في ذكرى رحيله العاشرة.. أبرز المعلومات البابا شنودة كشاعر
تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الخميس، الذكرى العاشرة لرحيل البابا شنودة الثالث البطريرك الـ117، وقال ماجد كامل عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي، أنه تميز قداسة البابا الراحل الانبا شنودة الثالث ( 1923- 2012 ) القدرة علي كتابة الشعر، وهذه القدرة نمت عنده منذ فجر شبابه ؛ وهو يروي في مذكراته أنه أخذ يكتب الشعر منذ الطفولة ؛ ولكنه لم يتقن كتابة الشعر فعلا إلا عندما توجه إلى مبنى دار الكتب المصرية بباب الخلق ؛ وأطلع هناك علي كتاب "أهدي سبيل إلي علمي الخليل " فأنكب على دراسته يوميا إذ كان يذهب إلى دار الكتب يوميا في الصباح والمساء حتى أتقنه تماما .
وتابع عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي، وومنه تعلم علم العروض والقوافي وبحور الشعر المختلفة، وهو يروي في مذكراته أيضا أنه عندما كان طالبا في البكالوريا، وكان اسمه قبل الرهبنة نظير جيد، طلب منه مدرس اللغة العربية أثناء الامتحان الشفوي أن يتلو عليه أحد القصائد المقررة، فٍسأله أي قصيدة تريد ؟ فقال له القصيدة التي تحفظها فسأله مرة أخرى من أي عصر من العصور تريد أن أتلو عليك قصيدتها؟ فرد عليه المدرس وهل تحفظ جميع العصور ؟ فأجابه الطالب نعم فقال له المعلم إذن اسمعني قصيدة من العصر الحديث، فرد عليه الطالب نظير ولأي شاعر من شعراء العصر الحديث ؟ فسأله المدرس وهل تحفظ لجميع الشعراء ؟ فرد عليه نظير نعم لأكثر من ثلاثين شاعرا، فسأله المدرس ولماذا تحفظ كل هذه القصائد من الشعر ؟ فرد عليه الطالب "ذلك لأني احب الشعر " فسأله المدرس " وهل تكتبه ايضا ؟ " أجاب الطالب نعم أكتبه أيضا ؛ فقال له المدرس إذا اسمعنا بعضا من شعرك، وهكذا كان الطالب نظير جيد أول – وربما آخر – طالب يمتحن في شعره في البكالوريا.
- شعره تميز بمسحة صوفية
وأضاف "كامل" وشعر قداسته يتميز بمسحة روحية وصوفية، وذلك بحكم تكوينه كراهب وأيضا كرجل دين مسيحي ولقد عبر قداسته عن شوقه المبكر لحياة الرهبنة في قصيدة شهيرة له بعنوان " غريبا عشت في الدنيا " نظمها قداسته عام 1946 ؛ علما بأن تاريخ رهبنته هو 18 يوليو 1954، أي قبل رهبنته بحوالي 8 سنوات .
وأوضح أنه وفي نفس الشهر الذي ترهبن فيه "أي يوليو 1954 " كتب قداسته قصيدة "بعنوان سائح " والسائح هو أعلي درجات الرهبنة القبطية حيث يجول الراهب في الصحراء هائما في حب الله ليس له دير ولا حتي مكان للسكن، وأثناء وحدته في مغارة بالقرب من دير السريان ؛ نظم قصيدة بعنوان "من تكون ؟ "
وتابع، تنتقل إلي جانب آخر من شعر قداسة البابا هو الشعر الوطني ؛ فلقد كان يتردد علي المنتدي الذي كان يعقده الزعيم مكرم عبيد( 1889- 1961 ) مؤسس حزب الكتلة الوفدية ؛ وكان مكرم كلما شاهده يرحب به قائلا "أهلا شاعر الكتلة "، ومن القصائد التي نظمها نظير جيد وهو طالب في مرحلة الثانوي ؛والتي تكشف عن عشقه الشديد لمصر
واختتم قد لا يعلم الكثيرون أن قداسة البابا الراحل الأنبا شنودة قد كتب الشعر الفكاهي أيضا ، فلقد كتب هو طالب في كلية الآداب قسم التاريخ هذه القصيدة التي يعبر فيها عن كرهه الشديد لمادة الجغرافيا ، وهو طالب في السنة الثانية أقامت الكلية حفلة لتكريم عميد الكلية ؛ فألقي فيها هذه القصيدة الكوميدية التي يعبر فيها عن رغبته ان يكون عميدا للكلية ولو لشهر واحد.