«الله لا يرمي النرد».. هكذا يمكن فهم النظريات والقوانين بأسلوب مبسط

عن دار كيان للنشر والتوزيع صدر مؤخرا كتاب "الله لا يرمي النرد.. من الفيزياء الكلاسيكية إلى النسبية والكم والأوتار الفائقة" للكاتب محمود علام.

الكتاب صدر في 260 صفحة من القطع المتوسط، واشتمل على فصول "بداية عصر جديد، لغز فيزيائي، الأوتار الفائقة، عن هوكينج، أفق الحدث، تفردات زمكانية، زمن بلانك، نور وظلام، مشروع لايجو، اللغز".

أما عن العنوان "الله لا يرمي النرد"، فقد اقتبسه المؤلف من مقولة شهيرة للعبقري ألبرت أينشتاين، وهي بمعنى أن كل شئ في الأرض تم خلقه بدقة تفوق الوصف، قد لا نعي وقتها هذه الأسباب، وليس معنى ذلك أنها خلقت عبثا، لا يوجد شئ خلق عبثا، كل شئ مخلوق حسب قدرة فائقة ومحكمة، وتقصير البشر عن البحث لا يعني أن ذلك المجهول ليس له قوانين تحكمه، هذا ما أثبته العلماء عبر العصور.

يبدأ محمود علام كتابه من القصة التي شغلت الكثيرين عبر العقود، قصة التفاحة ونيوتن والجاذبية، مما مهد الكثير لفهم العالم من حولنا، وينتقل لأينشتاين ونظرية النسبية وما تواتر خلفها من عمليات لكشف الكثير من الامور في الفيزياء، وينوه علام في شرحه المبسط لهذه التنظريات عن القصور الذي استكمل فيما بعد، ويبرهن بالأمثلة البسيطة والمفهومة للنظرية، كما يشرح وبالصور بعض النظريات حتى يصبح فهمها أمرا بسيطا للغاية، ولا تحتاج لكل هذا التعقيد الذي يتم شرح النظرية بواسطته وبالتالي فالكتاب هنا يشبه إلى حد ما حكايات علمية عن نظريات كثيرة جدا سيصعب فهمها على البعض حين يقرأونها بالمصطلحات العلمية الخاصة وبها، وهنا كان دور علام وهو نقل النظرية بأسلوب سهل ويسير يناسب وعي القارئ العادي.

يناقش علام محاولات اينشتاين المستميتة لدمج نظريته مع الطاقة الكهرومغناطيسية وميكانيكا الكم وكيف أن هذه النظريات ساهمت في خلق فهم وعي أفضل لما حولنا، وأهم ما فيها هو التواتر، أي أن اينشتاين يضع نظريةوتكون ممهدا لمن بعده ليعمل عليها وفق ما رآه أينشتاين أو استخدام نظريته في الوصول لرؤية أخرى وهكذا.

فمثلا في الثقوب السوداء يشرح علام كيف تواترت هذه النظرية وما هي الألغاز المحيطة بها، وغيرها، وقبل كل فصل من الفصول كان علام يمهد للفصل بعدد صغير من الكلمات لتهيئة القارئ فيما سيقرأ، ومن هنا فإن الكتاب متعة حقيقية لمن يحبون الفيزياء والقوانين والنظريات ولكن بشكل مبسط جدا ومفهوم، ويقدم جرعة علمية كبيرة جدا بشرح مبسط في أقل عدد من الكلمات.