رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعرف على تفاصيل تطوير«الجامع الأزهر» على مدار ثلاث سنوات

جريدة الدستور

يستعد الجامع الأزهر لافتتاحه المقرر غدا الثلاثاء، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي والأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، عقب الانتهاء من أكبر عملية ترميم في تاريخه استمرت لنحو ثلاث سنوات كاملة، من خلال منحة من الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز بواقع 30 مليون جنيه، بدأت نهاية عام 2014 بعد تنازل وزارة الأوقاف عنه لصالح مشيخة الأزهر.

وشملت عملية الترميم، تغيير وتحديث البنية التحتية للجامع الأزهر بشكل كامل، بما في ذلك الأرضيات والفرش وشبكات الإضاءة والمياه والصرف والإطفاء والتهوية والصوت، وزخرفة الواجهات الداخلية والخارجية للجامع، وترميم الأسقف والنوافذ الخشبية والمشربيات والمآذن، وأعمال النقل التليفزيوني، وأعمال مقاومة الحريق، وتأهيل السور الخارجى، وإعادة تنسيق الموقع الخارجى، وذلك وفقا لأحدث المعايير العالمية، وبخامات تماثل المستخدمة في الحرم المكي.

كما شهدت أعمال ترميم الجامع الأزهر تركيب رخام أرضية صحن الجامع، والتى تسمى بـ"التاسوس"، وهو نفس الرخام المستخدم فى أرضيات الحرم المكى الشريف والحرم النبوى الشريف، ويعمل الرخام على عكس الضوء والحرارة، وهذا النوع من الرخام نادر الوجود ويتم استيراده خصيصاً للحرمين من جبال اليونان.

وتميزت عملية الترميم الجديدة بمراعاة الطبيعة الأثرية للجامع، حيث تمت كافة الخطوات تحت الإشراف الكامل لوزارة الآثار، كما جرى توثيق جميع مراحل الترميم، بحيث أصبح هناك ملف شامل لكل حجر وركن وزاوية داخل المسجد، يتضمن وضعها قبل وخلال وبعد عملية الترميم.

كانت شركة بن لادن السعودية تبنت عملية ترميم الجامع الأزهر،عام 2015، بتكلفة مالية قدرها 30 مليون جنيه، و فى أبريل 2016، زار الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الجامع الأزهر، وتم اعتماد ميزانية لترميم الأزهر واستعادته رونقه الحضارى ومعالجة آثار الترميم الخاطئ، وذلك بإشراف وزارة الآثار.

وغيرت شركة بن لادن شبكات الكهرباء وجميع نظم الإنارة، بالإضافة إلى عمل شبكة صرف أمطار وشبكة صرف صحى جديدة بدلا من القديمة المتهالكة بأحدث النظم المعروفة حاليا، وإعادة بناء مبنى دورات المياه ووضع قبة على موضع استكشاف صهاريج المياه تحت الجامع، ليكون مزارا بعد انتهاء عملية الترميم.

وبنت الشركة بئرا بوسط صحن الجامع الأزهر، وذلك موضع اكتشاف صهريج المياه والتى أعلنت وزارة الآثار فى وقت سابق اكتشافه أثناء رفع القطع الرخامية من أرضية الجامع، حيث ظهرت فتحة تؤدى إلى صهريج كامل بمساحة ستة أمتار مربعة أسفل صحن الجامع "على غرار نمط صهريج جامع محمد على بالقلعة.

كان الجامع الأزهر خرج من سجلات اليونسكو للمباني التراثية الأثرية، فى عام 1998، نتيجة لعملية ترميم خاطئة، وفي 2014 تنازلت عنه وزارة الأوقاف لصالح مشيخة الأزهر التي وقعت بروتوكولا مع ملك السعودية الراحل عبد الله بن عبد العزيز لإعادة ترميمه وإعادته إلي صورته الأولي التي كان عليها وقت نشأته.

تأسس جامع الأزهر عام 359 هجرية، 939 ميلادية، وهو أحد أهم المساجد التى عرفتها مصر، ورابعها من حيث الأقدمية، فقد عرفت مصر ثلاثة مساجد قبله، هى جامع عمرو بن العاص، بالفسطاط، وجامع العسكر، بمدينة العسكر، وجامع أحمد بن طولون بمدينة القطائع.