بعد دعوته للمشاركة في السياسة.. ما حقيقة علاقة «الإخوان» بالحوثيين؟
وجه عدد من الخبراء في الشأن اليمني صباح اليوم الأربعاء تحذيرات من دعوات انخراط جماعة الإخوان باليمن فى عمل سياسى مع جماعة الحوثي، وركز الخبراء تحذيراتهم لحكومة الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى من هذه الدعوات.
وفى سياق متصل بالأوضاع على الساحل الغربى، ذكرت مصادر يمنية ميدانية أن مديرية الدريهمى جنوبى محافظة "الحديدة" شهدت فجر اليوم الأربعاء مواجهات عنيفة بين المقاومة اليمنية (المؤيدة للشرعية) وجماعة الحوثي، وقالت المصادر "إن عشرات القتلى والجرحى من المتمردين وصلوا إلى مستشفيات المدينة خلال الساعات القليلة الماضية إثر المواجهات".
بهذه الأنباء بدأت الأسئلة تتوارد حول كيف يحدث هذا وهل حدث من قبل ولماذا هذا الانقلاب؟ جميع هذه الأسئلة كانت تحتاج إلى إجابة، التقرير التالي يكشف العلاقة المشبوهة مع الحوثيين التي تنفيها جماعة الإخوان الإرهابية، البداية كانت ما تم كشفه في يناير 2017، من خلال وثائق تثبت قتال عناصر إخوانية بين صفوف الحوثيين، كانت تقاتل قوات الشرعية.
وقتها عثرت القوات الشرعية على جثث مقاتلين بحوزتهم هويات حزب الإصلاح اليمني التابع للإخوان، في منطقة البقع بمحافظة صعدة -معقل الحوثيين- بعد تحريرها بأيام قليلة.
ويعود تاريخ تحالف الإخوان وصالح؛ عندما أنشأوا حزب الإصلاح برعاية العلاقات المشتركة مع الرئيس المخلوع، قبل أن تهتز تلك العلاقة الوطيدة تحت ضغط الولايات المتحدة عقب تفجيرات 11 سبتمبر 2001.
ومع انطلاق الحرب بين الحوثيين والقوات الشرعية في اليمن، خاصة في عام 2015 والنصف الأول من 2016، لم يظهر للإخوان دور حقيقي في الحرب اليمنية، حتى قال محمد عبدالسلام المتحدث باسم وفد الحوثي في مفاوضات الكويت التي جرت العام الماضي، إن الحوثيين تحالفوا مع الإخوان والسلفيين (المتمثلين في جبهة حاشد) لردع الشرعية والتحالف العربي.
وإضافة إلى ذلك جاء الكشف الأخير للجيش اليمني، بالعثور على جثث بهويات انتساب إلى حزب الإصلاح اليمني التابع للإخوان، في واقعة وصفتها مصادر رفيعة بالقوات الشرعية بـ"الفضيحة" لذراع الإخوان في اليمن.
وبالفعل أعلن الإخوان في 27 نوفمبر الماضي، عن "فتح صفحة جديدة وطي صفحة الماضي" مع الحوثيين، في أول تحالف علني بين الطرفين بعد حرب لسنوات كانت على أساس طائفي.
محمد كمال الباحث في شئون الحركات الإسلامية والمسلحة، توقع أن تكون هناك علاقات قديمة بين التنظيم الإخواني والحوثيين، وذلك لان الطرفين يلعبون على المصلحة الشخصية لهم دون النظر إلى المصلحة العليا للبلاد.
وأضاف كمال في تصريح خاص، أن العلاقة بين تنظيم الإخوان والحوثيين تعود إلى سنوات طويلة، حيث البداية كانت مع تأسيس الجناح السياسي للجماعة بوجود الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بالإضافة إلى الاتصالات المستمرة.
وأشار إلى أن الإخوان هي رأس الشيطان في الدول العربية، وتواجدها في أي بلد يعني أنها تبحث عن أماكن تحييها وتحيي الصراع الداخلي لتصبح هي الوجه الحسن للشعوب.
واتفق معه الدكتور عبد الملك اليوسفي، الكاتب والباحث السياسي، أن ميليشا الإخوان باليمن، لديها فكر مؤدلج، للسيطرة والاستحواذ على كل شيء، موضحا أن الجماعة تتساوى مع الحوثيين في عقيدة إقصاء الآخر.
وأوضح في تصريح، أن الإخوان حولوا مفهوم الولاء والبراء إلى نظام خاص بهم وحدهم، مشيرا إلى أن تعاطيهم مع المجتمع به فوقية شديدة، وهو ما ولد مشكلات عديدة، وتعطيل متعمد للمعركة مع الحوثيين بشكل واضح.
وتابع: هذه المؤامرات الإخوانية، ستجعل اليمنيين يعيدون النظر، في التعامل مع هذه الجماعة للأبد.