"بين السيموطيقا واللسانيات .. العامية المصرية لغة أم لهجة ؟" بصالون علمانيون
يحل الدكتور أنور زينهم الباحث في الدراسات الاجتماعية، في الخامسة من مساء اليوم الثلاثاء، في ضيافة أمسية جديدة٬ من أمسيات صالون علمانيون٬ ولقاء مفتوح لمناقشة وعرض كتابه، "بين السيموطيقا واللسانيات .. العامية المصرية لغة أم لهجة ؟، وذلك بمقره الكائن 33 قصر النيل عمارة دار الكتاب اللبناني.
ويشير "زينهم"، في مقدمة كتابه إلي: درج الدرس اللغوي التقليدي على التعامل مع العلامة اللغوية والمعنى بمنطق الثبات، بمعنى الإطمئنان إلى معانٍ ثابتة ومحددة قبلياً، لكن هذا الثبات لم يلبث أن ضُرب في الصميم بدايةً مع بروز طروحات بيرس، ولسانيات دي سوسير وصولاً إلى طروحات التفكيك، التي بلغت حداً مبالغاً فيه من الاحتفاء بالسيرورة اللامنتهية للدلالة، حتى بلغت حد العدم، المفضي إلى غياب المعنى الذي حلّ محله التأويل، وقبل وصول الفكر اللغوي والنقدي إلى هذا الحد من التطرف في التعامل مع المعنى والنص والدلالة.
ويوضح "زينهم": علم العلامات (السميوطيقا) علم يدرس أنساق العلامات والأدلة والرموز، سواء أكانت طبيعية أم صناعية. وتُعدّ اللسانيات جزءا من السيميائيات التي تدرس العلامات أو الأدلة اللغوية وغير اللغوية، في حين أن اللسانيات لا تدرس سوى الأدلة أو العلامات اللغوية. ومن الروّاد المُؤسِّسين لهذا العلم، هناك فرديناند دي سوسير وشارل ساندرز پيرس، كما أن من أبرز من ساهموا في السيميائيات هناك كل من فلاديمير پروپ ولويس خورخي پرييتو وأومبيرتو إكو وألخيرداس جوليان جريماس وتشارلز موريس ورولان بارت وتوماس سيبوك.
السيميولوجيا هو علم العلامات أو الإشارات أو الدول اللغوية أو الرمزية سواء أكانت طبيعية أم اصطناعية، ويعني هذا أن العلامات إما يضعها الإنسان اصطلاحا عن طريق اختراعها واصطناعها والاتفاق مع أخيه الإنسان على دلالاتها ومقاصدها مثل: اللغة الإنسانية ولغة إشارات المرور، أو أن الطبيعة هي التي أفرزتها بشكل عفوي وفطري لادخل للإنسان في ذلك كأصوات الحيوانات وأصوات عناصر الطبيعة والمحاكيات الدالة على التوجع والتعجب والألم والصراخ مثل: آه، آي ...
ويلفت "زينهم" إلي: إذا كانت اللسانيات تدرس كل ماهو لغوي ولفظي، فإن السيميولوجيا تدرس ما هو لغوي وماهو غير لغوي، أي تتعدى المنطوق إلى ماهو بصري كعلامات المرور ولغة الصم والبكم والشفرة السرية ودراسة الأزياء وطرائق الطبخ. وإذا كان فرديناند دو سوسير F.De.Saussure يرى أن اللسانيات هي جزء من علم الإشارات أو السيميولوجيا ٍSémiologie، فإن رولان بارت R.Barthes في كتابه" عناصر السيميولوجيا" يقلب الكفة فيرى بان السيميولوجيا هي الجزء واللسانيات هي الكل. ومعنى هذا أن السيميولوجيا في دراستها لمجموعة من الأنظمة غير اللغوية كالأزياء والطبخ والموضة والإشهار تعتمد على عناصر اللسانيات في دراستها وتفكيكها وتركيبها. ومن أهم هذه العناصر اللسانية عند رولان بارت نذكر: الدال والمدلول، واللغة والكلام، والتقرير والإيحاء، والمحور الاستبدالي الدلالي والمحور التركيبي النحوي.