أستاذ بالأزهر: صحبة الصالحين وقاية للشباب من التشدد
قال د.محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الازهر، حين كنت طالبًا هيأ الله لي شيوخًا صالحين، أخذوا بيدي في طريق الله تعالى، وكان أكثرهم علماء بالله أو بأمر الله أو بأيام الله، وكنت أقضي أكثر أوقاتي إما في المذاكرة، وإما في التردد إليهم، وإما في العمل في فترة الإجازة الصيفية، وربما قضيت الليالي ذوات العدد بعيدًا عن أهلي بحثًا عن الصالحين، وسعيًا إليهم.
تابع العشماوي، عبر صفحته الرسمية: كان أبي رحمه الله تعالى مشفقًا عليَّ جدًا، خوفًا من أن تكون إحدى الجماعات المتطرفة قد استقطبتني إليها، وكانت فترة التسعينات من القرن الماضي من أشد الفترات التي استشرى فيها خطر هذه الجماعات في الجامعات وغيرها بين الشباب، ووقعت منهم حوادث إرهابية وتفجيرات واغتيالات أرهقت الدولة، وأفزعت المواطنين، فكان يمنعني كثيرا من المبيت خارج المنزل، حرصًا عليَّ من أن أَنْجَرَّ إلى هذا المصير المشؤوم، ولكنه لم يكن يعلم أنني - لسابق فضل الله عليَّ، ولحسن حظي، ولصدق نيته في توجيهي هذه الوجهة - كنت في أيدٍ أمينة، لا يُخشى عليَّ منها، وإذا لم يُستأمن العلماء الربانيون والأولياء الصالحون على أولادنا فمن يُستأمن.
وأوضح: لعل الله حفظني بهم، وأوقفني في طريقهم، وأوقعني في أيديهم، ببركة نية والديَّ رحمهما الله تعالى، وأحسن إليهما في دار الخلد والكرامة، فهما اللذان ألحقاني بالأزهر الشريف، رجاء أن أكون من العلماء، أمثال الشيخ الشعراوي، وكان أبي رحمه الله إذا رآه في التلفزيون أو رأى الدكتور أحمد عمر هاشم؛ بكى، وقال: (امتى أشوفك زي دول يا ابني، وأسمعك في إذاعة القرآن.
أضاف: واستجاب الله دعاءه، فبعدها بقليل، تعرفت على شيخنا الشعراوي بكرامة إلهية، وسرى إليَّ من بركة مخالطته - على قلة عدد سنواتها، ما لا يعلمه إلا الله، ثم بعدها توثقت صلتي بشيخنا الدكتور أحمد عمر هاشم، حتى ناقشني في الدكتوراه، وأحبني وأحببته، ثم بعدها صرت متحدثا رسميًا معتمدا في إذاعة القرآن الكريم وحتى هذه اللحظة.