رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عشماوي: القتلة وسفاكين الدماء أول من تسعر بهم النار

جريدة الدستور

قال الدكتور أحمد عشماوي أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، أن أول ما يقضي الله فيه بين الخلائق يوم القيامة هو الدماء لما لها من حرمة عند الله فالقتلة وسفاكين الدماء أول من تسعر بهم النار يوم القيامة لفظاعة جرمهم وشناعة إثمهم والإسلام دين السماحة والرحمة لا يرضى بسفك الدماء ولا بإزهاق الأرواح مهما كانت الأسباب إلا في حالتين قتل النفس بالنفس والفساد في الأرض بمحاربة الناس وترويعهم.

وتابع: وعلى هذا فالإسلام لا يجيز قتل الناس لعلة المخالفة في الدين بل ضمن لهم حرية الإعتقاد وأمنهم في بيوتهم وفي دور عبادتهم وفي القرآن الكريم، مستشهدا بقول الله تعالي: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ).

وأشار إلي أن العجيب في الآية أنها قدمت الحفاظ على دور العبادة لأهل الكتاب على المساجد وذلك يعكس احترام الإسلام للآخرين وإيثارهم والتضحية من أجلهم كما يفهم من الآية أن دور العبادة لأهل الكتاب أماكن ذكر الله ومن أجل ذلك تحترم وإنما كانت مزية المساجد عليها أنها أكثر ذكرا لله وهذا هو المفهوم من قوله (ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ).

وأردف قائلًا: ليس هذا فحسب بل إن الإسلام أوصى بأهل الكتاب في المعاملة حتى في المجادلة والتحاور معهم، واستدل بما جاء في الحديث نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم (ألا من ظلم معاهدا او ذميا او غدر به فأنا حجيجه يوم القيامة ).

وأوضح إن أكثر الناس يفهمون خطئا حديث نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم في قوله (أمرت ان أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ) ذلك لأنهم فهموا العموم في جنس الناس وهذا فهم مغلوط لأن أل في كلمة الناس للعهد وليست للجنس أي أن نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم كان يقصد بكلامه قوما معهودين لأصحابه يعرفونهم في جزيرة العرب وهو المقصود في قوله صلى الله عليه وسلم (لا يبقى في جزيرة العرب دينان ) وعلى هذا الفهم سليم جرى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ففتحوا البلاد ولم يقتلوا أحدا لمجرد المخالفة في الدين واضعين نصب أعينهم قول الله تعالى (لا إكراه في الدين ).

وأضاف عشماوي: أن ما يحدث في أيامنا هذه من تفجيرات وقتل الأبرياء إنما هو من عمل الخونة والجهلة والجبناء وأيامنا هذه أيام الهرج أنبأ عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال في حديثه عن آخر الزمان (ويكثر فيه الهرج ) أي القتل بلا مبرر وقال أيضأ (ليأتين على الناس زمان لا يدري المقتول فيه بأي ذنب قتل ولا يدري القاتل فيه لم قتل ).

ويري أستاذ التفسير، إن ما يحدث لنا هو نتيجة الجهل والتخلف والبعد عن سماحة الإسلام لقد تركنا حثالة من الناس يتعاقرون كأس التخلف والعصبية المقيتة فضلوا واضلوا ولو أننا ضربنا بيد حديد على أمثال هؤلاء لانقذنا الكثير من الأبرياء وإن على الدولة أن تساند الأزهر في مهمته في نشر وسطية الإسلام وسماحته قبل فوات الأوان.