«الأرثوذكسية» تحيي ذكرى القديس دينوسيوس السكندري البطريرك الـ14
تُحيي الكنيسة الأرثوذكسية، اليوم ذكرى رحيل القديس دينوسيوس السكندري البطريرك الرابع عشر معلم الكنيسة الجامعة.
وقال ماجد كامل الباحث في التراث القبطي، وعضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي: إنه ولد القديس ديونسيوس في عام 200م تقريبا من أبوين وثنيين و أهتم والده بتعليمه كل علوم الصابئة (عابدي الكواكب ) ، وتروي قصة إيمانه بالمسيحية أنه تقابل ذات يوم مع أمرأة عجوز تبيع الكتب القديمة ؛ورأي معها رسالة من رسائل معلمنا القديس بولس الرسول.
وتابع: فلما أعجب بها جدا رجع أليها وطلب منها بقية رسائل بولس الرسول فقالت له لقد وجدت هذه الأوراق ضمن كتب آبائي ولكن إذا أردت الحصول علي الكتاب كاملا أذهب إلي الكنيسة وهناك تحصل عليه فتوجه لمقابلة البابا ديمتريوس الكرام البطريرك الثاني عشر فأخذه وعلمه وأرشده عن الإيمان المسيحي ثم عمده علي الإيمان المسيحي.
وأضاف: ثم التحق بمدرسة الإسكندرية اللاهوتية في الفترة التي كان فيها العلامة "أوريجانوس" هو مدير المدرسة فأقتبس من معلمه شجاعته وفضائله وولعه بالقراءة والإطلاع، ثم تمت رسامته شماسا فكاهنا فمعلما في مدرسة الاسكندرية اللاهوتية ؛ ومن القصص الطريفة المروية عنه أنه ذات طلب منه أحد أصدقائه من الكهنة أن يتوقف علي قراءة كتب الهراطقة فبعث برسالة إلي أحد أصدقائه قال له فيها " ترددت في مطالعة كتب الهراطقة.
وتابع: أن الباعث على ترددي ما قاله لي أحد الكهنة من أن قراءتي لتلك الكتب قد تشوش أفكاري وتدخل الشك إلي قلبي ولكني رأيت في أحد الليالي رؤيا شجعتني على القراءة إذ قد سمعت صوتا يقول لي "أقرأ كل ما يقع تحت عينيك فأنت قادر أن تميز وأن تتمسك بما هو حسن وتذكر أن القراءة كانت السبب المباشر في اعتناقك المسيحية " فلما صحوت من نومي أطعت الرؤيا. مُختتمًا: وبعد نياحة البابا ياروكلاس تولي القديس ديونسيوس الكرسي المرقسي، وكان ذلك في 28 ديسمبر 246 م؛ وبعد فترة تولي الأمبراطور "داكيوس" عرش الأمبراطورية وكان كارها للمسيحين فاضطهدم اضطهاد شديدا وقبض على البابا ديونسيوس ونفوه إلي منطقة مريوط ؛ وفي الطريق قابله أحد أبنائه وعلم منه بقصة نفيه، وكان متوجها إلي حفل زفاف ؛فأعلن في الحفل عن القبض علي البابا ديونسيوس ونفيه ؛فقرر جميع الحضور إنقاذ باباهم ، فخرجوا إلي المنفي وهاجموه وخلصوا البابا من الأسر وبعدها رجوه أن يعتزل قليلا في الصحراء فحياته ليست ملكا له وحده.
وتابع: أنه اختار من بينهم رجلين فاضلين واعتزل فترة في الصحراء وفي الصحراء بعث برسائل تعزية وتشجيع إلي جميع المؤمنين كما بعث برسالة إلي العلامة أوريجانوس أستاذه ومعلمه وكان من أبرز شهداء هذه الفترة الشهيد العظيم فيلوباتير مرقوريوس.
وتابع: وبعد وفاة الامبراطور "داكيوس " عاد الهدوء قليلا إلي الكنيسة فقام البابا بجولة رعوية فذهب إلي مدينة الفيوم وكان أسقفها يؤمن ببدعة الألف سنة ؛فعقد مجمع لمدة ثلاثة أيام ناقش فيها الأسقف في رأيه حتي أقتنع وعاد إلي الإيمان المستقيم .
مُضيفًا: وبعث برسالة إلي أسقف أنطاكية ينصحه فيها بقبول توبة العائدين من الاضطهاد إلي الإيمان المسيحي ، وفي عام 257 م ثار اضطهاد فالريان فالقي والي مصر القبض علي البابا دينوسيوس وجلده وطلب منه أن يسجد للأوثان فاجابه نحن لا نسجد إلا للسيد المسيح ؛فكلمه بالحسني لكي يذعن ؛فلما لم يستجب أخذ جماعة من المسيحين وقتلهم أمامه فلما رآه مصرا علي موقفه ألقاه في السجن ثم أعيد ليحكم عليه بالموت ؛ولكن الوالي عدل عن قتله ونفاه إلي ليبيا.
واختتم قائلا: وقبل أن ينفيه وجه له تهمة جديدة هي "بلغنا أنك تنفرد وتصلي " فرد عليه البابا ديونسيوس "نحن المسيحيون لا نترك صلاتنا ليلا ونهارا " ثم أـلتفت إلي الشعب وقال لهم "أمضوا وصلوا .وأنا وإن كنت غائبا عنكم بالجسد فإني حاضر بالروح ؛ فأغتاظ الملك جدا من الرد وقام بنفيه إلي ليبيا ؛ وفي عهد الوالي الذي يليه عفا عنه وإعاده إلي كرسيه.