ من الجماعة هو الواقعة الأولى من نوعها التى يخرج فيها قيادى إخواني ليزعم أنه انفصل عن التنظيم، بل سبقه العديد من الوقائع التي كشفت عن حجم الانقسامات الهائلة التى تشهدها الجماعة.
وصرّح دراج، وزير التخطيط الأسبق في حكومة الإخوان، الذى يترأس مركزا بحثيا يحرض من خلاله ضد الدولة المصرية ويجمل فيه صورة التنظيم الإرهابي، لموقع إخواني، بأنه لا تربطه أي علاقة تنظيمية بالجماعة منذ سنوات مضت، زاعمًا أنه انفصل عن التنظيم.
وأشار "دارج"، خلال تصريحات للموقع الإخوانى الذي يبث من لندن، إلى أنه لا تربطه أي علاقة تنظيمية بالإخوان منذ سنوات مضت.
وكان دراج قد أعلن، فى ديسمبر 2016، اعتزاله وانشقاقه عن جماعة الإخوان الإرهابية، وقال نصًا: "فكرة الإخوان موجودة بداخلي، وأنا موجود بداخلها، لكن من ناحية التنظيم هذا شيء آخر"، الأمر الذي يعني أنه ما زال مؤمنا بالفكر الإخواني وداعما له، وأن إعلان انشقاقه عن الجماعة ما هو إلا مراوغة جديدة من قيادات التنظيم.
وتابع: "ردًا على استفسارات كثيرة تردني، أؤكد عدم وجود أية علاقة تنظيمية تربطني بجماعة الإخوان منذ أكثر من عامين، عندما أعلنت أيضا اعتزال العمل السياسي الحزبي التنافسي"، مؤكدًا أنه يكرّس جهده ووقته في البحث والإشراف على المعهد المصري.
وأكد القيادي الإخواني التاريخي محيي عيسى، المجمدة عضويته بالجماعة، أن "دراج" أعلن خلع بيعته من تنظيم جماعة الإخوان نهائيًا، موضحًا أن ترديد مدحت الحداد، عضو شورى الجماعة، للمنشقين أن في أعناقهم بيعة هو استدعاء لأدبيات تنظيمات متطرفة، فلا بيعة ولا غيرها في هذا العصر ولا ولاية لمرشد على أعضاء جماعته إلا بالحب والقناعة، ومعصية المرشد ليست كبيرة ولا حتى صغيرة، والخروج من الجماعة لا شىء فيه لأنها مثل حزب الفضول، لافتًا إلى أن عمرو دراج سارع- في ذلك الوقت- بالرد بأنه لا تربطه بالجماعة أى علاقة تنظيمية ولم يخلع بيعة من رقبته ولا حتى أُذنيه.
شاب إخواني: تبرأت منهم لأنهم يتاجرون بالدين وهم مثل بني إسرائيل
محمد عبدالله، أبرز المنشقين عن الجماعة الإرهابية والمتبرئين منها، ويقيم في هولندا، أوضح أن جماعة الإخوان تاجرت باسم الدين، قائلا: "قعدوا يقولوا لنا الإسلام هو الحل لمدة 80 سنة، وبعدما صعدوا للحكم غيروا شعارهم بشعارات أخرى مثل الديمقراطية هي الحل، ودستور 2012 هو الحل"، مشبهًا تنظيم الإخوان ببني إسرائيل إذ ينقلبون على مبادئهم من أجل المصالح"، مضيفا: "الإخوان عاملين زي بني اسرائيل بالضبط، ضحكوا على الناس باسم الدين، وهم مجموعة من الأغبياء ومن المنتفعين".
دويدار: علاقتي انقطعت بهم ولست عضوًا في الجماعة
الشاب الإخواني عزالدين دويدار كان أول شباب الجماعة الذي أعلن التبرؤ رسميًا منها في الخارج، بعد هروب العديد من عناصر الإرهابية إلى تركيا، حيث أكد، في ديسمبر من العام الماضي، أن علاقته بالجماعة انقطعت وأنه ليس عضوًا فيها، قائلًا: "الآن لست قياديا ولا مسئولا ولا حتى عضوا في أي حزب أو تيار أو جماعة أو تجمع أو رابطة من أي نوع، لا بالداخل ولا بالخارج، ومجمد تمامًا نشاطي السياسي والإعلامي منذ عام وزيادة"، مؤكدًا أن هذا الأمر أجّله كثيرًا.
وأوضح دويدار أنه لا علاقة له بأي صفحات أو مؤسسات أو كيانات إعلامية، لا بالداخل ولا بالخارج، ومنذ عام مضى وزيادة ليس له أي نشاط أو اهتمامات غير السينما والفن، نافيًا علاقته الكاملة بأي حملات تستهدف أي أشخاص أو مجموعات، مؤكداً انسلاخه من الجماعة كليًا بالرغم من عمله في القنوات التابعة للجماعة.
تليمة المهتز: لست منهم وتركت التنظيم
خرج القيادي الإخواني عصام تليمة، سكرتير مكتب القرضاوي السابق، في مرات عدة لإعلان تنصله من الجماعة الإرهابية، حيث أعلن أنه ترك التنظيم تماما وتفرغ لما أطلق عليه البحث العلمي وخدمة الأمة.
وبعد إعلانه التبرؤ من الجماعة سعى سكرتير القرضاوي السابق إلى استجداء عطف القيادات الإرهابية للعودة مرة أخرى لكنف التنظيم والعمل تحت رايته، إلى أن ظهر التسجيل الفاضح لقيادات الجماعة الإرهابية الذي يتهمهم باختلاس أموال الجماعة، حيث وجّه فيضا من الهجوم إليهم مرة أخرى.
وأظهر هذا التسجيل عوار تليمة، حيث استغل اندفاع شباب الجماعة ليكتب هو الآخر العديد من المنشورات عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ليؤكد من خلالها احتيال قادة الإرهابية على أموال التبرعات الخاصة بالإخوان.
وبالرغم من إعلانه التبرؤ من الجماعة وتنصله منها إلا أنه عاود من جديد للتمسح في قياداتها للعودة إليها مرة أخرى، حيث لفت في بيان له أول أمس إلى أنه من حق الإخوان الدفاع عن قيادتهم، قائلًا: "لا أعرف لماذا يستغرب كثير من الناس موقف الكثيرين من أفراد الإخوان فيمن رفض التعرض لبعض قيادات الجماعة، بالخوض في سيرتهم، وفي ذمتهم، أو حياتهم، موقف الإخوان في ذلك موقف صحيح وديني، فمن حقهم إن أردت الخوض في أحد منهم أن تستوثق، وتتبين، وتأتي بالأدلة على ما تقول، أو بالشهود، والأولى أن تستر إلا إذا كان الأمر يدخل في دائرة الشأن العام، وبضوابطه، وعندما يحشدون لك الأدلة والنصوص في ذلك، فهم محقون".
وتابع قائلًا:" لكن مطلوب منهم كذلك بنفس القدر من هذا الحق أن يمارسوا ما يطالبون به من حق مع مخالفيهم داخل الجماعة وخارجها، فكما لك هذا الحق، فهو واجب عليك عند حديثك عن خصومك، يعني اللي انتفخت أوداجه، وكتب كل نصوص التثبت، وعدم الافتراء، والستر، يا ترى لما الحديث بيكون عن أبوالفتوح، ولا عمرو دراج، ولا علي بطيخ، ولا أبوالعلا ماضي، ولا أيمن نور، ولا أي سين أو صاد، أو عين بيكون موقفك نفس الموقف؟ حابب بس أفكرك بإن محمد كمال، قبل ما يتقتل تمت تصفيته معنويا قبلها، من نفس بعض قياداتك، ولم يكن موقفك سوى الصمت، بل أحيانا المشاركة".
من جانبه، عقب هشام النجار، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، على حالة الانشقاقات التي شهدتها الجماعة من قبل الشباب، وخروجهم أيضا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك" لكشف فضائح قياداتهم، قائلًا: إن هذا مرتبط بالصراعات الداخلية ومحاولات القيادة القديمة إخضاع التيار الشبابي لها، وحسم الانقسام بالعودة للشكل القديم من الإدارة، وتجاوز مرحلة تصعيد الشباب وإدارة التيار الكمالي.
وأضاف، في تصريحات لـ"أمان": إنه في هذا السياق على مدى سنتين حدثت أمور كثيرة، منها الإبلاغ عن كثير من الشباب وتسليمهم للأجهزة الامنية، ومنهم محمد عبدالحفيظ، أحد المتهمين في قضية النائب العام المستشار هشام بركات، الذي سلمته الجماعة للسلطات المصرية عبر إبلاغ السلطات التركية عنه، وغيرها من الوقائع التي يرد عليها التيار الشبابي بحملة دعائية ضد الحرس القديم تكشف فسادهم.