لماذا تتفوق روسيا على الغرب فى حرب العقوبات؟
أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن الانتصار الاقتصادي السريع ضد روسيا أمر غير مرجح.
وتابعت أن هذا ظهر في تصريحات رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون للنواب والتي قال فيها "كن مستعدًا لمسافات طويلة"، حيث تعهد بتشديد العقوبات ضد روسيا.
وأضافت أن التحذير من التحضير لـ"صراع مطول" مناسب وفي الوقت المناسب، لن تكون هناك ضربة قاضية سريعة لأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان لديه الوقت للاستعداد لأي عقوبات وهو متمرس جيدًا فقد اعتاد على الأمر.
وأشارت إلى أنه في ظاهر الأمر فإن المعركة غير متكافئة، حيث يبدو أن روسيا أكبر كتلة يابسة في العالم إنتاجها السنوي أقل من إيطاليا، ولكن الاقتصاد الروسي مر بمراحل متميزة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي في أوائل التسعينيات ساعدت على بناء صمامات ضد الصدمات.
وتابعت أن روسيا لا تزال غنية بالموارد الطبيعية ورأس المال البشري، لكن أداءها بطيء ولديها علاقات محدودة مع الغرب.
وقال الدكتور هولجر شميدنج، كبير الاقتصاديين في بنك الاستثمار بيرنبرج، إن روسيا كانت قوة عسكرية رئيسية ومنتجًا للطاقة، ولكنها ليست سوقًا مناسبة لمعظم البلدان.
وأكدت الصحيفة أنه على الرغم من ذلك فإن المظاهر قد تكون خادعة وهناك عدد من الأسباب التي تجعل النصر السريع من قبل الغرب على روسيا يبدو غير مرجح.
وتابعت أن أبرز هذه الأسباب هي سعى بوتين بنشاط لعزل روسيا عن الغرب منذ غزو شبه جزيرة القرم في عام 2014، وتم حظر الواردات الغربية من اللحوم والفواكه والخضروات والألبان عندما فُرضت العقوبات.
وأضافت أن العامل الثاني هو اقتران الاكتفاء الذاتي بمحاولة التنويع، مع سياسة محورية مقصودة تجاه الصين، وتعد الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وكان طلبها الكبير على الطاقة أحد العوامل التي أدت إلى ارتفاع أسعار الطاقة العالمية خلال العام الماضي وتعد روسيا المورد الأكبر للطاقة إلى الصين ويتم إنشاء خط غاز بين البلدين.
وأشارت الصحيفة إلى أن العامل الثالث يكمن في استخدام روسيا الأموال المتلقاة من صادراتها من النفط والغاز لبناء دفاعات مالية كبيرة، حيث تحتفظ موسكو باحتياطيات من العملات الأجنبية تبلغ حوالي 500 مليار دولار، ووفقًا للمعايير الدولية، لديها مستويات منخفضة للغاية من الدين الوطني، في حين أن الوباء تسبب في ارتفاع نسبة الدين الوطني للمملكة المتحدة إلى الناتج المحلي الإجمالي فوق 100٪ ، وفي روسيا أقل من 20٪.
وأكدت الصحيفة أن قوة النيران المالية هذه تؤدي إلى إضعاف أحد الأسلحة التي ينوي الغرب نشرها ردًا على الأزمة في أوكرانيا منها حظر روسيا من إصدار أو تداول ديونها السيادية في لندن ونيويورك، فحجم السندات التي تحتاج روسيا لبيعها صغير نسبيًا، ولم يتم شراء سوى 10٪ من الإجمالي من قبل غير المقيمين في العام الماضي.
وتابعت أن بوتين يمتلك بعض الأسلحة الخاصة به التي قد يميل إلى استخدامها للانتقام من العقوبات الغربية، حيث توفر روسيا 40٪ من نفط وفحم الاتحاد الأوروبي، و20٪ من الغاز، فهي أكبر مصدر في العالم للأسمدة والبلاديوم، وهو عنصر حاسم في صناعة السيارات لأنه ضروري لصنع المحولات الحفازة.