أسرار جديدة حول تصاعد الحرب في سوريا
صعّد الجيش الوطني السوري من وتيرة الهجمات الجوية على مناطق الميليشيات المسلحة بمحافظة إدلب، خلال الأيام الماضية.
ووصف بعض النشطاء السوريين هذا الهجوم بأنه يعد من أعنف الهجمات على آخر معقل للميليشيات المسلحة شمال غرب سوريا، خلال الأشهر القليلة الماضية.
وجاء هذا التصعيد ردًا على زيادة نفوذ هيئة تحرير الشام (أحد الفصائل المسلحة في مدينة إدلب)، وتقاعس تركيا عن تحجيم نفوذها، ما اعتبر اختراقًا للاتفاق الروسي التركي بإنشاء حد فاصل بين القوات السورية الحكومية من جهة والفصائل المسلحة من جهة أخرى، وإخلاء المنطقة من السلاح الثقيل.
علاوةً أن عدم موافقة هيئة تحرير الشام على تسليم الأسلحة الثقلية والتزامها ببنود الاتفاق الذي وقع بين روسيا وتركيا كان له دورا في تجدد الاشتباكات مرة أخرى بينهما وبين النظام السوري، حيث اتهمها النظام بإشعال العنف من خلال هجمات على مناطق خاضعة لسيطرته، في حين اتهمته الهيئة بأنه يحاول اجتياح أراضيها.
إدلب تحت سيطرة من؟
يخضع الشمال الغربي من محافظة إدلب، وكافة الاراضي المحيطة بها، لسيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)، حيث شنت الهيئة حربًا على الفصائل المسلحة المعارضة لها من أجل إحكام السيطرة على إدلب، في أواخر عام 2018.
ورغم الهجمات التي نفذتها الهيئة ضد الفصائل المعارضة لها، لكن لا يزال لها حضور في الشمال الغربي لسوريا، أبرزها الجبهة الوطنية للتحرير، التي تتشكل من 11 فصيلًا، هى: "فيلق الشام" و"جيش إدلب الحر" و"الفرقة الساحلية الأولى والفرقة الساحلية الثانية" و"الفرقة الأولى مشاة" و"الجيش الثاني" و"جيش النخبة"، و"جيش النصر"، و"لواء شهداء الإسلام في داريا"، و"لواء الحرية" و"الفرقة 23".
وهناك حضور عسكري لجماعة حراس الدين الموالية لتنظيم القاعدة، بالإضافة إلى وجود خلايا نائمة لتنظيم داعش تتنشر في كافة المدن والقرى الريفية لإدلب.
وللحد من نفوذ الهيئة وكافة الفصائل المسلحة، تركزت أغلب الهجمات التي يشنها النظام السوري على الجزء الجنوبي من أراضي الميليشيات المسلحة، بما في ذلك المنطقة منزوعة السلاح المتفق عليها بين روسيا وتركيا، حسبما أكدت مصادر سورية.
وحسبما قال نشطاء سوريون، فإن هدف قوات الجيش الوطني السوري هو السيطرة على طريقين رئيسين تحت سيطرة الميليشيات، حيث يمتدان جنوبا من مدينة إدلب ويؤديان إلى مدينة حلب السورية.
وقد اتفقت كل من روسيا وتركيا، نهاية عام 2018، على أن يظل هذان الطريقان مفتوحين، خاصةً أن موسكو تسعى إلى تأمين قاعدتها الجوية في اللاذقية شمالي غرب البلاد من هجمات الميليشيات.
من سينتصر ؟
يمكن لقوات الجيش الوطني
السوري الانتصار بسهولة في هذه المعركة التي وصلت لذروتها خلال الأيام الماضية،
خاصةً أن سلاح الجو الروسي والفصائل المدعومة من إيران يوفران سبل الدعم اللازمة
له في مختلف أنحاء غرب سوريا، بينما الميليشيات المسلحة لا تملك إمكانيات عسكرية تمكنها من سد الهجوم الذي يشنه النظام السوري من وقت لآخر.
وعلى جانب آخر، قالت هيئة تحرير الشام، عبر منابرها الإعلامية، إنها ستتصدي لأي هجوم تشنه قوات النظام السوري، كما ادعت أنها تملك أسلحة ثقلية وترسانة صواريخ مضادة للدروع وصواريخ أرض أرض، فضلًا عن وجود مئات الانتحاريين في صفوفها.
الرد التركي
لم تتخذ الحكومة التركية أي ردة فعل على التصعيد الأخير في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش التركي في الشمال السوري، والذي بدأ يوم السبت الماضي، ووصل إلى ذروته الأيام الماضية.
كما يعد البيان المشترك الصادر عن إيران وتركيا وروسيا، يومي 25 و26 أبريل الماضي، كاشفًا للصمت التركي على التصعيد العسكري، حيث أبدت الثلاث دول قلقها من مساعي هيئة تحرير الشام لتشديد سيطرتها على الشمال السوري، وأكدت وقتها مواصلة التعاون للقضاء على الميليشيات المسلحة.