بمناسبة عيد الأم.. ماذا قال الكاتب الراحل أنيس منصور عن والدته؟
للأم مكانة عظيمة في القرآن الكريم والسنة النبوية، ووصى سيدنا محمد عليها 3 مرات في الأحاديث النبوية، وجعل الله بر الوالدين بعد عبادته مباشرة نظرًا لمكانتهما الكبيرة، ولذلك حدد العالم أن يكون هناك يوم للاحتفال بالأم، بمثابة تكريم لها وعطائها الكبير.
وحول هذه المناسبة، قال الكاتب الراحل أنيس منصور في إحدى لقاءاته التليفزيونية عن والدته: «مازال إحساسي قوى على الرغم من وفاتها منذ ما يقرب من ثلاثين عامًا، فالإحساس بالأم عميق، ولن يكون عندي إحساس أنها ماتت، وعندما أفتكرها أبكى، ويوم وفاتها كان غريب جدًا فعندما تم تعييني رئيسًا تحرير لمجلة "آخر ساعة" كان يوم وفاتها، فبرقية التهنئة والتعذية كانوا في صفحة واحدة ومناسبة واحدة كان البعض يعزيني ويبارك لي».
وأضاف: «حبي لها جعلها قوية لي ومترسخة في أعماقي، وعلى الرغم من أنني كتبت في إحدى كتاباتي أنها كانت قاسية، لأنها كانت تضربني كثيرًا وهي محقة في ذلك “ضرب المحب” فكنت أقوم بأفعال تستحق أن تضربني، ولكن قسوتها لم أراها، عانت معي كثيرًا عندما كنت طفلًا».
وسرد بعض المواقف التي فعلها في الصغر مما جعل والدته تقوم بضربه، فقال: «قمت مرة برمي نفسي في النيل فضربتني، وعندما كنت أقلد موقفًا لثعلب يتسلق الشجرة بظهره ووقعت من عليها وسال دمى فضربتني حتى لا أفعل ذلك».
وتابع: «كنت طفل شقي، فخيل لي ذات مرة أنها تشتم والدي فجمعت كل الأحذية ووضعتها في الإناء الذي يطهون فيه الطعام وكان ذلك في عيد الأضحي، فقلت لها انتِ شتمتي أبي فضربتني».
وتابع: «هناك موقف لا أكاد أنساه، ذهبت إلى العجر الذين يسكنون في بلدة مجاورة هاربًا من المنزل، وجلست عندهم 6 أيام، وكانت إحدى العجر أخذتني في القفة وسارت تنادى أضرب الودع حتى وقفت بالقفة أمام منزلنا ووجدت أبي وضربتني، فهذه أفعال أنا استحق عليها الضرب، على الرغم من ضربها الكثير بسبب أفعالي، لكن لم أرى في أمي أي عيب من العيوب أبدًا، فأحبها لدرجة أنني أشعر بعدم وفاتها».