جهود «حياة كريمة» في إنقاذ مرضى القرى النائية في مصر
اهتمت المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمرافق العامة وتطوير البنية التحتية في القرى الأكثر فقرًا، وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، ولم يكن العنصر الصحي غائبا عن جهود المبادرة، أولت اهتمامًا كبيرًا بمنظومة الصحة في القرى.
استطاعت المبادرة إنشاء وتجديد العديد من الوحدات الصحية على مستوى محافظات الجمهورية،وبالتالي قضت على معاناتهم في الذهابللمستشفيات والعيادات الخاصة خارج القرية، ومكنتهم من الحصول على أفضل الخدمات الصحية بقريتهم، في الوقت الذي لم يتوقعوا فيه إنشاء وحدات صحية تضاهي المستشفيات الكبرى مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية، وتخضع لنظام التأمين الصحي الشامل.
قالت هند إبراهيم، 35 عامًا، من محافظة القليوبية، إنها كانت تتنقل كثيرًا بين المستشفيات في مراكز المحافظة للكشف على أطفالها قبل دخول المبادرة الرئاسية قريتها؛ من أجل حصولهم على رعاية صحية مرموقة، موضحة مدى معاناتها في المواصلات حتى تصل لتلك المستشفيات، التي تبعد عن قريتها بعشرات الكيلو مترات.
وواصلت: "نعاني منذ سنوات من وجود وحدة صحية متهالكة في قريتنا، معدومة من معظم الخدمات الصحية، لا يوجد بها أطباء، اعتمادها فقط كان على طاقم التمريض، مما كان يجعلنا نعتمد على العيادات والمراكز الطبية لذا طالبنا كثيرًا إنشاء وحدة صحية جديدة تلبي احتياجاتنا".
وأضافت السيدة الثلاثينية: "حينما شاهدت إعلانًا في التلفاز حول جهود المبادرة في تطوير الوحدة الصحية بقريتي، لم تسعني الفرحة بأن هذا الإنجاز تم بجوار منزلي، توجهت على الفور للوحدة، وانبهرت من شكلها الخارجي، لأجد مبنى مكون من طابقين بداخله العديد من الغرف، كل غرفة منهما مخصصة لطبيب واحد يكشف على المرضى".
وعن موقفها بعد تجديد الوحدة، عقبت "هند": "عندما يمرض أطفالي، أصبحت أتوجه بهم إلى الوحدة الصحية، وذلك بعد تطوير المبادرة لها؛ لكون يتوافر بها أطباء متخصصين في أمراض الباطنة، يجروا لهم الفحوصات والتحاليل بمعمل الوحدة، ويحصلوا على العلاج مجانًا".
وتابعت: "وجدت ساحة يجلس بها أهل المرضي خارج الوحدة الصحية، وبمجرد دخولي من الباب الرئيسي للوحدة، قبل أن اقصد عيادة أمراض الباطنة، حصلت على رقم وموعد مقابلة الطبيب لي، وانتظرت دوري في ساحة انتظار أمام غرفة الكشف، وسمعت رقم كشفي في ميكروفونات وضعت بتلك الساحة، فقصدت العيادة في الحال"، مشيدة بنظام النداء الآلي في القضاء على الخناقات التي كانت تحدث سابقًا.
واختتمت حديثها لـ"الدستور" معبرة عن سعادتهابثمار مبادرة "حياة كريمة" في تخليص أهل القرية البسطاء من معاناة الذهاب بمرضاهم إلى العيادات الخاصة والمستشفيات النائية عن القرية، موضحة أن ذلك كان يحملهم نفقات كثيرة سواءًا في الانتقال من القرية إلى المدينة أو تكلفة العلاج المرتفعة، موجهة الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي والقائمين على المبادرة.
ومن جانبها، أوضحت نهى الجمل، رئيس الوحدة المحلية في قرية الأحراز بمحافظة القليوبية، أنه تم إنشاء مبنى ملحق بالوحدة الصحية علي مساحة 150 متر، وزاد حجم الخدمات المقدمة لأهالي القرية، مشيرة إلى أنها كانت تقتصر في السابق قبل عملية التجديد على تقديم خدمات وسائل تنظيم الأسرة، ولم يتوافر بهاوحدات متكاملة للكشف على المرضى.
وأضافت رئيس الوحدة، أن الوحدة الصحية باتت تخضع لمنظومة التأمين الصحي الشامل، ويتاح بها جميع التخصصات من باطنة وأسنان وأطفالوغيرها، ومعامل الطفيليات والدم، ووحدة إسعاف لنقل الحالات الحرجة إلى المستشفيات، وقسم طوارئ على مدار اليوم يستقبل الأهالي في أي وقت، فضلًا عن 17 حضانة أطفال، مشيرة إلى أهميتها في توفير النفقات على أهل المولود.
وتابعت أنه يوجد ساحات انتظار المرضي سوءا داخل الوحدة الصحية أو خارجها، ويوجد نظام النداء الآلي الذي ينظم عملية دخول المرضي لغرف الكشف، مما يؤدي إلى القضاء على العشوائية والمشاجرات التي كانت تحدث بين أهالي المرضى في التصارع على أدوار الكشف، مشيرة إلى أن الوحدة الصحية شهدت توافدًا كبيرًا على أهل القرية منذ تجديدها.