«بـ100 راجل».. حنان تعمل على توكتوك لكسب رزقها: الستات بتحب تركب معايا
وسط سائقو التوكتوك من الرجال تظهر سيدة وحيدة وهي ترتدي جلبابًا وشالًا من الصوف يحمياها من البرد، تنتظر الركّاب أمام مستشفى الجذام بمنطقة أبو زعبل بمحافظة القليوبية، لتوصلهم إلى منطقة العزبة والتي تبعد نحو 5 كيلومترات.
حنان عطا هي السيدة الوحيدة في منطقتها التي تعمل على توكتوك، فالسيدة صاحبة الـ 33 عامًا اعتادت منذ سنوات أن تستقله يوميًا من الصباح إلى وقت المغرب، من أجل كسب قوت يومها
تعرضت السيدة إلى موقف صعب في زواجها بفترة قصيرة ظهرت الخلافات الزوجية بينها وبين زوجها، ليصل الأمر إلى الطلاق، لكنها أصبحت تعول طفلة تحتاج إلى الطعام والملابس باستمرار، فاضرت حنان إلى البحث عن عمل بشكل عاجل.
لم تتلق السيدة الثلاثينية تعليمًا جيدًا في صغرها، لذلك لم يكن أمامها سوى البحث عن عمل لا يحتاج إلى شهادات دراسية، ويكون بجوار منزلها الذي تعيش به بمنطقة أبو زعبل، والتي تبعد كثيرا عن أماكن العمل، فتوصلت إلى فكرة العمل على توكتوك.
وبعد أشهر تمكنت حنان من الحصول على توكتوك وبدأت تعمل على توصيل سكان المنطقة من وإلى مستشفى الجذام، حيث أن أغلب لسكان إما من المرضى الذين يحتاجون إلى الذهاب بشكل مستمر إلى المستشفى لمتابعة مراحل العلاج، أو من العاملين بنفس المستشفى من موظفين وعمال، والذين يذهبون يوميا من وإلى المستشفى.
تقول "حنان" لـ"الدستور" إنها على الرغم من كونها السيدة الوحيدة في المنطقة التي تعمل على توكتوك، إلا أنها لا تتعرض إلى مضايقات ممن تتعامل معهم يوميًا في الشارع، بل يقدّرون ما تفعله من أجل الحصول على الرزق لها ولابنتها.
تضيف: "الناس بتحترمني ومحدش بيضايقني، ولما واحدة ست بتركب معايا بتحس بالأمان، لأن فيه كتير من البنات والستات بيخافوا يركبوا التوكتوك مع راجل أو شاب تجنبا للتحرش أو المعاكسات، ودا بيخليني مطلوبة طول اليوم في المنطقة".
أما عن الصعوبات التي تواجهها فهي تكمن في عدم معرفتها الجيدة بأمور الصيانة، فعندما يتعطل التوكتوك تضطر إلى الاستعانة بالسائقين الآخرين من أجل معرفة المشكلة، ودفع التوكتوك إلى أماكن الإصلاح.
توضح: "لو مشكلة صغيرة زي الكاوتش ممكن أغيره بنفسي أو بمساعدة أحد من الواقفين، أما لو مشكلة أكبر بضطر أزقّه لحد أقرب ميكانيكي".