هل تعصف روسيا بجو بايدن وتهدد حكمه؟.. الإدارة الأمريكية محاصرة بالأزمات
أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، انه منذ أسابيع أصدر الرئيس الامريكي جو بايدن تحذيرات عاجلة من احتمال حدوث غزو روسي لأوكرانيا في أي لحظة جاءت اللحظة بين عشية وضحاها ، عندما بدأت القوات الروسية في مهاجمة أوكرانيا براً وجواً وبحراً.
وتابعت أنه بالنسبة لرئيس الولايات المتحدة، الذي أصبح محاصرًا بشكل متزايد في الداخل من قبل الحزب الجمهوري، كان هذا دليلًا على أن البيت الأبيض قد قيم إلى حد كبير أزمة أوكرانيا بشكل صحيح، على الرغم من أن تفضيلهم كان سيخطئ في توقعاتهم لحرب كارثية في أوروبا.
وأضافت أنه رغم نجاح بايدن في تقييم الأزمة، إلا أن الصراع وضع الإدارة الأمريكية في أزمة سياسية خارجية ضخمة في العام الثاني لحكم بايدن، مع توقعات رد فعل غير جيد يلوح في الأفق خلال انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس التي من المقرر عقدها في شهر نوفمبر، مع استثناءات قليلة، لديه إلى حد كبير الحزب الديمقراطي وراءه والجمهوريون منقسمون، لكن في الوقت الحالي، هناك غزو فوري يجب التعامل معه.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على المستوى المحلي، تمت الإشادة بإدارة بايدن حتى الآن لقرارها رفع السرية بسرعة عن المعلومات الاستخباراتية ، وكشف عن خطط بوتين السرية في الوقت الفعلي، وعلى الرغم من أن ذلك لم يكن كافيًا لردع بوتين، إلا أنه ساعد واشنطن على تشكيل جبهة موحدة ضد موسكو في ظل الانسحاب الكارثي للإدارة من أفغانستان العام الماضي الذي جعل الولايات المتحدة أضعف في نظر العديد من الحلفاء والأعداء في جميع أنحاء العالم.
وأوضحت أنه بعد عدة إخفاقات استخباراتية رفيعة المستوى، أثبت تقييم الولايات المتحدة أنه صحيح إلى حد كبير. وعندما قال بايدن إنه يعتقد أن بوتين قد اتخذ بالفعل قرار الهجوم، يبدو أنه كان على حق. قد تساعد دقة المعلومات الاستخباراتية التي تشاركها الولايات المتحدة، ووحدة التحالف عبر الأطلسي، في منح الولايات المتحدة مصداقية متجددة على المسرح العالمي، حيث حذر بايدن مرارًا وتكرارًا من أن الديمقراطيات مهددة.
وأكدت الصحيفة انه رغم الخطوات التيجابية لبايدن إلا أن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا وعدم قدرة الولايات المتحدة على صد الهجوم جعل بايدن محاصرا من جديد في الكونجرس، مؤكدين ان قرارات بايدن تجاه الازمة لا تتناسب معها.
وتابعت أن مثل هذا الانقسام يكشف الاستقطاب العميق الذي يواجهه بايدن في الداخل، حيث حاول عدد من الجمهوريين إلقاء اللوم عليه في تمكين بوتين، بما في ذلك العديد من نفس المسئولين الذين التزموا الصمت بينما أشاد ترامب بالرئيس الروسي وأثنى عليه. مشيرة إلى أن هناك سلسلة أزمات داخلية أخرى تهدد حكم بايدن بخلاف أزمة روسيا وهي ارتفاع الأسعار التي تشكل تحديًا سياسيًا واقتصاديًا فوريًا للرئيس، الذي تراجعت شعبيته وسط ارتفاع أسعار الغاز والغذاء، وألقى الجمهوريون باللوم على الديمقراطيين في التضخم، وهو الأمر الذي يشغل بال الناخبين قبل انتخابات التجديد النصفي لهذا العام في شهر نوفمبر المقبل.