كيف يفكر داعش والقاعدة في اختراق دول الخليج العربي؟
قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية: إن وحدة التحليل والمتابعة رصدت، خلال الأسابيع القليلة الماضية، نشاطًا إعلاميًّا تحريضيًّا للتنظيمات الإرهابية (القاعدة، داعش) ضد دول الخليج العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات الشقيقة، يأتي ذلك في ظل توسعات عمليات تنظيم القاعدة في اليمن مطلع العام الحالي، وهو ما يمثل تحذيرًا للمنطقة برمتها.
وأكد المرصد أنه في أقل من شهر واحد خرج تنظيم القاعدة وداعش بإصدارين مرئيين حملا نفس الرسالة والمضمون في الهجوم على المملكة وسياساتها، واتهامها بالتعاون مع أمريكا وإسرائيل ضد الإسلام والمسلمين، كما اتهما سياسات المملكة الإصلاحية في مجالي الفن والترفيه بأنها وسيلة لنشر الفجور والفسق بالبلاد.
أوضح المرصد أن الإصدار الأول جاء لتنظيم القاعدة، بث فيه كلمة لـ"أيمن الظواهري"، تحت عنوان "صهاينة الجزيرة"، ركز فيه على انتقاد سياسة المملكة منذ تأسيسها وصولًا إلى ولي العهد "محمد بن سلمان"، متهمًا إياه بتعميق العلاقات بين المملكة وأمريكا وإسرائيل، ونشر الفسق، واعتقال العلماء، كما تطرق الإصدار للحديث عن علاقة دولة الإمارات الشقيقة بالولايات المتحدة وإسرائيل، منتهيًا بتذكير شعب الجزيرة بالأدوار التي لعبها أبناؤها في إطار نصرة الإسلام عبر دعم الجهاد، مؤكدًا أن الحل لمواجهة المملكة يتمكن في ثلاث استراتيجيات؛ هي: الهجرة والجهاد والاتحاد، داعيًا إلى استهداف المصالح الأمريكية والإسرائيلية داخل المملكة.
وتابع المرصد أن الإصدار الثاني كان لتنظيم داعش، بعد أسابيع قليلة من الإصدار الأول للقاعدة، حاملًا عنوان: "من سيخرج المشركين من جزيرة العرب؟"، وهو لا يختلف كثيرًا عن مضمون رسالة الظواهري السابقة، بل إنه اتخذ عنوان الإصدار من آخر مشهد في إصدار القاعدة، كما استخدم نفس مشاهد الفيديو الداخلية، لكنه ركز بشكل أساسي على علاقة دول الخليج، خاصة المملكة والإمارات، بالمسيحيين.
وأشار المرصد إلى أن التقارب بين القاعدة وداعش في التحريض ضد المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات الشقيقة، ليس وليد اللحظة، ولكنه يتزايد خلال الفترة الحالية، حيث تسعى تلك الجماعات إلى توظيف أجواء حادثة الصحفي "جمال خاشقجي" والهجوم على أدوار المملكة في اليمن، بالإضافة إلى وجود تيارات معارضة لسياسات الإصلاح داخل المملكة، وذلك رغبة من تلك الجماعات في تجنيد عناصر جديدة لها من شبه الجزيرة العربية، وربما للحصول على تمويل من جماعات وأفراد مناهضة للمملكة وسياساتها.
وتابع المرصد أن هذا النشاط الإعلامي يتواكب مع محاولات تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الموجود في اليمن لاستعادة نشاطه الإرهابي في محافظة أبين، خاصة بعد المحاولات الدولية لإعادة الاستقرار في اليمن، ومحاولة التوصل لاتفاق بين الحكومة اليمنية والحوثيين لوقف إطلاق النار.
وأخيرًا، حذر المرصد من تحول التقارب بين داعش والقاعدة حول رؤيتهما المتطرفة للمملكة ودولة الإمارات، من نطاق التقارب الإعلامي إلى التقارب الميداني خاصة في اليمن، كذلك حذر المرصد من خطاب تنظيم القاعدة الذي بات يعتمد بشكل أساسي على طرح قضايا اجتماعية وسياسية أكثر منها دينية أو دعوية في تحريضه دولا ضد الدول المسلمة، داعيًا إلى ضرورة تكثيف الجهود الإقليمية لمنع تجنيد عناصر جديدة أو تمويل جماعات إرهابية في المنطقة.