مكتبة على الرصيف.. «عم مجدي» يشجع الشباب على القراءة بالاستعارة (فيديو)

قضى أكثر من 40 عامًا بين الكتب والروايات، يعرف كل جديد عن المؤلفات ويتقن التفاصيل في الأوراق والأغلفة، فأصبحت الكتب هي عشقه وليست مصدر دخله وعمله فقط، حيث يلقى فيها ضالته، ويستعيض بترشيح كتاب مميز لقارئ عن عدم استكمال دراسته، ويشجع الآخرين من الطلاب والاطفال والكبار على القراءة بنظام الاستبدال والاستعارة ليجعل من مكان عمله مكتبة بسيطة على الرصيف.

يقول مجدي رياض محمود، 62عامًا، من الإسكندرية، إنه يعمل لأكثر من 40عامًا بين الكتب، حيث بدأ العمل في الهيئة المصرية العامة للكتاب، منذ عام 1980، في وظيفة عامل نظافة، ثم تسلم وظيفة أخرى وهي تصنيف الكتب في المخازن.

وأضاف لـ«الدستور» أنه لم يكمل تعليمه حيث ترك المدرسة في الصف الرابع الابتدائي وأثناء عمله، ألحقوه في الهيئة بمدرسة لمحو الأمية لتعليم الحروف والأرقام، وأصبح يقرأ بعض الكلمات ويتعرف على الكتب، ويستطيع تنظيمها كل مجال في المكان المخصص له بسهولة رغم عدم قدرته على القراءة بشكل متقن.

وتابع أنه ترك العمل بعد ذلك ليتجه لبيع الكتب، وبدأ بشراء بعض الكتب القديمة من مكان عمله السابق، ليفترش بهم الرصيف، في منطقة كامبشيزار، ثم انتقل إلى منطقة كليوبترا منذ عام 1993وظل بها يبيع الكتب الجديدة والقديمة أيضًا بأسعار في متناول الجميع.

فكرة الاستعارة

أشار «عم مجدي» إلى أن فكرة الاستعارة كانت هدف خاص، وهو أن يستطيع أكبر عدد من الشباب والأطفال أن يقرأ دون عبئ شراء كتاب جديد كل مرة، حيث يجد سعادته في تثقيف وقراءة غيره ويكون تعويضًا له عن حرمانه من التعليم.

وأوضح أنه أصبح يقوم بتبديل الكتب سواء الجديدة أو القديمة، فالقصص والروايات الصغيرة التي تباع من 3إلى 5جنيهات يتم تبديلها بجنيه واحد، والكتب التي أسعارها تبدأ من 20جنيه تُبدل بـ5 جنيهات، ويمكن للقارئ استرجاع الكتاب عقب قراءته والحصول على ما سعر الكتاب ينقصه 5جنيهات للقراءة، مشيرًا إلى أن شرط أن تعود الكتب بحالتها جيدة لكي يستطيع شخص أخر ان يستفاد بها ويستعيرها.

وأكد أنه لم يعمل إلا بين الكتب وفي بيع الكتب، حيث يفترش يوميًا القصص والروايات على الرصيف، ويكون له خوار دائم مع القراء، يكتسب معلومة، او يساعدهم في الكتب والمؤلفات الجديدة لبعض الكتاب، لافتًا أنه يريد أن يكون له كشك صغير يجمع فيه الكتب ويكون مكان لمصدر رزقه، أو معاش يساعده على الحياة حيث أنه تخطى سن ال60 ولديه 3أبناء، أملًا أن يتحقق طلبه ويكون له مكان أو دخل ثابت.