رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التعاون الصينى المصرى والاتفاق الصينى الروسى

 اثناء حضوره الدورة الأوليمبية الشتوية فى بكين أكد الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى فى لقائه فى 5 فبراير 2022مع الرئيس الصينى شى جين بينج على حرص مصر على الوصول بالتعاون الثنائى بين البلدين إلى آفاق أرحب من التنسيق والتعاون المشترك فى العديد من المجالات (أنشطة البحث العلمى، ونقل التكنولوجيا المرتبطة بالصناعات الدوائية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون فى مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والسيارات الكهربائية وتعظيم التعاون والتنسيق بين جهات الرعاية الصحية بالبلدين لنقل الخبرات الصينية فى مكافحة كورونا.
ودعا الرئيس الصينى شى جين بينج الصين ومصر إلى العمل معا للمساعدة فى جعل لقاح كورونا فى المتناول وبأسعار معقولة للدول النامية، كما أكد على أن الصين تدعم مصر فى اتخاذ مسار تنموى يناسب واقعها، واتفق الرئيسان المصرى والصينى على أهمية الدور الذى تضطلع به المنطقة الاقتصادية لقناة السويس فى تعزيز مبادرة الصين "الحزام والطريق" ودعم تحقيقها للأهداف المرجوة منها خاصة من خلال المنطقة المصرية الصينية للتعاون الاقتصادى والتجارى والتى تسهم فى دفع جهود مصر لتوظيف الموقع الاستراتيجى المهم لمحور قناة السويس، سعيا لأن يصبح مركزا لوجيستيا واقتصاديا عالميا.
كما بحث الرئيسان سبل دعم الشراكة والتعاون الثلاثى بين البلدين فى القارة الأفريقية، مع التركيز على أولويات التنمية فى أفريقيا على أساس الملكية الوطنية لبرامج وأجندة التنمية الأفريقية 2063 وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
ووسط ازدياد القلق العالمى والخوف من تصعيد الأزمة الأوكرانية والتى سيكون لها تداعيات اقتصادية خطيرة على دول أوروبا، وتصاعد الهيستريا الأمريكية بتأجيج الذعر فى العالم بقرب الغزو الروسى لأوكرانيا، يجىء الرد القوى من روسيا والصين عقب لقائهما معا غداة الدورة الأوليمبية الشتوية فى بكين فى الرابع من فبراير هذا العام 2022، حيث التقى الرئيس الصينى شى جين بينج مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وأصدرا بيانا قويا استراتيجيا حول العلاقة بين الدولتين وحول موقفهما من العلاقات الدولية والتصعيد الأمريكى ضد الصين وروسيا فى منطقة المحيط الهادى وأسيا وأوروبا، وقال الرئيس شى جين بينج " إن بكين وموسكو تدعمان بقوة الجهود المبذولة لحماية مصالحهما الرئيسية فى العالم والثقة المتبادلة مستمرة فى النمو"، وأشاد الرئيس الروسى بوتين بالطابع غير المسبوق لعلاقات بلاده مع الصين وأكد على أن روسيا ستمد الصين ب10 مليارات متر مكعب من الغاز سنويا انطلاقا من أقصى الشرق الروسى.
إن أهمية هذا اللقاء أنه يأتى فى الوقت الذى يهدد فيه حلف الناتو روسيا بنشر قوات بالقرب من حدودها ويسعى لضم أوكرانيا، وذلك بجانب إرسال قوات من أمريكا وبعض الدول الأوروبية إلى دول أوروبا الشرقية المتاخمة للحدود الروسية، وفى نفس الوقت يطالبون روسيا بمنع نشر قوات للدفاع عن أراضيها وعن نفسها!!.
تحدث البيان فى مقدمته عن أن العالم يشهد بداية حقبة جديدة بتعدد الأقطاب، ونشوء مجتمع المعلومات والحوكمة الدولية، والتعددية الثقافية، والعولمة الاقتصادية، وأشار إلى إعادة الاعتبار للأمم المتحدة على أساس المساواة بين الدول وعدم التدخل فى شئونها الداخلية وإنهاء التجاوزات التى أدخلتها أمريكا فى بنية العلاقات الدولية فى مرحلة سيطرة القطب الواحد على العالم.
لقد أكد البيان الصادر عن اللقاء الروسى الصينى على عدد من النقاط الهامة منها: 
إقامة علاقة استراتيجية ودعم متبادل بين الدولتين فى مواجهة الأزمات والقرارات الأمريكية والدول الغربية التى تضر بدولتى روسيا أو الصين، ولحماية مصالحهما وسيادتهما ووحدة أراضيهما، والتزام روسيا بالصين الواحدة، وان تايوان جزء منها.
ضرورة الحوار والتعاون بين كل دول العالم لمواجهة الأزمة الصحية الناشئة عن تفشى فيروس كوفيد 19.
الإلتزام بقواعد النظام الدولى بإنشاء علاقات بين الدول تقوم على الاحترام المتبادل والتعايش السلمى مع تحقيق التنمية المستدامة والتنمية العلمية والتكنولوجية لكل الدول دون تمييز.
إدانة الإرهاب مع تشكيل جبهة عالمية لمواحهته تقوم فيها الأمم المتحدة بدور رئيسى.
معارضة الدولتين توسع الحلف الأطلنطى وضم أوكرانيا له، ومعارضة إقامة أحلاف ومعسكرات فى منطقة أسيا والمحيط الهادى مثل حلف "الأوكوس" بين أمريكا واستراليا وبريطانيا باعتباره سباق تسلح نووى يهدد الأمن والاستقرار الاستراتيجى.
لقد أكدت روسيا أكثر من مرة على أنها لن تقوم بالاعتداء على دولة أوكرانيا ولكنها ستدافع عن أمنها فى حالة ضم أوكرانيا لحلف الأطلنطى، أو اعتداء أوكرانيا على إقليم "الدونباس" الذى يسكنه مواطنون روس، ولكن الهيستيريا الأمريكية والبريطانية تقرع ليلا ونهارا طبول الحرب. 
إن شعوب العالم تتطلع لعالم متعدد الأقطاب تتعاون من خلاله البلدان لتحقيق السلام والنمو والرخاء والاسقرار والعدل.